Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/08/2009 G Issue 13474
الاربعاء 28 شعبان 1430   العدد  13474
فاصل إعلامي
كُتّاب السيناريو
محمد إبراهيم الماضي

 

يعتبر السيناريو عصب العمل التلفزيوني بكافة أشكاله البرامجية والدرامية والاخبارية حيث ان السيناريو هو الذي يحدد ويشرح ويوجه خطوات وابعاد العمل وشكله النهائي على الورق قبل ان يتم تنفيذه على أرض الواقع، وفي ذلك يتردد بين أهل التلفزيون مقولة مشهورة: ان الورق هو أصل كل شيء في هذه المهنة.. والورق يعني النص المكتوب (السيناريو) الذي يقدمه كاتب السيناريو ومنه ينطلق الممثل والمذيع ومهندس الديكور وفني الكهرباء وعامل المكياج والمصور وبقية عناصر العمل التلفزيوني الأخرى في العمل وعلى أساس الورق ينطلق المخرج في قيادة كل هؤلاء المهنيين في بناء إعلامي مكتمل أساسه الورق، وتعريف السيناريو باختصار هو الفيلم أو البرنامج مكتوبا على ورق.

وبرغم هذه الأهمية الفائقة لهذا الفن فان كتاب السيناريو في الشرق وفي الغرب على حد سواء يعانون من صعوبات وظروف عملية صعبة تدفعهم أحيانا إلى التوقف الاجباري احتجاجا على هذه الأوضاع اللاانسانية، ضمن السياق نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها المؤرخ في 15-5-2009م خبرا جاء فيه:

(ارجع المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي تيري فريحو تراجع الحضور الأمريكي في المهرجانات العالمية إلى سبب محوري هو إضراب كتاب السيناريو بسبب تراجع الأجور).

وإذا كان هذا هو حال كتاب السيناريو في أمريكا عاصمة الفن في العالم والذين لا يمكن مقارنة ظروفهم مهما كانت صعبة بظروف زملائهم كتاب السيناريو في العالم العربي.

بداية لابد من الاقرار بان الكتابة للتلفزيون عمل صعب وشاق يحتاج إلى خيال واسع وإلى ثقافة عريضة كما يحتاج الكاتب وهو يكتب نصه إلى ان يكتب بلغة الكاميرا وإلى ان يكتب وهو يحمل رؤية إبداعية تضفي قيمة وأهمية على عمله، غالبية كتاب السيناريو العرب اليوم يعملون في ظروف انتاجية صعبة ويتعاملون مع عناصر فنية مختلفة منهم المزاجي والمتقلب والأناني ولا تقتصر معاناة هؤلاء الكتاب من النجوم فقط ولكنهم لا يعدمون من وجود تدخلات مستمرة من أناس لا يفقهون ابجديات هذه المهنة وفوق هذا وذاك فغالبية كتاب السيناريو العرب يتقاضون اجورا غير عادلة، والذي يحقق من هؤلاء الكتاب الشهرة والنجومية فعددهم قليل لا يذكر، والمبالغ المالية التي يأخذونها لا تقارن اطلاقا بما يأخذه نجوم التمثيل والاخراج.

في ظل هذه الأجواء يدخل الكثير من كتاب السيناريو إلى هذه المهنة اعتمادا على الذات يعلمون أنفسهم عن طريق التجربة والخطأ والممارسة فلا توجد معاهد للتدريب على كتابة السيناريو في العالم العربي، وهموم كتاب السيناريو العرب كثيرة لعل من أهمها بحثهم المستمر عن الأفكار الجديدة والجريئة وبحثهم من جهة أخرى عن تحسين ظروفهم العملية. وخلاصة الموضوع:

يعمل كتاب السيناريو تحت ضغوط كثيرة ليس أقلها مزاجية المخرج وغرور الممثل وتسلط المنتج وتحكم الرقابة كما يردد هؤلاء الكتاب في ظل هذا الواقع إذا أردنا ان ندعم صناعة التلفزيون في العالم العربي فلابد ان نبدأ بالخطوة الأولى وهي تحسين ظروف عمل كتاب السيناريو وتقديرهم أدبيا وماديا بالشكل العادل الذي يستحقونه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد