مرثية في سماحة الوالد العالم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
|
واحسرتاه وقلبي بات مفجوعا |
على إمام عظيمٍ كان ينبوعا |
عين تنام وعين فيه ساهرة |
لو تستطيع لكان الموت مدفوعا |
واهاً له لكأن الناس ثائرة |
من حادثٍ فأقام الدهر مفزوعا |
وادٍ تفجر بالأحزان ذا زبدٍ |
يجتاح كل مقيمٍ بطنه جوعا |
من موت شيخ عظيم القدر قد ثلمت |
بنيان علمٍ وأضحى العلم مصدوعا |
موت ابن جبرين خطبٌ لو بصرت به |
لدك صم جبال الأرض ترويعا |
أواه يا أبتي أواه يا أسفي |
أواه من ألم أواه تقريعا |
لقد رماني الأسى بالسهم رميته |
فأمكنت من صميم القلب تقطيعا |
أني أسير وأغدو بعد رحلته |
وكيف لي بحليمٍ طاب ملسوعا |
كأننا حين سرنا في جنازته |
حال الحياة فكم قد كان متبوعا |
تواضعٌ ووقارٌ والمسير على |
خطى النبي وصوت ظلَّ مسموعا |
في كل عصرٍ ترى الأبواب مشرعة |
والناس حول ربوع الشيخ تربيعا |
وإن تكلم فالسلسال في صببٍ |
والدر منتظم كالنثر مسجوعا |
والصبر عدته والجود شيمته |
والطيب منبعه ألفيت مجموعا |
الحافظ الفذ والمشهور في ورع |
والجهبذ الرأي والنحرير تفريعا |
كأنه الشمس في تبليغ دعوته |
وفي الضياء وقدراً ظل مرفوعا |
حتى إذا استيأس الأحباب أوبته |
لم يجد غير معين الصبر مجروعا |
فحالف الصبر إن الصبر عدتنا |
به تطيب حياة المرء أسبوعا |
لو كان يفصح دهري في مفاخرةٍ |
لنال جبرين بالأمجاد توقيعا |
باع الحياة ببخس فهي ناقصةً |
وللجنان اشترى إذ باع ما بيعا |
فأسكن الله في الفردوس عالمنا |
وفي الختام سلام الله توديعا |
|