Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/08/2009 G Issue 13470
السبت 24 شعبان 1430   العدد  13470
مساء الأحد التاسع من رمضان المبارك
الأمير سلمان يرعى الحفل الختامي للدورة (11) لجائزة سموه

 

الجزيرة - الرياض

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض مساء يوم الأحد التاسع من شهر رمضان 1430هـ، الموافق للثلاثين من شهر أغسطس 2009م الحفل الختامي لمنافسات الدورة الحادية عشرة للمسابقة المحلية على جائزة سموه لحفظ القرآن الكريم وتجويده للبنين والبنات، وذلك في قاعة الملك فيصل بفندق إنتركونتيننتال بمدينة الرياض بعد صلاة التراويح.

وقد شارك في منافسات هذه الدورة التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال المدة من (9-14-5- 1430هـ) (91) متسابقاً ومتسابقةً، منهم (49) متسابقاً، و(42) متسابقة.

وبهذه المناسبة، عبر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن عظيم الشكر، ووافر الامتنان والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - وفقه الله -، على تواصله المستمر مع حفظة كتاب الله من البنين والبنات، وحرصه على تشجيعهم، واهتمامه المستمر بهم، وعنايته الدائمة بأهل القرآن وخاصته، وتحفيزهم بالجوائز المادية، والعينية لهم لحثهم على الإقبال على تلاوة القرآن الكريم، وحفظه، وتجويده، وتفسيره.

وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ : إن دخول هذه المسابقة عقدها الثاني من عمرها المديد - بإذن الله - يؤكد مجدداً حرص سمو أمير منطقة الرياض - وفقه الله - على الاهتمام والرعاية والعناية بالقرآن الكريم وأهله، وإنه لشرف لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تحظى بالإشراف والترتيب لتنظيم هذه المسابقة، وغيرها من المسابقات القرآنية، مبيناً معاليه أن هذه المسابقة المحلية هي محط أنظار ناشئة وشباب المملكة من البنين والبنات الحافظين والحافظات لكتاب الله ساعين لنيل شرف المشاركة فيها.

وأبرز معاليه - في تصريحه - مكانة كتاب الله العزيز في حياة الأمة، وأن القرآن العظيم هو كتاب الله المعجز بألفاظه ومعانيه وأخباره وأحكامه وآياته وبراهينه، أنزله الله هداية للناس أجمعين، ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، كما قال تعالى : (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وهو أعظم ما ابتغي به الأجر، وعرف به الحق، وهو أفضل الذكر؛ لأنه مشتمل على جميع الذكر من تهليل وتذكير وتحميد وتسبيح وتمجيد، وعلى الخوف والرجاء والدعاء والسؤال والأمر بالتفكر في آياته.

وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن هذا القرآن العظيم ضد الإرهاب والغلو بجميع أنواعه، وأن هذا القرآن هو الذي يقر حقوق الإنسان في قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)، مؤكداً أنه كان من اللوازم أن يكون الناس في أخذهم للقرآن الكريم أن يكونوا متجددين بتجدد القرآن الكريم إلى قيام الساعة، وألا يكونوا سبباً في إعاقة إيصال هداية القرآن الكريم إلى النفوس.

وشدد معاليه على أن القرآن العظيم يبطل ادعاء هؤلاء الذين جعلوا القرآن شعاراً لهم، ولكنهم أفسدوا في الأرض وحاربوا الله ورسوله، فيقول - تعالى -: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ) هؤلاء الذين أخذوا بالإرهاب فكفَّروا، ثم فجَّروا، إن هؤلاء يدعون أنهم يحسنون صنعا والله سبحانه وتعالى ينبئنا عنهم بأنهم إذا تولوا سعوا في الأرض ليفسدوا فيها، وأهلكوا الحرث والنسل، ووقائع أعمالهم شاهدة على ذلك، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ).

واستطرد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: إن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كثيرة تحث النفوس المؤمنة على التنافس في العناية بهذا القرآن العظيم، تلاوةً وتدبراً وعملاً واستشفاءً على المستوى الفردي والجماعي، كما سجل التاريخ صفحات مشرقة لما كان عليه السلف الصالح من العناية بالقرآن الكريم، وتعاهد حفظه، وتعليمه، والعمل به، مثنياً معاليه على إنجازات هذه الدولة المباركة في خدمة كتاب الله - تعالى -، ومنها إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، الذي يعد بحق أعظم صرح في مجال العناية بالقرآن الكريم، طباعةً وتصحيحاً وترجمةً لمعانيه ونشراً له في جميع أنحاء المعمورة، وكذلك مكرمة تخفيف مدة السجن عمن يحفظ كتاب الله - تعالى -، تشجيعاً للجميع - ومنهم السجناء - على الإقبال على تعلم القرآن الكريم وحفظه، وتوجيه اهتمامه إليه، كما قامت الدولة بإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، واحتضانها ورعايتها ودعمها مادياً ومعنوياً.

ووصف معاليه تنظيم المسابقات القرآنية بأنه مظهر من مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله، مؤكداً أن هذا الاهتمام من ولاة الأمر في هذه البلاد نابع من إدراكهم الراسخ لأهمية القرآن الكريم، وأثره المبارك في قيام هذه الدولة، وحصول ما ينعم به هذا المجتمع الكريم من سبوغ الأمن، ورغد العيش، واجتماع الكلمة، وتآلف القلوب، وقوة المكانة بين الأمم، ذلك أن القرآن الكريم يدعو إلى كل خير، وينهى عن كل شر، ويهدي إلى المجد، والسؤدد، قال تعالى :(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، وقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

واختتم معالي الشيخ صالح آل الشيخ - تصريحه - حامداً لله سبحانه وتعالى على هذا الفضل العظيم الذي أنعم به على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ووفقه على هذه الرعاية، وعلى هذا الاهتمام المتواتر بكتاب الله الكريم، وحفظته من البنين والبنات، وحرصه المستمر على دعم وتشجيع وتحفيز الأبناء والبنات نحو الإقبال على القرآن الكريم، وتعاهده بالتلاوة، والحفظ، والتجويد، والتفسير، سائلاً الله تعالى أن يجعل هذه الأعمال الصالحة ضياءً ونوراً له في الدنيا والآخرة، رافعاً شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - أيدهم الله - على عنايتهم بكتاب الله - تعالى -، وبحفظته، وتشجيعهم، ودعمهم لهم، موضحاً أن هذا الأمر يأتي انسجاماً مع تاريخ ونشأة هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية التي قامت وأسست على القرآن الكريم، فهي حاملة لوائه، وخادمة بيت الله العتيق، وراعية الحرمين الشريفين، نسأل الله أن يزيدها رفعة وعزة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد