Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/08/2009 G Issue 13467
الاربعاء 21 شعبان 1430   العدد  13467
مطر الكلمات
الرجل و حاسة السمع
سمر المقرن

 

يكثر عندما يتعلم الرجل فن الإنصات للمرأة وفهم مشاعر المرأة بطريقة دقيقة ملائمة كلما كان التواصل بين الاثنين أسهل وحل المشكلات العائلية أبسط ولا يصلح أبداً أن يقال: إن هذا ينطبق على المرأة لأن المرأة تنصت جيداً بل ربما إن وظيفتها طوال عمرها هي الإنصات وتحليل هموم الرجل ومشاكل الرجل وكيف يمكن حلها وإخراجه مما هو فيه من هموم العمل أو تجاوز الشعور بالفشل أو مشاركة طموحاته, هي دائماً كانت له الوفاء والإخلاص والتفاني وواحة الراحة شاءت أم أبت حيث يلقى الرجل بكل همومه ويغسل روحه. لا بد للرجل أن يدرك أن شريكة حياته هي الأخرى تحتاج لمن ينصت لها جيداً, وأن هذه الحاجة ليست ترفا ولا دلعا ولا سخفا, و إنما هي حاجة ماسة مثل الحاجة للطعام والشراب, لابد للرجل أن يتجاوز ذلك الحكم غير المنصف بأن هموم المرأة سخف وأن طموحاتها خرافية وبلا ساحل وأن قضاياها لا تملك الشرعية, فكل هذا لا يدل إلا على شيء واحد ألا وهو أنانية الرجل لأنه من الأسهل له لكي يريح تفكيره من كل هذا أن يقول للمرأة: إن كلامها تافه وسخف و(سواليف نسوان) وكأن سواليف النسوان تختلف عن سواليف الذكران, وكأنما يجب أن نقتنع أن هموم الناشطة السياسية والمناضلة الايغورية العظيمة (ربيعة قدير) وهي تسعى ليل نهار لحماية شعبها من الموت هي أقل من هموم الرجال السعوديين وهم مجتمعون في استراحة يتناولون الشاي أمام قناة غنوة.

الناس سواء الرجال والنساء ليسوا سواسية و هموم كل واحد تختلف عن الآخر لكن الشراكة التي باركها الله وبنيت على شرعه بين الرجل والمرأة تحتم على كل واحد منهما أن ينصت جيداً للآخر وألا يستصغر أفكاره ولا يقلل من أهمية همومه, مهما كانت وجهة نظرنا في تلك الهموم والطموحات والأفكار, رأيي ورأيك لا يهم, بل صاحب الفكرة هو المهم . بعض الرجال يشكو من عجزه عن الإنصات برغم رغبته الصادقة في تحقيقه, الإنصات قد لا يكون بالضرورة موهبة, بل من الممكن جداً أن يكون مهارة مكتسبة يتدرب عليها الإنسان حتى يتقنها ولا بد أن يتقنها لأهميتها في حماية البيت العائلي من الأزمات, قد يكون الرجل أحياناً في حالة غير مناسبة أو قد يكون في فترة يتعرض فيها للضغوط ولا يتمكن من ترجمة كلمات المرأة إلى المعنى الصحيح لها وفي مثل هذه الحالات يجب عليه ألا يحاول حتى الإنصات لأنه لو أنصت لتوصل إلى نتائج خاطئة, ما عليه إلا أن يعترف للشريكة بما يعتريه من ظروف خاصة تمنعه من تحقيق رغبتها في أن تتحدث في حضور من يستمع لها فعلا ويفهم ما تقول بدقة, لكن هذه الظروف لا يمكن أن تكون ديدن حياة كما نشاهده في حياة كثيرين, عندما يعتذر الرجل بمثل هذا العذر فهو غير صادق مع نفسه وغير صادق مع شريكة حياته. هذه بعض من هموم أخواتي بنات حواء بثثتها لإخواني أبناء آدم لكي يتم التواصل الذي يجمع البيوت و يحميها من الشتات الذي لا تراه العين.

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد