Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/08/2009 G Issue 13466
الثلاثاء 20 شعبان 1430   العدد  13466
هبوط (تدلي) المستقيم.. مَنْ الذين يصابون به وما نسبة حدوثه؟
50% منْ حالات الهبوط عند الكبار بسبب الإجْهاد المستمر

 

يُعاني 80-90% من كبار السن من تدلي المستقيم.. وتحدث هذه الحالة بمعدل 4.2 حالة لكلّ 1000 شخص من جميع المراحل العمرية وتزداد هذه الحالة حسب الإحصائيات الغربية والأمريكية لتصبح بمعدل 10 حالات لكلّ 1000 شخص لمن هم في سن 65 سنة فأكثر.. وتُعتبر النساء البالغات أكثر عرضةً لهذا المرض من الرجال بنسبة 6 سيدات لكل رجل مصاب بهذه الحالة.. بينما تكون النسبة متساوية عند الأطفال الذكور والإناث.

وأوضحت الدراسات والملاحظات الإكلينيكية السريرية أننا نكون أكثر عرضةً لهذا المرض عندما تقل أعمارنا عن ثلاث سنين وبالذات في السنة الأولى.. وعندما نبلغ العقد الرابع أو السابع من حياتنا.. ولا تُوجد لدينا للأسف في المنطقة العربية بشكل عام وفي السعودية بشكلٍ خاص إحصائيات دقيقة عن حجم المشكلة وذلك ربما بسب وجود حرج كبير عند كثير من المرضى من الذهاب إلى الطبيب أو الطبيبة وعرض المشكلة عليهما، كما أن العامل الآخر هو عدم اهتمام المريض بالحالة وتجاهلها إلى أن تصبح في مراحل متقدمة جداً يكون علاجها إما صعباً أو مصاحباً بمضاعفات أخرى مثل السلس البرازي..

كيف يحدث هبوط المستقيم؟

ويَحْدثُ هبوطُ المستقيم وفقاً للدكتور أحمد محمد الزبيدي أستاذ جراحة القولون وجراحة المناظير المساعد بجامعة الملك سعود ومركز ذرية الطبي في الرياض عندما ينزلق الغشاء المخاطي السطحي أو كامل جدار المستقيم من خلال الفوهةِ الشرجيةِ، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تقرّحات مزمنة بالمستقيم، وقد يؤدي إلى: إما إمساك في بدايتة ويصل الأمر إلى فقْد السيطرةِ على الغائط بدرجات متفاوتة، وهو ما يُعرف بالسّلَسِ البرازيِ في مراحل متقدمةٍ من المرض.

وهنالك عدة عوامل تساهم في أغلب الأحيان في تطور المرض الذي يَبْدأُ بهبوط داخلي مِنْ الجزء الأمامي للحائطِ الذي يستمر عند تجاهله وعدم اللجوء لعلاجة إلى الهبوطِ الكاملِ.. إلا أنه لا يزال السبب الدقيق لهبوطِ (تدلي) المستقيم غير معروف.

ويُعتبر50% مِنْ حالاتِ الهبوطِ عند الكبار بسبب الإجْهاد المستمر والدفع المُزمنِ عند التغوّطِ أو في أوقات الإصابة بالإمساكِ، أو تكيس الأمعاء أو المستقيم في تجويف الحوض، ضعف القاع الحوضي، وانقباض المصرةِ الشرجيِة المزمنِ.

أما عند الأطفالِ، فإن هبوط المستقيم يتعلّقُ ببَعْض العيوب والتشوهات الخلْقية في تكوين المستقيمِ، أو الحرية المفرطة لحركة القولون الملتوي، الضعف النسبي في عضلةِ القاع الحوضي، وجود كمية كبيرة وزائدة عن الحاجة من الغشاء المخاطي الداخلي لجدار المستقيم مما يؤدي إلى سهولة انزلاقه للأسفل وتدليه.

من العوامل التي تساعد على حدوث هذا المرض الحالات التي تؤدي إلى الزيادة المطردة في الضغطِ البطنيِ مثل الإمساك المزمن, الإسهال الشديد، التضخّم البروستاتي الحميد، الأمراض الرئوية المزمنة (سي أو بي دي)، التليف الكيسي، السعال الديكي، الإصابات الطفيلية مثل الأميبا (الدسنتاريا) والشستوسوما.. اضطرابات الحبل الشوكي مثل حوادث السيارات التي تؤثر على إحساس وطريقة عمل الجهاز العصبي المنظم للإخراج، الأورام الشوكية وغيرها قد تؤدي إلى حدوث هذا المرض وإن كان موجوداً أصلاً فإنها تفاقمه.. والقائمة طويلة لا يسعني أن أذكرها كلها.

الأعراض المرضية

الأعراض المصاحبة لهذا المرض تكون على شكل إمساك (15-65 %) وسَلَس برازي (28- 88%) ووجود مادة مخاطِية لزجة وبروز كتلة شرجية مع حدوث نزف شرجي بشكل دائم.. وتشترك البواسير والهبوط المستقيمي في عدة أعراض مثل نزول الدم مع البراز وبروز الأنسجة من القناة الشرجية مما يؤدي إلى عدم وضوح الصورة للمريض ويجعله يعتقد أنه يعاني في المقام الأول من البواسير خصوصاً عندما يكون في بداياتة حيث إنه يصعب على الطبيب غير المختص تشخيصة بدقة وبالتالي عدم علاجه بالشكل الصحيح مما قد يفاقم الحالة ويؤخرها إلى مراحل متقدمه.

ويُعتبر الوصول إلى التشخيص المناسب سهلاً عندما تكون الحالة متقدمة.. أما إذا كانت الحالة في بدايتها فإنها قد تصعب على الطبيب ذي الخبرة المحدودة وغير المتخصص في معرفتها.

ما هي خيارات العلاج؟

عندما يكون المرض في بدايتة فالحمية رأس الدواء: فالسبب الرئيس المعروف في وقتنا الحاضر لهبوط المستقيم هو الإمساك المزمن والدفع المستمر (التزحر) أثناء قضاء الحاجة.. ولذا فمن البديهي أن أول أساليب العلاج (خصوصاً إذا كان المرض في بداياته) هو تجنب الإمساك وعدم الضغط الكثير عند التغوط ويتم ذلك بممارسة الرياضة بشكل مستمر وتناول الوجبات المفيدة والمتزنة غذائياً والتقليل من الدهنيات والنشويات والتكثير من الألياف والمشروبات غير الغازية.. أما الحالات المتقدمة جراحياً، فالعلاج المناسب في هذه المرحلة يكون جراحياً في المقام الأول مع مراعاة تصحيح العادات الغذائية واليومية لدى المريض.

وهناك خياران رئيسان للعلاج الجراحي هما:

التصحيح البطني: إما بالعملية التقليدية فتح البطن أو عن طريق المنظار

التصحيح المستقيمي: ويتم عن طريق القناة الشرجية

هنالك العديد مِنْ العواملِ تُؤخذُ في الحسبان عند اتخاذ القرار على نوع العملية الجراحية البطنية أو المستقيمية، حيث يدخل في الحسبان عُمر المريض، الحالة الصحيَّة، مدى الهبوطِ ونَتائِجِ الاختبارات المُخْتَلِفةِ.. وتختفي الأعراض كلياً عند الغالبية العظمى من المرضى بعد العلاج الجراحي ولكنه يعتمد على عدة عوامل تشمل:

عدم عودة الإمساك وتحاشي الضغط المستمر على الحوض عند إخراج الغائط وقوة عضلات الحوض والمصرة الشرجية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد