Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/08/2009 G Issue 13461
الخميس 15 شعبان 1430   العدد  13461
خلال لقائه رئيس وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف بمكة:
مفتي المملكة يطالب حراس الفضيلة الرفق في العصاة ورحمتهم وتذكر تسلط الشيطان عليهم

 

مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي

التقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمس الأول برئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة الشيخ حمد بن قاسم الغامدي ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ عبدالرحمن بن حمد الدعيلج وأعضاء منسوبي الهيئة بمكة المكرمة وذلك بمقر الهيئة بأم القرى.

وفي بداية اللقاء رحب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة الشيخ حمد بن قاسم بسماحته وشكره على زيارته لمقر الهيئة بمكة المكرمة ولقاء إخوانه وأبنائه أعضاء الهيئة لتوجيه النصح والإرشاد لهم.

عقب ذلك ألقى سماحته كلمة قال فيها: (إخواني رجال هيئة الأمر والنهي عن المنكر رجال الحسبة أجدها مناسبة سعيدة في هذه الليلة المباركة لألتقي بإخوان لي حراس الفضيلة والدعاة للخير، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر صمام الأمان لهذه الأمة الذين يحبون للأمة الخير والصلاح ويكرهون لها الشر والفساد).. مشيراً إلى أن الله عز وجل أخبرنا أن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

وأضاف: (إن الآمرون بالمعروف رجال الأمر بالمعروف والناهون عن المنكر دعاة للخير والهدى والاستقامة والتمسك بالقيم والفضائل وطاعة الله وعبادته والاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم دعاة إلى الخير أي خير الخير الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هم دعاة إلى الله بأقوالهم ونصائحهم وتوجيهاتهم وبمكانتهم الرفيعة وهيبتهم التي جعلها الله في قلوب العاصين).

وأفاد سماحته أن المعروف هو كل أمر يحبه الله ويرضاه أساسه توحيد الله وعبادته والنهي عن الشرك توحيد الله وإفراده بجميع أنواع العبادة والتزام الفرائض والواجبات، وينهون عن المنكر الذي أساسه الشرك بالله والكفر به ثم ما يعقبه من ضلال وغواية وصد عن طريق الله المستقيم، لافتاً النظر إلى أن هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للأمة يحفظها من الكوارث ويمنع عنها الفساد والشر والبلاء.

وأوضح سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فهو إمام الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فهو إمامهم وقدوتهم ورئيسهم والموجه لهم صلى الله عليه وسلم وهو أمير الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. وبيّن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمان للأمة من عذاب الله.. مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية التي جعلها الله مأوى أفئدة المسلمين وتضم في أرضها الحرمين الشريفين، وقادتها حكام الشريعة آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر قد أولوا هذا الجهاز حق العناية وقاموا به خير قيام وجعلوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساس الحكم الذي يعد رسالة الإسلام.

وأوصى سماحته الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بتقوى الله عز وجل في أمره ونهيه وأن يكون أمره بالمعروف مبني على علم يعلمه وموافق للشرع كما أوصاه بالرفق أثناء أمره ونهيه لأن من عنده منكر لا يمكن أن يفارقه إلا بصعوبة فلا بد من الرفق حتى يقتنع أن هذا منكر ويقلع عنه عن قناعة، فالرفق ما وضع في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه، مطالباً منه الرفق في العصاة ورحمتهم وتذكر تسلط الشيطان عليهم وكيف نجاه الله من شره مع قول الحق لهم وتبيان لهم الباطل ودعوتهم إلى الصراط المستقيم.

كما أوصى سماحته الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالحلم على العصاة إذا سفهوا عليه أو جهلوا عليه لأن مراد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الخير للجميع.. مشيراً إلى أنه يراد من رجال الحسبة أن يكونوا في الميدان دائماً سواء من حيث الأمر والنهي ومن حيث المشاركة في الأمور كلها حتى يكونوا جزءاً من المجتمع يتحسسون مشاكله ويكونوا مصدراً للإصلاح بين الناس وإقامة القيم والأخلاق كما يراد منهم أن يكونوا متواجدين في الملتقيات العامة ليكون صوتهم مسموعاً وكلمتهم مؤثرة وتوجيههم سليماً وخلقهم مستقيماً وأن يكونوا متواجدين في إعلامنا ومنتدياتنا ومجتمعنا ومجتمعات الشباب والحدائق العامة ومنتديات شبابنا لأن هذه المنتديات إذا لم يكن عندها هؤلاء رجال الحسبة يأمرون وينهون ويوجهون فإن ذلك سيكون له أثراً سيئاً.

وأكد سماحته أن على رجال الحسبة النهوض بمسئوليتهم وأن تكون رسالتهم رسالة خير وإصلاح وأن تكون يدهم يداً واحدة وأن تكون صلتهم برؤسائهم صلة قوية حتى تنطلق الأمور إلى الخير والهدى وتقبل النقد الهادف والتعاون مع قائله، أما النقد غير الوجيه فالإجابة عنه بالحق وإيضاح الطريق المستقيم.. مشيداً سماحته على أن رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يكونوا على مستوى من الأخلاق والفهم والوعي والإدراك والحرص على إصلاح المجتمع والنظر في أمورهم والتواجد في كل ميادين الحياة لأنهم رجال خير ورجال حسبة وأهل رحمة وإحسان بالخلق لأن الخلق بحاجة إلى من يهديهم وينقذهم من سبيل الغواية ويدلهم على الصراط المستقيم.

وأوضح سماحته أن هذا البلد الأمين بحاجة إلى المحافظة على دينه وأمنه وكيانه وعلى اقتصاده وأخلاقه ووحدة أرضه وأن نكون يداً واحدة مع ولاة أمرنا نشد أزرهم والسير على خطى ثابتة وعلى بصيرة من أمرنا حتى نوقع الأمر موقعه الصحيح ونوقع النهي موقعه الصحيح، داعياً الله عز وجل أن يوفق رجال الحسبة للخير والصلاح. إثر ذلك أجاب سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على أسئلة أعضاء الهيئة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد