Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/08/2009 G Issue 13467
الاربعاء 21 شعبان 1430   العدد  13467
الرأي الآخر
البرامج الشعبية

 

لا تزال بعض البرامج الإذاعية والتلفازية التي تُعنى بالأدب الشعبي دون المستوى المأمول منها في ظل الإمكانات الموفرة للقائمين عليها؛ فبعضها حقيقة يسيء للأدب بتصرفات بعض من يعمل بها رغم اجتهادهم، وقد رأيت وسمعت ما يحزنني ويجعلني أتساءل لماذا كثير منها مكانك سر لم تتغير منذ زمن طويل أسلوباً وفكرة وطرحا؟! ولعل الكثير شاهد ذلك وسمع بأذنه، والحقيقة أن المسؤولين في الإذاعة والتلفاز لم يقصروا في الوقت وفي إعطاء الحرية؛ فقد أعطوا كل مسؤول عن برنامج أدبي وقتا كافيا لتقديمه بالصورة التي تليق به، ولكن التقصير منهم حينما قدموه عشوائيا دون ترتيب، حتى ضيوف الحلقات أحيانا بل كثيرا ما يكونون دون المستوى؛ لأن من يتولى مثل هذه البرامج التي لها عُشاقها لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن ضيوف يستحقون الاستضافة من الأدباء الأفذاذ الذين يشرفون ويبيضون الوجه بحضورهم وإبداعهم. والمتأمل حقيقة في مثل هذه البرامج، التي تصرف عليها أموال طائلة وضيعت فيها أوقات كثيرة، يجدها تسير بالبركة وبمنهج سددوا وقاربوا، وبالله عليكم كيف تضيع أوقات في كلام لا داعي له في برنامج شعبي إذاعي يستمع إليه الملايين من البشر؟! وهل من فقرات ذلك البرنامج قراءة رسالة قارئ يطلب من المذيع إخبار فلان - وهو ضيف البرنامج - بأنه بخير وصحة وعافية، وأن شعر رأسه بدأ ينبت بعد أن كان أصلع؟! وما فائدة المستمعين من هذا الكلام؟! وشر البلية ما يضحك، فهل بمثل هذه الخرافات والكلام الذي لا فائدة منه تُضيّع أوقات ويخرج البرنامج عن هدفه وغايته وصلب موضوعه؟! وقد حسبت في إحدى المرات وأنا أستمع إلى برنامج شعبي ضياع ما يقارب النصف ساعة في كلام لا داعي له.. أستغرب كيف يدخل ضمن البرنامج، وهو بعيد كل البعد عنه؟! وكم أتمنى أن يعي القائمون على تلك البرامج ما أقول ويأخذوا به بطيب نفس وتقبل؛ لأن هدفي - ورب الكعبة - الإصلاح ما استطعت، وسأعمد في المرات القادمة - عبر مدارات الخير التي تعودنا من أهلها الحرص على كل نقد فيه الإصلاح ويكون بنّاء حرصا منهم على رقي الأدب الشعبي الأصيل وكل برنامج يُعنى به - إلى نقد برنامج بعينه مع احترامي لأهله بما أرى فيه من سلبيات؛ طمعا في تغيير مساره للأحسن، وهذا لن يتم إلا بعد متابعته والنظر في وضعه تدقيقا، وإن كنت قد فعلت هذا مراراً وتكراراً، ولكن ليطمئن قلبي، ومن لا يتطور ويرتقِ سيواجه النقد، وكل برنامج أدبي - من وجهة نظري - لم يتغير ولن يتغير سيكون له نصيب من النقد وسيسلَّط عليه الضوء مع احترامي لأهله بما شاهدته فيه أو سمعته، إلا إذا رأيت منهم عكس ذلك سأكف قلمي الناقد عنهم، وسأثني عليهم بما هم أهل له؛ إنصافاً ومن باب العدل. والله من وراء القصد. فهل سنرى تغييراً في حال تلك البرامج؟ أرجو ذلك، وأتمنى أن يكون قريباً بمشيئة الله.

صالح بن عبدالله الزرير التميمي
الرس ص.ب 1200


Abuabdulh58@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد