شاء الآخرون أو أبوا فقد تكامل اليوم الثقل الدولي لمملكتنا العزيزة، وذلك بفضل سياستها المتوازنة ورؤيتها الحكيمة، فإذا كانت المملكة قبل اليوم تمتلك القاعدة التاريخية للعرب والانطلاقة الأولى للرسالة السماوية التي أرست القاعدة الدينية للأمة الإسلامية، ثم امتلكت بفضل الله القاعدة الاقتصادية التي أكملت بها الأساس الثلاثي الذي نهضت عليه هذه الدولة القوية الرائعة التي أصبحت هي الممثل الأقوى للعالم العربي بشكل خاص وللعالم الإسلامي بشكل عام، لذلك لا يمكن اتخاذ أي قرارات دولية تمس الشرق الأوسط دون حضورها والاصغاء إلى رأيها واستشارتها أولاً بل إن الحلول الناجعة لمشاكل العرب لا تتم عادة إلا تحت خيمتها المباركة بدءاً من مؤتمر الطائف، والمصالحات العربية اللاحقة وحقن الدماء الفلسطينية بين فتح وحماس، وكذلك حل الخلافات العربية المتعددة بل إنها كثيرة التسامح حتى لمن يُخطئ بحقها من الأشقاء بل إنها لا تبخل دوماً ببذل الغالي والنفيس من المال في سبيل رأب الصدع وإصلاح ذات البين - وهذا الدور أو بالأصح الأدوار (مجتمعة) هي التي أهلتها للقيادة والريادة الإقليمية.
***
ولكن من المؤسف حقاً أنه لو اختلف فصيلان سياسيان (في حدود دولتهما) ل(زجّ) باسم المملكة زوراً وبهتاناً.
في هذا الاختلاف، كل ذلك لتشويه صورتها الرائعة في أعين العرب أولاً وفي عين العالم، كل ذلك من قبيل الحسد والحقد والكراهية ومهما فعلت المملكة من خير ينطوي على الجهد والمال من أجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين.
***
نقول ذلك بمناسبة هذا السُعار الإعلامي المحموم الذي يحاول النيل من المملكة ومواقفها المشرفة والذي يزداد سعاراً هذه الأيام ليكشف عن وجهه الطائفي البشع وعبر أبواق لا يهمها إلا ضعف العرب و(تهوين) دور المملكة التاريخي الذي أوصل المبادرة السعودية لحل القضية الفلسطينية إلى إقناع العالم كله بأنها هي السبيل الوحيد لإنهاء مشكلة الشرق الأوسط وفوق هذا وذاك مازالت بعض الأبواق الصدئية التي لا يهمها السلام تنفخ في الرماد لأنها المستفيدة من النار تشوه كل مساعي المملكة.
