Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/08/2009 G Issue 13466
الثلاثاء 20 شعبان 1430   العدد  13466
هذرلوجيا
دجل وجهل!!
سليمان الفليح

 

الإخوة المصريون حينما يندهشون من أمر ما يفتح الواحد منهم فمه ويرفع حاجبيه و(يزغلل) عينيه، ويقول: يا خبر أسود أو (أسوح) لا فرق. أما نحن هنا فنقول: (يا خبران أسوحان) أو بالأصح أحدهما أسود والآخر أسوح إن شئنا الدقة. فالخبر الأسوح أيها الأخوة القراء يقول: إن أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة جدة قد أوقفوا وافداً إفريقياً يمتهن السحر والشعوذة بالاستعانة بمسبحة ليفرق بها الأحباب وتقع الأسر الهانئة من خلالها تحت تأثير سحره العجيب، وأنه لا يستطيع فك هذا السحر إلا بعد ثلاثة أيام مستعيناً بالأبخرة وبعض القصاصات الورقية التي دوّن بها كلمات كلها (خرابيط برابيط) ليحصل مقابل ذلك على (2000) ريال لقاء كل (خربوطة) من خزعبلاته التي يضحك بها على أذقان الناس البسطاء، وهنا نقول لرجال الهيئة عافاكم الله وقواكم ونأمل من المحكمة أن (تفك رقبة الساحر) قبل فك سحره؛ لأن سحره مجرد دجل وشعوذة وخرابيط برابيط كما قلنا آنفاً.

***

أما الخبر الأسود كما يقول إخوتنا في مصر فهو أن رجال الهيئة في العاصمة المقدسة قد حاصروا ساحراً إفريقياً أيضاً ولم يستسلم لهم بل قاومهم بكل عنف وأصاب أحدهم بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى هذا بعد أن ضبطوه وهو يقدم عملاً سحرياً لسيدة ويطلب أن تضعه تحت مرتبة سرير زوجها. وبالطبع هذا العمل يشكرون عليه الإخوة رجال الهيئة في المدينة المقدسة ولكن يبقى السؤال الملح ألا وهو لماذا يأتي السحرة من إفريقياً والبلدان الأخرى إلى بلاد الإسلام الطاهرة ويضحكون على (بعض) المتخلفين من بسطاء الناس لم يتعظوا من أحابيل ومكائد الدجل والشعوذة و(خراب البيوت!!) لأنهم يصدقون هؤلاء المشعوذين السفهاء.

***

بقي أن نهمس في أذن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه حان الوقت أن يخصصوا برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً يقوم بتوعية المواطنين من مخاطر هؤلاء الشياطين وأتباع الشياطين ويجرون مقابلات واعترافات صريحة لهؤلاء الدجالين لمعرفة أساليبهم واحتيالاتهما لتفاديهما. ولا بأس أن يشارك في هذا البرنامج أطباء نفسانيون وعلماء اجتماع وشيوخ ثقاة تقاة ليتعاون الجميع على هذا الشرّ المستطير الذي يهيمن على النفوس الضعيفة ويجعلها خاضعة لهؤلاء الدجالين الأفاقين، فقد بلغ السيل الزبى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد