Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/08/2009 G Issue 13474
الاربعاء 28 شعبان 1430   العدد  13474
مطر الكلمات
مشهد مزعج في لبنان
سمر المقرن

 

قضاء إجازة الصيف في لبنان متعة حقيقية للأسرة الخليجية والسعودية في بلد جمع بين جمال الطبيعة ولطافة الجو. وقد أقول إن تعامل أهل لبنان هو من أفضل ما نلاقيه كسعوديين في الدول العربية، فمحبة هذا الشعب لنا محبة من القلب، فهم شعب أينما مشيت تجدهم يعترفون بالجميل وبوقفات السعودية معهم في الكرب والرخاء، وهذه المشاعر الصادقة تُشعرني كسعودية بالراحة والأمان في أن أسير في شوارع تحبني وأحبها. لبنان خيار جيد لقضاء إجازة الصيف إن تجاوزنا المبالغة الكبيرة في الأسعار داخل الأماكن التي يرتادها الخليجيون، بحيث تجلس في مقهى بسيط في منطقة (السوليدير) مثلاً لتناول كوب من القهوة أو بعض المرطبات فتجد أن فاتورة الشخص الواحد لا تقل عن سبعين دولاراً أمريكياً، لكن -وبحمد الله- أن هذا في مناطق محددة، لذا عن نفسي أحرص على عدم ارتيادها لأني أكره الاستغفال، فأجد بدائل كثيرة بل وأجمل وأرقى تعاملاً، ويكفي أن أدفع فيها فاتورة مثل أهل البلد فلا أجد فرقاً أو تمييزاً يضايقني. سلاسة التعامل شيء محمود، لكن ما سمعته من أحد قريباتي التي حضرت حفلة لأحد الفنانين السعوديين التي أقيمت الأسبوع الفائت في فندق فينيسيا، ولقريبتي هذه مصداقية عالية عندي، هالني ما ذكرته لي من أنها رأت الخمر يُقدم للأطفال الصغار الذين لم تصل أعمارهم للخامسة عشرة، ويعتبر هذا عند منظمي هذه الحفلة من باب التساهل وطلب الربح، وهو في حقيقته (جريمة) أخلاقية أطالب الجهات اللبنانية المسؤولة بالتحقيق فيها ومعاقبة المتسبب في هذه الجريمة. كما أسجل استغرابي من سكوت ورضا الفنان السعودي، كيف يقبل أن تتم هذه الممارسات في قاعة حفلته؟ فما عهدنا فنانينا يرتضون بمثل هذه التصرفات الشاذة، وله ولغيره أن يحتذوا بفنان العرب محمد عبده الذي يمنع تعاطي كافة المشروبات الكحولية في حفلاته، فهذا هو تصرف الفنان الذي يحترم فنه ويحترم نفسه ويحترم جمهوره، لأن الفن في نظري لا يعني (العربدة) التي وصلت بها الوقاحة لتمتد إلى الأطفال السُذّج الذين أطلقهم أهلوهم وغابت عنهم عين الرقيب، ليُتركوا بين أيدي سماسرة الحفلات وكل من لا يملك الوازع الأخلاقي ليكونوا فريسة سهلة بين أيديهم. لا أدري لماذا يسيطر الوالدان على أولادهما عندما يكونوا في وطنهم، وخلال أيام الدراسة، بينما ينفلت الزمام ويُترك الحبل على الغارب للأولاد الذكور (خصوصاً) عندما تأتي رحلة الصيف، وكأنما الالتزام والتربية لا تتم إلا في الوطن، أو أنها تأخذ إجازة مع الإجازة.

الفن قيمة سامية بحد ذاته وهو مرآة للشعوب وتقاس عظمة الأمم بتاريخ فنونها، وأنتظر من جميع فنانينا أن يحترموا فنهم، وأن يعتبروا أنفسهم يقدمون عملاً إنسانياً عظيماً وفعلاً جمالياً حضارياً جديراً بالاحترام، وعلى ضوء هذا تخرج لنا سلوكياتهم على أرض الواقع.

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد