مع إطلالة كل صيف، تأمرني نفسي بحقها عليّ أن أتجول في منتزهات مدينتي الصغيرة بحدودها وإمكاناتها، والكبيرة في طموحاتها وتطلعاتها في مجال السياحة والتي تترجمها كل موسم برفع شعار جميل. وهذا الموسم رفعت الشعار الأجمل بكلماته والأقوى بمضامينه (عنيزة سياحة وطن). ومع كل هذا الرقي في المقاصد والسمو في المشاعر، إلا أن السائح سنويا يعبر عن دنو في الذوق برمي هذا الكم الهائل من المخلفات والأوساخ في تلك الأماكن التي لم تهيأ إلا له ومن أجله، وهو بذلك يقدم صفعة قوية على وجه الوطن أولاً ثم ينسف بجهود عام كامل ليخلف الإحباط في نفوس من يبذلها. وإذا ما جالسته وحاورته تجده يتغنى ويتمنى السياحة الخارجية لولا ضيق الحال.
ترى لو قدر لهذا السائح أن يرتاد منتزها في دولة أوروبية أو آسيوية، هل ينتهج هذا السلوك؟ لماذا يراعى الذوق العام فقط خارج حدود هذا الوطن؟
ثم ما الذي جعل السائح في الخارج يراعي الذوق والأدب العام؟ كيف نلقن هذا الدرس لسائح الداخل؟
منتزه الحاجب في محافظة عنيزة ينتظر حملة توعية قوية بالنشرات والمطبوعات واللوحات والنداءات يقودها ثلة من الشباب المتطوع (البركة بالشباب) وحملات تفتيشية مكثفة أثناء تواجد المتنزهين لضبط المخالفين عمداً وإذا لزم الأمر غرامة مالية وجوائز عينية لأنظف عائلة. علّنا نتشجع أن نحظى بنزهة ولو بالسيارة.
- عنيزة