Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/08/2009 G Issue 13471
الأحد 25 شعبان 1430   العدد  13471
لما هو آت
(الجار قبل الدار)
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لا تزال الأحياء الصغيرة والشعبية تتمتع بروح الجوار وتتفاعل مع قيمها العامة؛ إذ لم يفقد الجار معرفة جاره، ولم يحرم من تحيته، ومواساته، وزياراته؛ إذ لا يزال هناك طبق يجمعهم، ومناسبة تؤلفهم، وأصواتهم ترنسهم، ودمعة يتشاركون أساها، وضحكة يتبادلون فرحتها.. بينما الأحياء الكبيرة هذه التي ظللها الرخاء ورفع دورها الثراء ووسع مساحاتها البناء باعدت الأقدام، وغيبت مع الصوت الحس، وجهل الجار أي شيء عن جاره إلا من كان جاره ذا قربى أو رحم، أو صاحب سوق ومصلحة دنيا.

هذه الظاهرة تتسع، وتذوب مع اتساعها روابط حث عليها الإسلام وشدد فيها التوجيه، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام لنبيه صلى الله عليه وسلم وأوصاه بالجار حتى كاد أن يورثه، فما تقول أخلاق العصر، وزحمة الحياة في الصدور بالجار؟ فشمروا عن أقدامكم وأتوا الأحياء المتواضعة التي لم تتسلط عليها مظاهر الدنيا لتنعموا بقيمة الجار في السراء والضراء, وتنجوا من السؤال عنه عند العرض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد