Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/08/2009 G Issue 13474
الاربعاء 28 شعبان 1430   العدد  13474
صيف (السعودية).. إقفال الرحلات للحجوزات المؤكدة
محمد بن عيسى الكنعان

 

يؤكد المسؤولون في الخطوط الجوية العربية السعودية في المواسم والعطل الرسمية أن أبرز مشكلة تواجهها مؤسستنا العريقة هي (تخلف الركاب) من أصحاب الحجوزات المؤكدة، فلا هم يسافرون حسب حجوزاتهم، ولا هم يعتذرون عن مقاعدهم بإبلاغ الحجز المركزي، والنتيجة حرمان مسافرين آخرين في أمسّ الحاجة للسفر، وتكبد (السعودية) لخسائر مالية كبيرة، وهي مشكلة تتكرر باستمرار أجبرت ناقلنا الوطني على اتخاذ أساليب جديدة تتمثل في فرض غرامات على تذاكر من يتخلف عن السفر من أصحاب الحجوزات المؤكدة، والعمل ...

... بنظام الأوفر (over).

إلى هنا والأمور تبدو مقبولة في إطار تعليم الناس التزام النظام والجدية وتقليل الخسائر والرقي بخدمة مهمة يحتاجها الناس على مدار الساعة، غير أن هذا القبول يصطدم بممارسات غير حضارية تصدر من قبل الخطوط السعودية في حق ركاب ملتزمون نفذوا تعليماتها بدقة فخسروا مقاعدهم وطارت الطائرات بغيرهم، ما يعني أن هناك خللاً في منهجية العمل لدى الخطوط السعودية تستلزم المراجعة، خاصةً في جانب (التواصل الهاتفي والإلكتروني) من واقع حالات حقيقية لركاب خذلتهم مؤسستنا العريقة وهم يلتزمون تعليماتها، ولعل واقعة الراكب عبدالله بن محمد الشهري الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض خير شاهد على ما سبق الإشارة إليه، بل لعلها عينة لحالات مماثلة دفعت كثيراً من وسائل الإعلام إلى فتح حوارات ومكاشفات مع مسؤولي الخطوط، الذين يجدر بهم مراجعة واقعة الشهري فربما تفيدهم في تحسين الخدمة.

الواقعة تقول إن الأستاذ عبدالله الشهري يدرك أهمية الحجز المبكر فقام بعمل حجوزات سفره وعائلته إلى مدينة أبها قبل ثلاثة أشهر تقريباً لهدف حضور زواج أخيه، حيث كان موعد السفر على الرحلة رقم 1695 (الرياض أبها)، الساعة الرابعة مساءً من يوم السبت الثالث من شعبان 1430ه، وقام بالحجز وإصدار التذاكر في شهر جمادى الأولى، وقبل موعد السفر بأيام تلقى رسالتي جوال من الخطوط السعودية تفيدان ب(تأجيل موعد الإقلاع)، فكان التأجيل الأول إلى الساعة الرابعة والربع، ثم تغير إلى الساعة الخامسة و25 دقيقة، مع ذلك حضر الشهري وعائلته في وقت مبكر عند الساعة الثالثة والربع، أي قبل الإقلاع بساعتين فكانت المفاجأة غير السارة فقد وجد الرحلة مقفلة، وعند استفهامه من مسؤولي الخطوط في المطار عن إقفال الرحلة على اعتبار أن الوقت ما زال مبكراً، بحكم أن موعد الإقلاع هو الساعة الخامسة و25 دقيقة وفق ما جاء في رسالة التأجيل الواردة من الخطوط السعودية، أفاد المشرف المناوب أن إقفال الرحلة تم وفق موعدها الأصلي -قبل التأجيل- أي الساعة الرابعة مساءً، وعبثاً حاول الشهري شرح الموقف واسترداد حقه في هذه الرحلة التي أقلعت طائرتها بدونه عن طريق إركابه في إحدى الرحلات اللاحقة، ولكن دون جدوى فرجال الخطوط في المطار لا يكترثون بمن يلتزم تعليمات (السعودية) مادام زملائهم يطلون عبر وسائل الإعلام لتبرير إخفاقات السعودية وتردي خدماتها على مستوى رحلاتها الداخلية التي كان آخرها حديث مساعد المدير العام للخطوط السعودية في برنامج (المجلس) على قناة (الإخبارية) قبل أيام، خاصةً في ظل التعامل غير الجدي والمبهم مع وسائط الاتصالات بضبابية، من خلال رسائل الجوال التي ترسل للمسافرين من أصحاب الحجوزات المؤكدة بتأجيل رحلاتهم فتضيع حقوقهم، فلا تدري من يرسلها أو يراقبها أو حتى يتابعها كما حدث مع الراكب الشهري وعائلته، الذي تلقى رسائل تأجيل دون أن يتلقى رسالة تفيد بموعد إقفال الرحلة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد من المهزلة، بل تم إلغاء حجز العودة من أبها إلى الرياض وتغريمه لأنه تخلف عن الرحلة!! لاحظ كيف تتعامل الخطوط السعودية مع ركابها من أصحاب الحجوزات المؤكدة الذي يحضرون إلى المطار بوقت مبكر. في الدول الأخرى ترفع قضايا تعويض ورد حقوق، بينما لدينا تتباكى (السعودية) على ركاب يتخلفون عن السفر وتخرج لوسائل الإعلام منددة بمن كبدها الخسائر، رغم أنها من صنع المشكلة ومرر الواسطة واستخدم رسائل الجوال دون ضوابط أو متابعة أو تنسيق بين الحجز المركزي والعمليات في المطارات، والنتيجة ركاب أمثال الشهري يطير مقعده ويخسر حضور زواج أخيه ثم يغرم لأنه متخلف عن السفر، بعدها لا تسأل لماذا تتفوق خطوط طيران حديثة على (السعودية) أو لماذا نتمنى رؤية القطار وهو يجوب أرجاء الوطن، أو لماذا نرقب أعمال طرق وزارة النقل لزيادة طرقنا السريعة بين المدن، الجواب لدى رجال الخطوط في المطارات.



Kanaan999@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد