Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/07/2009 G Issue 13454
الخميس 08 شعبان 1430   العدد  13454
جمعية إنسان وثقافة الأيتام
د.عبد المحسن الرحيمي

 

ازدهرت الأعمال الخيرية وتطورت في بلادنا بفضل الله أولاً.. ثم بدعم ولاة الأمر وتشجيعهم.. ومساندة الخيرين والمخلصين من أبناء هذا الوطن.. وسأتطرق في مقالي إلى الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) التي تُعد واحدة من ثمار هذا الدعم والتشجيع، حيث تخصصت في تقديم الرعاية لفئة غالية من أبناء مجتمعنا ومنذ تأسيسها عام 1419هـ, وبإشراف وتوجيه من لدن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الجمعية (إنسان), وهي تسعى إلى تقديم الرعاية المثالية للأيتام، وقدمت العديد من البرامج والأنشطة الاجتماعية والكثير من خدمات الرعاية والتنمية، ولم تقتصر على الجانب المعوني المادي فقط، بل امتدت إلى معونة فكرية وثقافية تغذي عقل اليتيم وتنير له طرقاته وتساعده على التفكير الجيد في مستقبله الفكري والثقافي للمساهمة في التنمية الوطنية.

إن ما يميز برامج جمعية إنسان واقعية تلك البرامج ووضوح أهدافها والغايات التي صُممت من أجلها ومهنية إعداد الخطط, وشفافيتها وشموليتها بحيث تغطي جميع الجوانب الثقافية والإبداعية للأيتام ومساعدة الأيتام لتجاوز العقبات والوصول إلى المجد.. ورسم شخصية متوازنة متكاملة متعادلة لليتيم من جميع الوجوه جسمياً ونفسياً وفكرياً وانفعالياً واجتماعياً وجمالياً وإنسانياً، وهي في الوقت ذاته تحرص على تكوين الخبرات المتكاملة، لأن تكامل الخبرة يستلزم الاهتمام بالجانب المعرفي وبالقدر نفسه بالجانبين الوجداني والأدائي.. وكذلك تدريب الأيتام على كيفية تكوين السلوك السوي الذي يتصل بالناس والعلاقات الإنسانية، والمهارات الخاصة بالتفكير وطرائق العيش مع الجماعة، والمهارات الخاصة بالحياة والمواطنة والقيم التي ينشدها الوطن.

إن معاملة اليتيم باعتباره إنساناً صالحاً لنفسه ولمجتمعه ستساهم في تطوير ثقافة المجتمع وتنمية الاتجاهات السليمة وكذلك ستساعد الأيتام على أن يتقبلوا التغيرات ويحسنوا التكيُّف معها، وأن يكونوا هم أنفسهم من عوامل التجديد الثقافي والتقدم الاجتماعي.

وفي الختام.. إن التاريخ مليء بقصص العلماء والعظماء ممن حرموا من حنين الأب ورحمة العائل والعقبات تملأ طريقهم والمصائب تنتظر فرصتها للانقضاض عليهم.. إلا أنهم كسبوا معركتهم معها، فلم تثن عزائمهم ولم تعق تقدمهم نحو طموحاتهم وأمانيهم فخلدت آثارهم.. ولنا في سيرة حبيبنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة, إذ إن في سيرته العلم والإيمان والعمل والإحسان والقيادة والريادة وضمت في جوانبها السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيَّل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة الذين قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد