Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/08/2009 G Issue 13459
الثلاثاء 13 شعبان 1430   العدد  13459
الانتماء الوطني.. أساس صناعة المستقبل
مصعب ذوقان العطية

 

لا شك أن الجامعات عليها مسئولية وطنية كبيرة، ليس فقط في المجالات المرتبطة بالتعليم والمعرفة، بل أيضاً فيما يتصل بمسار التنمية البشرية والاجتماعية التي ترتكز في الأساس على ترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة، وقد تكون ندوة: (الانتماء الوطني في التعليم العام.. رؤى وتطلعات) التي نظمتها مؤخراً جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واستمرت لمدة ثلاثة أيام وحفلت بالعديد من الفعاليات العلمية والعملية المهمة، خطوة إيجابية على درب الانتماء الصادق والمواطنة الحقيقية، فقد اكتسبت هذه الندوة قيمة إضافية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لها لتكون نواة للمزيد من العمل الوطني في هذا الجانب الضروري في تشكيل وعي المواطن السعودي بطريقة علمية وهو لا يزال على مقاعد الدراسة، وقبل أن يدخل معترك الحياة العلمية لخدمة مجتمعه في المجال الذي تخصص فيه، ومن الأمور التي تثلج الصدر، وتعطينا مؤشراً فعلياً على أن قيادتنا الرشيدة تسعى إلى تعزيز هذه المفاهيم لدى الشباب هو ما كشفت عنه الندوة من مشروعات عملاقة تمَّ الإعلان عنها بمعرفة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي دشن عدداً من المشروعات ووضع حجر الأساس لمشروعات أخرى بتكاليف مالية تقترب من أربعة عشر مليار ريال سعودي، فهذا الرقم الكبير يعني أن الخطط التعليمية والعلمية والمعرفية بشكل عام وضعت على أولويات العمل في مشروعات التنمية البشرية، وقد كانت كلمات سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة، ومعالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، من الشواهد على ذلك النهج التنموي الذي تسعى من خلاله القيادة السعودية إلى النهوض بالمجتمع والوصول بالطاقات الشابة إلى ذروة العطاء الوطني الفعَّال والمؤثر في منظومة المجتمع، يُضاف إلى ذلك ما أكدت عليه المحاضرات التي تجاوزت الستين محاضرة وتزامنت مع الجلسات العلمية، وورش العمل، والمعرض المصاحب الذي شاركت فيه القطاعات الحكومية والأهلية والمعاهد العلمية، ومن اللافت أن هذه الندوة الكبيرة بما حملته من فعاليات مختلفة ومتنوعة قامت على جهود أكاديمية سعودية عملاقة، فإلى جانب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شاركت فيها مؤسسات وطنية متنوعة منها: وزارة التعليم العالي، وزارة الداخلية، وزارة التربية والتعليم، وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالعمل العلمي والعملي والأمني والوطني بمفهومه الشامل، وقد استطاعت جامعة الإمام أن تقوم بدور فاعل في نجاح الندوة، خصوصاً أنها جامعة شرعية تعليمية وطنية عليها واجب وطني، ومسئوليات علمية من شأنها أن تخدم الوطن وتحقق لأبنائه الأمن والطمأنينة سلوكاً وفكراً، وقد يكون تفعيل المشروع العلمي المتمثل في توجه الوزارة لتطبيق القبول الموحد بين الجامعات السعودية، من التوجهات الإيجابية التي كشفت عنها هذه الندوة ووضعتها على قائمة المشروعات التعليمية المطروحة للتنفيذ بهدف التنسيق بين الجامعات في منطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، وغيرها من المناطق أو المدن التي توجد بها أكثر من جامعة تتطلب التعاون والتنسيق، ودعم ذلك من خلال البوابة الإلكترونية التي تخدم هذا الهدف، وهذا ما أكد عليه الدكتور خالد العنقري الذي كشف أن عدد المبتعثين السعوديين للدراسة في الجامعات المرموقة حول العالم تجاوز الخمسين ألف مبتعث ومبتعثة.. إن هذه التوجهات التي كشفت عنها هذه الندوة الوطنية الكبيرة تضعنا وجهاً لوجه أمام مسئوليتنا الوطنية، وإذا كانت الجامعات والجهات العلمية تلعب دوراً حيوياً في هذا الجانب، فنحن أيضاً كآباء وأولياء أمور علينا واجب قد لا يقل أهمية عن الجامعات في زرع قيم ومبادئ الانتماء والمواطنة في نفوس أولادنا الذي سيحملون راية العمل الوطني في المستقبل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد