Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/08/2009 G Issue 13461
الخميس 15 شعبان 1430   العدد  13461
لكي يعود الوهج والوجاهة للتظاهرة - الواجهة (الجنادرية)

 

أهلاً بسليل الثقافة والعطاء.. عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.. يحدثنا مثلما يحثنا تاريخ الأب عن شكل التكوين في الابن.. فيستطيل الأمل إلى أن يغدو بقامة الواجهة التي أسسها الكبار.. فأبت إلا أن تبقى واجهة كبيرة لوطن كبير..

مؤخراً طالعتنا الصحافة.. بشيء من وقائع اجتماع لجنة المشورة الخاصة بمهرجاننا الواجهة

(الجنادرية) برئاسة معالي الأستاذ عبدالمحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون الفنية - القادم إلى المكان حديثاً المقيم فيه تأسيساً - أقول بشي من ذلك الاجتماع لا كله لأن الصحفيين مُنعوا من حضور جلسات المشورة وتم الاكتفاء بحضورهم حفل الافتتاح.. وسنلتمس العذر رغم أن قارئ الصحف لا ينتظر من صحيفته أن تنقل إليه خطابات الترحيب والتبجيل بقدر ما ينتظر صلب الحدث ومحور القضية..

الذي يعنيني مثلما يعني جل أفراد هذا الوطن الغالي يقيناً.. بل وجل المعنيين بالشأن الثقافي العربي كون هذا المهرجان بات تظاهرة عربية لا محلية فحسب.. هو أن يعود الوهج والوجاهة للتظاهرتنا- الواجهة (الجنادرية)..

وسأبدأ من دورية الانعقاد.. لقد بات من الملح جداً أن يعاد النظر في دورية انعقاد المهرجان السنوية.. في نظري يحتاج المهرجان إلى أن يُنتظر لكي يستعيد وهجه ووجاهته.. إن جمود الدورات الأخيرة وخفوت ضوئها سبّب نفره عكسية فقد المهرجان على إثرها الكثير الكثير ممن يعشقونه ويحترمونه ويرونه قيمة عليا يجب ألا تبتذل بدورية سنوية لا تقدم الجديد بل تكرس الأسماء والفقرات والبرامج في ظل غياب كبير لروح التجديد والتطوير والتحديث.. اجعلوه بدورية انعقاد لا تقل عن ثلاث سنوات، اخلقوا شغف السؤال والانتظار لدى المتابع وغير المتابع، أشعروهم بأن الحضور لمجرد الحضور مسألة لا تدخل ضمن حسابات هدف المهرجان مثلما لا تتناسب ومكانته التي أسس عليها ومضى عبرها لسنوات.. حتى وإن بدا مؤخراً بصورة لا تليق به ولا بمنطلق التأسيس والغاية فيه..

لكي يعود الوهج والوجاهة للتظاهرة الواجهة (الجنادرية).. افتحوا الشائك من القضايا داخلياً وعربياً وناقشوها في الهواء الطلق وتحت مرأى ومسمع الرسمي والشعبي لأننا بمنتهى التلقائية تجاوزنا أكذوبة التأجيل والإحالة إلى الزمن فضلاً عن التعتيم أو التكميم..

لكي تعود الوجاهة والوهج للتظاهرة الواجهة (الجنادرية).. أخرجوا المهرجان من ثوبه المحلي.. انقلوه إلى النطاق العربي.. امزجوا فيه وبه وعبره مختلف أطياف الثقافة والفنون والآداب العربية.. أسكنوه في صدارة الصدارة حيث ينبغي له ولمن يقف خلفه أن يكون وأن يكونوا.. ولعل دورية انعقاد تتجاوز الثلاثة أعوام تتيح الوقت الكافي للترتيب والإعداد والتجهيز المحكم لمهرجان يلم الثوب العربي بكامل فسيفساء النوع لديه..

لكي تعود الوجاهة والوهج للتظاهرة- الواجهة (الجنادرية).. أدخلوا جائزة مهرجان الجنادرية إلى مختلف الحقول.. نعم نؤيد ونشكر جائزة التكريم والتقدير التي يقوم بها المهرجان حالياً.. لكننا يا صاحب المعالي نريد لهذا المهرجان أن يكون أفق مستقبل وقادم مثلما هو فخر تاريخ وأصالة جذور..

نريد أن تتوازى جائزة التكريم في مجال الأدب والثقافة بجائزة أخرى لرمز من رموز العلم التطبيقي الذين قدموا لهذا الوطن ما لم نعرفه قبل أن نكرمه.. نريد أيضاً أن تستحدث جوائز أخرى لكنها في هذا المرّة للمستقبل للتشجيع ولإشعال جذاوى الهمم.. استحدثوا جائزة في الرواية وفي النقد وفي القصة وفي الشعر وفي الصحافة وفي الهندسة وفي العلوم وفي الطب وفي مجالات العطاء الحقيقية الأخرى والتي يقيناً سنجد من أبناء هذا البلد الكريم من تفوقوا على أقرانهم في مجالات تخصصهم (ولعمري أنهم أولى بالتكريم والدعم والتشجيع من مجالات أخرى لا تصنع حاضراً فضلاً عن أن تخلد ماجداً)

لكي تعود الوجاهة والوهج للتظاهرة- الواجهة (الجنادرية).. ادرسوا موعد الانعقاد، امنحوه وقتاً يتيح فرصة الاستمتاع لكل من يريد وعلى مختلف المستويات والأجناس.. أفسحوا له وقتاً خاصاً به لا يتقاطع مع أي حدث آخر وهنا أتحدث عن تزامنه مؤخراً مع انعقاد معرض الرياض الدولي للكتاب فالذي أعرفه أن معارض الكتاب تخضع لتوقيت زمني عالمي محدد فيما ننفرد نحن بتحديد موعد مهرجاننا في الوقت الذي يحقق الأهداف بصورة كاملة والسؤال: لماذا نزاحم هاتين الفعاليتين ببعضهما في وقت واحد؟.. وهنا أشير إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار ولعلها تكون صاحبة مشورة في هذا المجال.. علينا أن نخرج من دائرة الإنفاق الساذج دون النظر لعوائد الجهد والعمل مع يقيني التام بأهمية العائد المعنوي والقيمي في كثير من الأحيان.. لكننا هنا نملك أن نعود بعائدين ؛ مالي ومعني.. إنها صناعة سياحة يا سادة ولكل صنعة نكهتا ومغرياتها وعوامل نجاحها وفشلها أيضاً..

لكي تعو د الوجاهة والوهج للتظاهرة- الواجهة (الجنادرية).. أتيحوا كل ما من شأنه نجاح هذا المهرجان.. لا تستسهلوا أبسط الأمور كمقر إقامة الضيوف مثلاً أخرجوهم من مقرهم المعتاد واجعلوهم في مقر متاح للجميع وبأبسط الطرق لا في قلب الازدحام المعروف عن منطقة وسط البلد.. وكذلك نشرة الجنادرية.. اكسروا لغة الرتابة في النشرات حجماً وشكلاً ومضموناً.. لقد تجاوزت الأفكار الإعلامية الحديثة هذا الأداء التقليدي برؤى أكثر جذباً وجمالية.. أيضاً أشير إلى قضية فصل الحضور الرجالي عن الحضور النسائي وهنا لن ألجأ إلى مزيد شرح وعرض.. القضية لا تحتاج إلا إلى نظرة يسيرة لتجربة معرض الكتاب وتحسم القضية هذا إن أردنا بالفعل أن نحسمها أصلاً..

لكي تعود الوجاهة والوهج للتظاهرة - الواجهة (الجنادرية).. اجعلوه موعداً للفرح.. لا تسمحوا لأعداء الحياة باستلابه من قلوب الأطفال والنشء والجيل الذي أسس هذا المهرجان لتعزيز هويتهم الثقافية العميقة.. اجعلوه مهرجان ثقافة حقيقي يصل إلى العقول ويؤثر في السلوك ويزهر في بياض الحياة لإنسان هذه الأرض الطيبة .

سعيد الدحيه الزهراني


Aldihaya2004@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد