Al Jazirah NewsPaper Friday  07/08/2009 G Issue 13462
الجمعة 16 شعبان 1430   العدد  13462
الأشرعة
جفرا..
ميسون أبوبكر

 

هذه الفيروز الأسطورة تحضر على منصة مسرح المقهى وكأنها بيننا.. الثوب الأميري الأبيض يداعب مخيلتي ليرسم لها حضورا حقيقيا كحضور صوتها الحاضر في مدن كثيرة تعودت أن تعشقها وتدمن حضورها.

فيروز التي حصلت بجدارة على هذا الكم الكبير من العشاق في كل العالم وعلى حضور بهي حيث لا تقف قدماها أحيانا ويحضر صوتها ورسمها وتأتي بها الذاكرة، في جفرا اليوم تضفي أجواء ساحرة على المكان الساحر أصلا والممتد عميقا في جذور ماضينا.

كان خيارنا جفرا لأننا أردنا أن نتنفس زمنا لم نشهده وأجواء استحضرها المكان بكل مكوناته وكائناته.. المذياع القديم الفوانيس المعلقة.. الكراسي الخشبية لوحات الجدار مطفأة السجائر المأكولات الشعبية ومناقيش الزعتر والشاي بالنعناع.. حتى عتمة الضوء.. ذلك الضوء المتسلل من النوافذ المطلة على شرفة المقهى. مرتادو المقهى من الأجانب لا يقل عددهم عن العرب من جنسيات مختلفة.. استطاع مقهى جفرا أن يجذبهم وأن يكون بامتياز معلما بارزا من معالم السياحة في عمان.

رغم فوضى المكان وحضور المقهى في مكان قصي في البلد وسط عمان وضيق مساحته وضجيج السيارات.. إلا أنك تفضل وتختار هذا المقهى عن بقية الأماكن الأخرى التي تضع موسيقى البوب والراي وتقدم مشروبات معاصرة ووجبات سريعة..

لعل الركن المميز في المقهى مكتبته التي لا تقل عن بقية الأركان حميمية وأصالة.. هناك في ركن منها الماغوط وفيكتور هيجو وت س اليوت ودرويش الذي يحظى بالنصيب الأكبر من أرففها إضافة إلى تلك الكتب التي أهداها مؤلفوها للمكتبة أو التي حرص أصحاب المكان على اقتنائها.. أغلبها كتب في الأدب والشعر والتاريخ بلغة عربية ولغات أخرى.

الصور على الجدران تستحضر روح أصحابها.. درويش وعز الدين مناصرة وأدونيس وإدوارد سعيد.. أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ وآخرون. يا لريشة الفنانين الذين أبدعوا لتكون لوحاتهم جزءا من أثاث المكان وألوانه وأنفاسه.. لن أنسى لوحة الرجل التسعيني التي كنت رفيقة المقعد المجاور للجدار الذي علقت عليه.. حدقت طويلا بتصاريف الدهر على ملامحه..كأن للوحة لغة لا تحتاج إلى ترجمة استطعت الحوار معها وعبرها.

صحيح أن أبخرة الأراجيل استطاعت أن تحجب شيئا من الرؤيا لكنني كنت أتهجى الصورة بحواسي الأخرى قبل بصري، يثير جنوني اللونان الأبيض والأسود اللذان رسمت اللوحة بهما بالفحم..يحملان كل الحياة رغم حياديتهما.

الخلخال في قدم الصبية.. الشمس التي لفحت سحنة الرجل الأبيض القادم من جليد أوروبا.. القلم في يد الشاعر الذي جاء يشحذ شيئا من قدسية الماضي.. الكتب وحتى اللابتوب الذي اقتحم المكان مؤكدا حضور التقنية الحديثة عنوة حتى في أجواء الماضي.كل هذه المكونات تندمج وتنصهر في مشهد رائع يشكل خصوصية المكان وحنيننا للماضي واستحضارنا له..

قبل أن أغادر أهديت المكان صورة للشاعر الذي أحب أن يحضر أيضا في المكان حمزة شحاتة والكاتب والروائي عبدالله الجفري.

* * *

سفارة خادم الحرمين في المملكة الأردنية الهاشمية

سعدت جدا بتميز مشاركة الوفد السعودي بالمؤتمر العلمي العربي السادس لرعاية الموهوبين والمتفوقين من هيئات وجهات ومؤسسات سعودية مختلفة من المملكة.. كان حضور المتميزين وأصحاب الاختراعات من طلاب جامعة الملك سعود وحضور العنصر النسائي المتميز إضافة إلى الباحثين والمشرفين وأساتذة الجامعات حضورا لافتا ومؤثرا وواعيا مما أضفي بشهادة الكثيرين للمؤتمر الذي كان عنوانه: رعاية الموهوبين ضرورة حتمية لمستقبل عربي أفضل (أفقا جديدا ورؤية أوسع للمشهد السعودي بكافة أطيافه والذي يعنى بالموهوبين.

الجدير بالذكر اهتمام سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بسعادة السفير فهد الزيد بوفد المملكة وذلك من خلال لقائه بهم ومناقشته لإبداعات الشباب الذين حضروا في السفارة وطبيعة مشاركتهم في المؤتمر ودور جامعة الملك سعود بالرياض والمؤسسات الراعية لهذه المواهب. يحضر الوطن حيث يحضر أحبته ولنا أن نفتخر جميعا بهذا الحضور وهذا الإبداع وبالشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل وبسفارة خادم الحرمين الشريفين التي تمثل الوجه المشرق للمملكة وقد تجلى هذا واضحا في حديث واهتمام سفير خادم الحرمين في المملكة الأردنية فهد الزيد بمن حضر وشارك في المؤتمر.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد