Al Jazirah NewsPaper Friday  07/08/2009 G Issue 13462
الجمعة 16 شعبان 1430   العدد  13462
ابن جبرين كما عرفته
إبراهيم عبد العزيز الشثري

 

فقد العالم الإسلامي مؤخرا العلاّمة الشيخ عبد الله بن جبرين ذلك العلم الجليل وحبرا من أحبار الأمة، فكان -رحمه الله- موسوعة علمية متنقلة ليس في الفقه فحسب، بل في العلوم كافة، فإن تكلم في التفسير قلت: هذا عالم قد برع في التفسير، وإن تحدث في السيّر والمغازي وأيام العرب، قلت هذا حفظ ما كتب وألف في هذا الباب، فتجده يذكر قصصا كاملة من كتاب ابن كثير (البداية والنهاية)، وإن تطرق إلى الأعلام والرجال، قلت هذا قد حفظ سير أعلام النبلاء وتاريخ دمشق لابن عساكر...الخ ، فكان يحفظ القصائد والأشعار وقائلها والمناسبة التي قيلت فيها. إنه جبل عظيم وموسوعة فذة.

كان أول لقائي بالشيخ والانضمام إلى دروسه عام 1405هـ، وكنت أحضر دروسه في منزله قبل أن ينقل إلى المسجد المجاور لبيته، وكان الحضور يملأ ساحة منزله.

وكان الشيخ -رحمه الله- يتميز بصبر وجلد عظيم كما عُرف -رحمه الله- بتواضعه الجم فهو لا يرضى من أحد أن يقبل رأسه ويمنع ذلك ولا يحبذه، بينما يقبل هو رؤوس مشايخه، ومن تواضعه أيضاً أنه كان يزور طلابه وتلاميذه ولو كانوا صغار السن عندما يعلم بمرض أحدهم، فأذكر أنه زارني في المنزل عام 1421هـ لما علم أني أصبت بحادث مروري وكانت لهذه الزيارة الأثر الكبير علي وعلى من كان حاضراً عندي ذلك اليوم في المجلس.

ومن صور بساطته، أنه كان يلاعب الصغار ويسألهم أين يدرسون؟ وكم يحفظون من القرآن؟ وهو يبتسم لهم ويضاحكهم.

وكان الشيخ جوّادا، فما من سائل يسأله في بيته، إلا ويعطيه رجلاً كان أم امرأة كبيراً أم صغيراً ومع ضيق وقته وتزاحم أشغاله كان يقرأ للناس القرآن بالماء ليداوا مرضاهم كما وضع لذلك مكاناً في ساحة منزله فنفع الناس من أهم المهمات عنده.

وكنت أقدم للشيخ أسئلة لصفحة الفتاوى في مجلة (الدعوة)، وكان -رحمه الله- حريصاً على الإجابة عنها بخط يده وفي الوقت المحدد.

وكان الشيخ يحرص على أداء صلاة الميت في جامعي عتيقة والراجحي ويذهب أحيانا إلى المقبرة ويقف مع أهل المصاب معزياً ومواسياً مستشعراً الآخرين في ذلك.

فرحم الله هذا العَلم وأحسن الله عزاء هذه الأمة فيه لكنّ عزاءنا أن الشيخ رحمه الله قد خلف علماً عظيماً وشروح مطولة.

عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمركز السويدي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد