Al Jazirah NewsPaper Friday  07/08/2009 G Issue 13462
الجمعة 16 شعبان 1430   العدد  13462
التسوق لرمضان ممارسة أسرية محببة لإرضاء الجميع

 

الأحساء - رمزي الموسى

ارتسمت ملامح استقبال الشهر الكريم بشكل واضح خلال هذه الأيام، حيث بدأ العديد من الأسر في التوجه إلى المراكز التجارية وأسواق الجملة لتوفير المستلزمات الهامة والضرورية للشهر الكريم.

(الجزيرة) رصدت جوانب من تلك المظاهر لدى المواطنين والمقيمين، وتركز الاهتمام بشكل خاص على شراء المواد الغذائية التي ارتبطت بعادات وتقاليد اجتماعية تمثلت في إشراك جميع أفراد الأسرة الواحدة للتبضع والشراء وإعطاء الفرصة للجميع للتمتع بهذه الفرصة.

وفي الغالب فإن الأسرة تستغني في رحلة التسوق هذه عن السائق الخاص حيث يتولى رب الأسرة إدارة مهام التموين الغذائي باعتباره شأناً أُسرياً محضاً له أبعاده الاجتماعية يعزز علاقة الترابط بين أفراد الأسرة من خلال إشراك الجميع في اختيار مختلف المواد والاستجابة لرغبات الكبار والصغار.

ويؤكد يوسف القطان - صاحب محل تموين تجاري أن شهر شعبان يعتبر انطلاقة الموسم التجاري، حيث تحرص مراكز التموين إلى توفير الاحتياجات والبضائع، منوهاً إلى أن هناك تفاوتاً واضحاً بين رغبة الزبائن في الشراء لشهر رمضان عن باقي الفترات، حيث الحرص على شراء المؤن الغذائية بالجملة من أجل توفير مبالغ مالية إضافة إلى أن توجه الأسرة للمراكز الكبيرة ومحال الجملة يكون لافتاً خلال هذه الفترة لإشراك أفراد الأسرة التي تترقب عروض الشركات من الهدايا والتخفيضات، وقد تركزت أعلى طلبات المؤن الغذائية للأسرة على: الهريس والرز الحساوي والمفلق والدقيق والساقو والزيت والعصيرات.

وأوضح محمد الراجح أن المملكة مع اتساع رقعتها وتنوع العادات إلا أنها ترتبط بالأكلات الشعبية التي لها حضور مميز على المائدة الرمضانية، فهي صحية ومفيدة، علاوة على أنها تربط بين الجيل الحالي والأجيال الماضية للتعريف بالموروثات، حيث لا تخلو المائدة الرمضانية من الحديث عن أطباق الآباء والأجداد.

وعمدت العديد من الأسر إلى إشراك بناتهن ضمن دورات تدريبية تؤهلهن للمساعدة في تدبير شؤون المنزل في رمضان خصوصاً، مع التركيز على مهام الطبخ تفاعلاً مع التنافس الذي ينتاب الأسر لتقديم أكلات شهية وجديدة. وتشير مدربة الطبخ أم محمد إلى تمسك الأسر الأحسائية بتبادل الأكلات بين الأهل والجيران مع اقتراب وقت الإفطار كموروث شعبي يعزز جانب التواصل بين الأهل وكذلك بين الجيران، مؤكدة على الجانب الإيجابي الذي تستفيد منه الفتاة في الدورات خلال الإجازة الصيفية وتعلمها لمهارات متنوعة كالرسم والطبخ والخياطة ومساعدة والدتها في ذلك.

وبدا المقيم محمد محجوب حريصاً على تسجيل أهم الاحتياجت والمؤن الغذائية الضرورية مع زوجته قبل الخروج للمركز التجاري، بعد ذلك يتم اختيار الوقت المناسب تفادياً للزحام كوقت الظهيرة، مؤكداً على ضرورة رسم خطة تسوقية متوافقة مع مدخوله الشهري حتى لا تسبب له ربكة مالية، مشيراً إلى أهمية الابتعاد عن مظاهر البذخ والإسراف التي تشاهد في المراكز أثناء التسوق.

ومع اقتراب الشهر الفضيل فإن المظاهر الإيمانية والأعمال الخيرية تنشط بصفة عامة من خلال الجمعيات الخيرية وإهداء رب الأسرة أو الأم لأبنائها مصاحف حرصاً على إشغالهم بأمور نافعة وأهمية إيجاد علاقة بين الشهر الكريم والعبادة وتلاوة القرآن.

وتؤكد أم حسين الناصر على الدور الأسري في توجيه الأبناء إلى الثقافة الدينية لأن المنافس التلفزيوني قد يكون له الأثر السلبي في فقد الجو الروحاني للشهر الفضيل، حيث تركز القنوات الفضائية على المسلسلات والأغاني والأفلام التي لا تخلو من مشاهد قد لا تليق وحرمة الشهر، لذا أوجب على الأسرة التوجه نحو رقابة متوازنة ومعتدلة توجه من خلالها الأبناء نحو ما ينفعهم.

وأشار محمد حليقة إلى ضرورة تعاون أفراد المجتمع مع البلديات والجهات ذات العلاقة للإبلاغ عن أي مخالفات وتجاوزات صحية.. مبيناً أن هناك بعض الأنفس الضعيفة تستغل الشهر الكريم في تصريف بضائع ذات صلاحية منتهية أو مواد تالفة أو مغشوشة ومنهم من يعمد لرفع الأسعار.. وهذا يجعل المواطن والمقيم والمسؤول في شراكة مستمرة حفاظاً على صحة الجميع وأهمية التعاون في كشف أصحاب النفوس الضعيفة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد