Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/08/2009 G Issue 13457
الأحد 11 شعبان 1430   العدد  13457
خطاب العاهل المغربي جدد الجدل بشأن الحدود
الرباط والجزائر.. يتفقان ويختلفان حول فتح الحدود!

 

محمود أبو بكر - الجزائر

تجدد الحديث في كل من المغرب والجزائر حول إعادة فتح الحدود المشتركة والمغلقة منذ 1994، ويأتي الاهتمام المغاربي بقضية الحدود المغلقة على إثر الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة الذكري العاشرة لجلوسه على عرش المملكة، حيث دعا الجزائر إلى (فتح الحدود مع بلاده وتطبيع العلاقات بعد توتر طويل عرفته العلاقات بين البلدين).

وبالرغم من تعدد المناسبات التي تم فيها أثارت القضية العالقة بين الرباط والجزائر، فإن الملفات لم تتحرك في اتجاه إنهاء حالة الجمود في حدود البلدين، حيث يتمسك كل طرف بمطالبه دون الوصول إلى صيغ مشتركة.

حيث يبدو أن المسؤولين الجزائريين لم ينسو المبررات التي دفعتهم لإغلاق الحدود مع جارتهم عام 1994 بعدما فرضت هذه الأخيرة تأشيرة الدخول على الجزائريين في تنقلهم للأراضي المغربية، كما اتهمت الرباط الجزائريين بتنفيذ (عملية إرهابية) في فندق (أطلس آسني) في مراكش.

هذا التاريخ يمثل جزءاً من المشكلة العالقة، كما يتضمن الملف قضايا تتعلق بالتهريب والمخدرات والجريمة المنظمة على الحدود المشتركة، وهي القضايا التي تقول الجزائر (إنها تمثل عصب الاهتمام لدى البحث عن إمكانية إعادة قنوات التواصل البري بين البلدين).

فيما ترى الرباط أن فتح الحدود رسمياً بإمكانه أن يضع حداً (للنشاطات غير القانونية حيث إن الاغلاق يعد سببا في انتشار تلك الظواهر) -حسب الرؤية المغربية -. التي عبر عنها العاهل المغربي في خطابه الاخير بالقول : (مساهمة من بلادنا في توفير ظروف تفعيل العمل المغاربي المشترك.. نؤكد إرادتنا الصادقة لتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية).

إلا أن تلك الإرادة قد لا تكون مكتملة الرؤى في ظل 15 عاماً من الانقطاع وما فرضه ذلك من وقائع وتطورات، لا سيما وأن الجزائر تتطلع أن يسبق هذا الخطوة، مباحثات جدية تأخذ في الاعتبار كل الملفات العالقة وعلى رأسها (التهريب وتجارة المخدرات)، والتي لا مندوحة من الاعتراف بتطورها على المناطق الحدودية.

ويرى محللون سياسيون أن (الطفرة المالية) التي تعيشها الجزائر نتيجة ارتفاع اسعار البترول، قد انعكست ايجاباً على الدخل العام للجزائريين وهو الأمر الذي يشجع المغاربة إلى تكرار مطلب فتح الحدود للاستفادة من (حركة البضائع والأشخاص) لا سيما وأن (المغرب تظل الوجهة الأقرب للسائحين الجزائرين.. وأن دولة صغرى مثل تونس أضحت تستوعب أكثر من 68% بعد أن أغلقت الحدود المغربية الجزائرية، مما يضيع على الرباط الكثير من فرص الاستفادة من حركة السياحة في المنطقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد