Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/08/2009 G Issue 13474
الاربعاء 28 شعبان 1430   العدد  13474
السهل الممتنع
قطار الدوري ينطلق
صالح السليمان

 

قبل انطلاقة أي دوري محلي يكثر الحديث عن المسابقة الأهم والتنافس الكبير والاستعدادات القوية للفرق واستعراض الصفقات والمحترفين الجدد.. والصراع الأقوى والتنافس غير المسبوق وتغيُّر مراكز القوى.. وانتظار دوري ساخن وملتهب أين منه من الدوريات الماضية.. وإذا بدأ الصراع الكروي على أرض الملعب تكرر سيناريو الدوري المعتاد تماماً.. تبدأ الفرق تنشطر وتتمايز إلى شرائح.. فئة منافسة.. وفئة تبحث عن مركز متقدم وفرق الوسط وفرق الهروب من الهبوط..

هذا الموسم لن تختلف أطراف المنافسة الهلال والشباب والاتحاد.. واللقب لن يتجاوز أحدهم.. ويبقى الرابع بين الأهلي والنصر ويليهم الاتفاق.. واللقب سيحوزه وبكل بساطة الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف.. والهلال مثلاً كمرشح كبير لم يفقد لقب دوري العام المنصرم إلا بسبب أسلوبه المتحفظ وشح الأهداف والتعادلات السلبية.. وحتى الدوري الذي قبله لم يفز به الهلال إلا بدعاء الوالدين (كما يقولون) وبالكاد استمر في المنافسة وتمسك بها بشق الأنفس وأكملها إعجازيات الدعيع..

إذا لم يعد الهلال إلى اللعب بأسلوب أكثر هجومية في مسابقة الدوري ونظام الثلاث نقاط فسيفقد لقب الدوري اللعبة المفضلة.. لو تتبعنا تاريخ الهلال مع الدوري لم يكسبه ويتميز به إلا بالمستويات والأهداف والتصدر نقاطاً وأهدافاً..

وبالنسبة للاتحاد والشباب المرشحين الآخرين للقب.. ففي المواسم السابقة كانوا في وضع أفضل من الهلال لأنهم منحوا فرقهم نفَساً هجومياً أكبر وأعرض ما يمكنهم من الاستمرارية في الصراع على اللقب كمنافسين أشداء..

لنعرف ماذا في البرازيل..؟!

علينا أن نعرف ماذا في إيطاليا!.. تمهيد وإشارة قد لا يفهمها جيل (المسلسلات التركية).. إذا أردنا أن نعرف لماذا العقم الهلالي في إنتاج المهاجمين والمشكلات المزمنة في مركز الظهير.. ولماذا يبحث الهلال في أندية صغيرة وأقل إمكانات بشرية ومادية منه حلاً لمشاكله الفنية.. وهل ما زالت المدرسة الهلالية الشهيرة موجودة أم أقفلت أبوابها عدا صفوف محو الأمية؟..

إذا أردنا أن نعرف ما سبق علينا أن نعرف ماذا يحدث في الفئات السنية.. فتِّش عن العمل في القاعدة فليس كل مجتهد مصيباً.. لا شك أن القطاعات السنية فيها عمل كبير واجتهاد.. لكن مخرجاتها الشحيحة تؤكد أنها عاجزة ولديها قصور وأخطاء..

أصبح الأهم هو البحث عن بطولة سنية.. أما تقديم حلول لمشاكل الفريق الأول فنياً فصار هدفاً ثانياً وربما ثانوياً.. القاعدة نجحت إلى حد ما في تغذية منطقة الوسط.. ولكن فشلت في خط الهجوم والأظهرة..

منهجية العمل في القطاع السني لا بد من مراجعتها.. ولو بدأنا من الخطوة الأولى التي هي الأساس الذي يرتكز عليه بقية مراحل العمل سنلاحظ هشاشتها.. وأعني بها استقبال المستجدين.. أطراف كثيرة اشتكت من العشوائية في منح الفرص للتجربة.. وأكثرية المتقدمين للالتحاق بالنادي تعود دون منحها فرصة الدخول في الاختبارات لتقديم واستعراض ما لديها من إمكانات فنية ومهارية.. والأغلبية تمنح دقائق بسيطة لتقديم ما لديها.. فكيف يمكن اكتشاف المواهب والخامات إذا كانت لا تُمنح حتى فرصة الاختبار وإذا مُنحت فلدقائق بسيطة..

شاهدت الفريق الأولمبي في بطولة النخبة فريق جيد لكنه صفر في المهاجمين لا يُوجد مهاجم يعتد به.. حتى فرق الشباب والناشئين تُعاني من هذا.. لا يُوجد لاعب صاعد يمكن القول إن له مستقبلاً كبيراً كمهاجم وهداف.. ويبدو أن الإدارة الهلالية موعودة بدفع الملايين للترقيع وتغطية نقاط الضعف في الفريق الأول حتى إشعار آخر..

ون ون.. واحد واحد..

صدور الشعار الجديد لنادي الوحدة بمكة يتصدره (الرقم واحد).. كتعبير عن أن الوحدة أول الأندية تأسيساً والنادي الأقدم حرَّك المياه الراكدة.. وأثار حفيظة الاتحاديين أو الإعلام الاتحادي.. لأنهم رأوه تعدياً وتجاوزاً على شعار فريقهم وتقليداً له.. إلا أن الوحداويين متمسكون بموقفهم ويصرون على أن ناديهم هو الأقدم.. وأن هناك من زوَّر وتلاعب بالتاريخ وعبث بالمسلَّمات التاريخية واغتصب العمادة من ناديهم ومنحها لناديه..

بعض الاتحاديين تمتعوا هذا الصيف الطويل والممل بالتشكيك بتاريخ تأسيس النادي الأهلي.. ولكن انقلب السحر على الساحر.. فالهجوم وصل إليهم في عقر دارهم.. وكما تدين تُدان.. فأصبحوا في حالة دفاع..

الدفاع عن تاريخ تأسيس ناديهم، أو بالأحرى إثبات أنه أول الأندية تأسيساً وأنه عميدها قطعاً ودون أي شك وليس الوحدة الذي يدَّعي مناصروه ومنذ وقت بعيد أن ناديهم هو الأقدم تأسيساً.. ولكنه احتجاج واعتراض بصوت خافت ما إن يرتفع حتى يتم إسكاته.. لكنهم هذه المرة قرروا رسمياً الدفاع عما يعتبرونه حقاً شرعياً لهم.. وتحركوا بخطوة رسمية معبرة.. وإن كان لي رأي في تواريخ التأسيس لبعض الأندية.. لأن الأندية لا تصبح رسمية ولها اعتبارها وكيانها الرسمي.. إلا بوجود إدارة أو هيئة رسمية مشرفة تعتني باللعبة وتنظمها وتجعل لها قوانين ولوائح وأنظمة.. أما ما قبل ذلك فلا تختلف عن فرق الحواري.. بل الأدهى عندما يسبق تأسيس نادٍ تاريخ تأسيس الدولة.. فمن أين قبلها أخذ صفة الرسمية!؟.. هل رأيتم مولوداً يُولد قبل أمه..!!..

ويبقى كلمة الفصل في عمادة الأندية والأحق بها بيد المؤرخين الرياضيين الحقيقيين.. وليس مؤرخي القصاصات.. وحتى هذه اللحظة سيظل الاتحاديون يرددون: ون ون ..والإتي نمبر ون.. والوحداويون يقولون: واحد واحد.. والوحدة واحد..

قال نادي الوطن قال..

ظاهرة كثرة الألقاب الرياضية التي تُطلق على الأندية بهدف التفاخر والتباهي وإضفاء هالات من العظمة على النادي هي ظاهرة طبيعية أو ظاهرة دارجة من قديم.. رغم أن أكثر هذه الألقاب مبالغ فيه وغير واقعي ولا يُعبِّر عن حقيقة على الأرض.. باستثناء ألقاب نادرة جداً..

ألقاب لا يرفضها الوسط الرياضي لأنها لا تُقدم ولا تُؤخر من الواقع شيئاً.. ويغمض عينه عنها تعاطفاً مع بعض الأندية التي تريد سد (نقص وعجز) تُعاني منه فتتسلَّح بالألقاب الثقيلة التي تفوق حجم واسم النادي.. ليصل إلى نوع من الصور الكاريكاتيرية والمضحكة للنادي ولقبه..

ومع قبول هذه الألقاب بمبالغاتها وتهاويلها وعدم واقعيتها.. إلا أن بعض المسميات لا يمكن التجاوز عنه.. فعندما يصدق إعلام أحد الأندية نفسه ويلقِّب ناديه ب (نادي الوطن).. فهي تسمية لا يمكن تجاوزها أو إغماض العين عنها كالألقاب الأخرى.. لأن في هذا اللقب إقصائية وتهميشاً لبقية أندية المملكة المترامية الأطراف.. فحصر الوطنية بنادٍ واحد يعني أن بقية الأندية هي أندية غير وطنية ودخيلة.. ولا يمكن لنادٍ واحد مهما كان حجمه أو مؤهلاته أو إنجازاته أن يزعم أنه الوحيد (نادي الوطن).. وحتى لو بحثنا عن نادٍ لنمنحه هذا التميُّز والصفة فلن يكون الاتحاد.. فسيسبقه على الأقل ناديان.. فالاتحاد ليس أكثر الأندية بطولات خارجية وليس أكثر الأندية إمداداً للمنتخب بالنجوم وليس أكثر الأندية شعبية.. ولم يكتفوا بهذا.. بل يطالبون بثمن وتميُّز على بقية الأندية.. فبعضهم يطالب بتسهيلات خصوصاً من لجان اتحاد الكرة.. أو يقول مثلاً ادعموا الاتحاد في الفيفا وفي مشاركته الخارجية لأنه نادي الوطن!!.. فحصر علة الدعم بكونه نادي الوطن.. أي أن الأندية الأخرى لا تستحق الدعم..

نحن لا نعرف إلا (منتخب الوطن) لأن الوطن لا يتبنى نادياً واحداً.. بل جميع الأندية الـ 156 كالأبناء ينظر لها الوطن بسواسية.. فلا بد من الأخذ على أيدي هؤلاء الكتبة والأقلام السفيهة التي فرَّقت بين أندية الوطن.. فلهم أن يطبّلوا ويمدحوا فرقهم بما شاؤوا من ألقاب ولكن بعيداً عن ألقاب التهميش والإقصاء لبقية الأندية السعودية الوطنية..

ومن المصادفة بعد كتابة هذه الفقرة قرأت أن تصريحاً لمدير المركز الإعلامي للاتحاد عن تقديم شكوى ضد أحد الكُتَّاب بحجة التطاول على (نادي الوطن)!!.. وبهذا مارس مدير المركز ما يعيبه على الكاتب (لو صدقت التهمة).. الأهلي نادي وطن والشباب والوحدة والاتفاق وأبها وكل الأندية.. فلا مبرر أن يحتكرها لناديه..

ضربات حرة

* لجنة الاحتراف أصدرت بياناً طويلاً وعريضاً استعرضت فيه مبررات رفض تسجيل الدوخي.. ولو حدث استثناء للاعب فيما بعد.. فحتماً ستصدر اللجنة بياناً جديداً لتستعرض فيه حيثيات وأسباب تسجيل اللاعب والرد على بيانها الأول..

* لجنة الاحتراف تقول إن إدارة النصر تتحدث بلغتين.. للوسط والجماهير الرياضية.. لغة غاضبة والادعاء بوقوع الظلم.. ولغة أخرى متسامحة ومتفهمة في اتصالاتها مع رئيس اللجنة!!.

* البلوي منح النصر الضوء الأخضر لتسجيل الدوخي.. إلا أن إدارة الاتحاد باعتراضها على تسجيل الدوخي همَّشت تصرف البلوي واعتبرته تصرفاً غير رسمي ولا شأن للنادي به.. وبهذا حجَّمته وجعلت منه مجرد عضو شرف كأي عضو آخر.. يرفض تدخله أو استخدام نفوذه لتوجيه سياسة النادي..

* لنا لقاء بكم عقب إجازة العيد -بإذن الله- وكل عام وأنتم بخير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد