هو الشيخ عبدالله بن فهد بن عيسى بن عبدالكريم بن محمد بن عبدالرحمن بن حمد بن عبدالله العيسى، ولد في مدينة بريدة، ووالده الشيخ فهد إمام وخطيب ومدرس ومفتي وقاضي الشبيكية، حفظ القرآن في صغره وطلب العلم على الشيخين عبدالله بن محمد بن سليم (ت 1351هـ)، وعمر بن محمد بن سليم (ت 1362هـ)، ويعد من الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين، ومن طبقة آل عبيد وآل جربوع في الدراسة. توفي رحمه الله سنة 1372هـ.
أما خَلقه وخُلقه: فكان أبيض الوجه، طويل القامة ليس بكث اللحية، يقدم العون والمساعدة للمحتاجين ويدخل السرور عليهم، يشفع في كل خير، فكان سبباً مباركاً لكثير من الناس، كريماً فيما يقدم، سمحاً في التعامل، ومع ذلك فهو مهيب.
نشأته: حياته مقسمة في القصيم أول حياته، وفي الرياض أثناء طلبه للعلم ودراسته، وفي بريدة والشرقية لتأدية عمله، وفي الغربية وخاصة مكة المكرمة في آخر حياته للتفرغ للطاعة والتأليف. حفظ القرآن في سن التمييز أثناء دراسته؛ فحفظه الله له في كبره، ومع ذلك أثناء ملازمتي لوالدي في مرضه الأخير كان يحب سماع القرآن، وكان أحد الإخوة يقرأ القرآن، ولكن والدي كان يوقفه ليعدل له بعض أخطاء الحركات. توفي والده وهو صغير؛ فطلب العلم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت 1389هـ) مفتي الديار السعودية - رحمه الله - بالرياض في مسجد الجامع بدخنة، ثم رغب الشيخ محمد بن إبراهيم أن يجعل معهدا خاصا لطلاب العلم، وعلى ذلك انتقل والدي إلى هذا المعهد وهو معهد إمام الدعوة العلمي سنة افتتاحه 1375هـ، وقد حظي والدي أثناء دراسته بصحبة كثير من أصحاب السماحة والفضيلة منهم:
1) فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن الفريان رحمه الله.
2) فضيلة الشيخ/ عبدالله بن جبرين رحمه الله.
3) سماحة مفتي عام المملكة/ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله.
فأكمل والدي دراسته كلها بالرياض وتخرج في كلية الشريعة 1384هـ.
أعماله:
أولاً: قام بالدعوة إلى الله قبل تخرجه وبعد تخرجه وأثناء عمله.
ثانياً: إمام وخطيب جامع الناصرية في الرياض.
ثالثاً: تعين مدرساً بحوطة بني تميم تابعاً لوزارة المعارف في عام 1385هـ، وأثناء هذه المدة قام بالدعوة في نفس هذه البلدة وخارجها.
رابعاً: وفي عام 1386هـ انتقل إلى معهد بريدة العلمي بطلب من فضيلة الشيخ محمد المرشد مدير معهد بريدة العلمي رحمه الله، وعلى هذا انتقل من وزارة المعارف إلى الإدارة العامة للمعاهد والكليات، وقد عاصر الوالد ثلاثة من المديرين هم:
1) فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح المرشد (1382- 1386هـ).
2) فضيلة الشيخ/ موسى بن عبدالله العضيب (1387- 1391هـ).
3) فضيلة الشيخ/ إبراهيم عبدالله المديفر (1392- 1395هـ).
استمر الوالد يدرس في المعهد (من سنة 1386هـ إلى سنة 1393هـ). وخلال هذه المدة كلف ببعض المهام، منها ما يأتي:
1) أمر الملك فيصل (ت 1395هـ) رحمه الله بتكليف بعض الدعاة والعلماء بالقيام بالتوعية والدعوة إلى الله في موسم الحج من كل عام، وكان من بينهم والدي رحمه الله وفضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين (ت1421هـ). رحمه الله.
2) كلف والدي قبيل موسم الحج بالتوعية والإفتاء من قبل فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن محمد آل الشيخ وزير العدل سابقاً المشرف على الدعوة والإفتاء رحمه الله في منطقة تبوك، ومن ثم إلى حلة عمار بالحدود عند مدخل الأردن حتى يتم إقفال الحدود وبعد ذلك يرجع والدي إلى مخيم العلماء والمشايخ بمكة المكرمة ليقوم بالدعوة والتوعية في المشاعر المقدسة.
خامساً: إمام وخطيب جامع الجربوع في جنوب بريدة لمدة خمس سنوات (من عام 1388هـ إلى عام 1393هـ).
سادساً: انتقل إلى وزارة الداخلية مستشاراً في مكتب صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لمدة عامين (من عام 1394هـ إلى عام 1395هـ).
سابعاً: انتقل إلى وزارة العدل ومكث أربعة أشهر ثم كلف من قبل وزير العدل/ إبراهيم بن محمد آل الشيخ رحمه الله بأن يكون مديرا عاما لفرع وزارة العدل بمنطقة القصيم، واستمر والدي كذلك من عام (1396هـ إلى عام 1407هـ).
ثامناً: مدير عام لفرع وزارة العدل بالمنطقة الشرقية، حيث انتقل (في آخر عام 1407هـ إلى 1410هـ).
تاسعاً: رغب والدي في التقاعد المبكر في عام 1410هـ وتفرغ للتأليف.
عاشراً: انتقل والدي إلى مكة المكرمة من سنة 1417هـ إلى 1420هـ للتفرغ للطاعة والتأليف. ومن مؤلفاته:
1) الألطاف الربانية في أذكاره الروحانية.
2) كتب عن الحج.
وفاته:
توفي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة صابراً محتسباً عند الله في يوم الجمعة 2 شعبان 1430هـ في حدود الساعة 10.55 مساءً وصلي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة عصر السبت 3 شعبان 1430هـ ودفن في مقبرة العدل. رحم الله والدنا وغفر الله له وللمسلمين أجمعين. اللهم صلِّ على محمد.
* المدرس بالمعهد العلمي بمحافظة الغاط
عضو الجمعية التاريخية السعودية