Al Jazirah NewsPaper Monday  10/08/2009 G Issue 13465
الأثنين 19 شعبان 1430   العدد  13465
توصيات مجمع اللغة العربية صريحة ومنذرة بالخطر
د. محمد بن شديد البشري

 

اختتم مجمع اللغة العربية في القاهرة فعاليات الدورة الخامسة والسبعين يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة الحالية بعدد من التوصيات الحازمة التي تسعى إلى إعادة هيبة اللغة العربية؛ باعتبارها لغة عالمية ينطق بها الملايين وشأنها يمس أكثر من مليار إنسان يعيش اليوم على ظهر البسيطة.

وقد أجمع المشاركون في هذه الدورة على أن أي تطور للغة العربية مرهون بتفوق المجتمعين العربي والإسلامي وتحقيق الإبداع في مجالات العلوم.

وأبرز ما لفت أنظار المشاركين ورقة الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي كان عنوانها (تعليم العلوم باللغة العربية الضرورات والإمكانات) التي أشار فيها إلى أن المصلحة العامة تقتضي التصعيد الشامل لإتقان الطالب لغته الأم في مرحلة ما قبل الجامعة ومن ثم السعي إلى إيجاد المجتمع العلمي والبيئة العلمية المناسبة.

كما أشار إلى أن مشكلة نقل العلوم إلى اللغة العربية مرتبطة إلى حد كبير بمشكلة أكثر خطورة وهي أزمة البحث العلمي الذي لا يزال هامشياً في البلدان العربية.

أما بقية الأوراق المشاركة فإنها تؤكد أن العلم لا يعرف لغات متقدمة وأخرى متخلفة وإنما يصيب التقدم والتخلف أهل اللغة والناطقين بها.

ومما أكد عليه في هذه الدورة خطورة وجود تعليم حكومي سيء باللغة العربية وآخر متميز باللغات الأجنبية، لأن هذا يؤدي بالضرورة إلى هجرة صفوة العقول أو الشعور بالاغتراب في وسط المجتمع الذي يعيشون فيه، حيث تنتابهم حالة لا شعورية يشعرون من خلالها باحتقار الثقافة العربية ولغتها.

ونصت التوصيات في هذه الدورة على تبني سياسات إعلامية وتعليمية وثقافية تكرس استخدام اللغة العربية في جميع مجالات الحياة والسعي لاستخدام الفصحى، وقد حذر المشاركون في ختام توصياتهم من خطورة نشوء لغة جديدة تؤثر على اللغة العربية خاصة في دول الخليج العربي نتيجة استيعابها لعدد كبير من الجنسيات، حيث بدأت تظهر لغة هجين من مفردات إنجليزية وعربية وفارسية وهندية وأوردية وروسية وهذه اللغة الهجين تنخر كيان اللغة وتهدد أمنها القومي وتجعلها هزيلة ممسوخة الشخصية.

ولعل أهم ما يميز توصيات هذه الدورة الصرامة والوضوح ومما ميز طروحاتها المكاشفة والشعور الحقيقي بالخطر.

وكلنا أمل بأن تنزل توصيات هذه الدورة إلى أرض الواقع وأن تلقى آذاناً صاغية قبل فوات الأوان، فالأمر جلل ونحن نعيش تحديات خطيرة ولغتنا معرضة للخطر وما يمس لغتنا يمسنا وقوة لغتنا قوة لنا والتاريخ يشهد.



albashri@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد