Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/08/2009 G Issue 13467
الاربعاء 21 شعبان 1430   العدد  13467
مهنة اللا متاعب..!!
صالح الفالح

 

تظل الصحافة مهنة البحث عن المتاعب.. أساسها الموهبة والحس الصحفي.. وعمودها القدرات والإمكانات.. تُصقل بالخبرة والممارسة والعمل الميداني المستمر والمكثَّف (والمُركّز).. لا تقبل الدّعة وترفض الاستكانة والاعتماد على الغير.. ويُخطئ كل من يعتقد بأنها وظيفة.. ومن جعلها كذلك ولحاجة في نفس يعقوب فقد (خاب وخسر)، وسوف يجد نفسه أخيراً يقف في مفترق الطرق، وفي منتصف درجات السلم ومكانك سر، ليتحوَّل إلى صحافي (نمطي) في نشاطه ومشواره الطويل، وفي تعامله مع هذه المهنة (العظيمة).. ومثل هؤلاء هم قلة والذين يبدو أنهم لم يدلفوها من أبوابها، بل قفزوا إليها من فوق الأسوار، وعبروها عبر ممر فيتامين (واو)، وأصبحوا بقدرة قادر ضمن الصحافيين (معاهم.. معاهم) على الرغم من أنهم لم يتعلموا أصول المهنة وأبجدياتها التي يجب أن يستندوا عليها، وينطلقوا منها للخوض في غمارها، وفي مشوارها المضني والشاق الذي يحتاج إلى نفَس طويل.. ومن هنا تجدهم يعتمدون وبشكل أساس ويومي على الأخبار (المعلبة) والجاهزة التي تبثها لهم القطاعات والأجهزة الحكومية المختلفة، ليبادروا على الفور مجهدين أنفسهم، ليضعوا أسماءهم عليها - فرحين مسرورين - كسبق صحفي وانفراد لم يسبقهم إليه أحد من الصحفيين!! ليجدوا الخبر نفس الخبر منشوراً في جميع الصحف بلا استثناء..!! لأن الجهة أحرص منهم في (تلميع) نفسها ويهمها أكثر منهم.. لذلك يصبحون لا يتنفسون إلا من خلال هذه النوعية من الأخبار قليلها وكثيرها، ولا يعلم هذا الصحافي أنها تحد من تطوره وتقلل من كفاءته والاعتماد على نفسه لأنه ينسب جهد غيره له دون تعب أو مشقة.. أي (هي تُقشر وهو يأكل) ليفقد بذلك التميُّز والجهد (الحصري) لذاته.. وخلال المناسبات الكبيرة والمؤتمرات الصحفية التي تُعقد وهي بمثابة المحك والتجربة الهامة لكل صحفي تكشف حقيقة مستوى الصحفيين وقدراتهم وإمكاناتهم الصحفية في التعامل مع مثل هذه المناسبات والأحداث، ليقدم لصحيفته مادة تُعرِّف بأنه صحفي محترف ومتميز أو دون ذلك.. وهنا الفرق (وفاقد الشيء لا يعطيه).. ودائماً (إنك لا تجني من الشوك العنب).. والصحفي كما تعلَّمنا وعرفنا.. إما أن يكون مطبوعاً (موهوباً) أو مصنوعاً مدرباً ومصقولاً.. (وبعضهم) لا هذا ولا ذاك، (ولا أُزكي نفسي..) وعليهم أن يبحثوا عن وظائف أو مهن لهم تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، ويتركوا الصحافة وهمومها ومعاناتها لأهلها.. (ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد