نشاهد ونقرأ في وسائل إعلامنا المختلفة الكثير مما يقوم به مشاهيرنا من نجوم الكرة والفن ومن شخصيات مميزة في مجالات أخرى من زيارات لإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بعد التنسيق مع الادارات المعنية بهذه الزيارات.. هذه الزيارات تهم وبلاشك الكثير ممن يقرءون عنها أو يشاهدون صورها لانها زيارات لفئة غالية على مجتمعنا وأي شخص يفرح بأن يطرق بابه زائر ليتفقد احواله ويسأل عنه ويتجاذب معه أطراف الحديث التي لا تخلو من فضفضة الهموم وما يصاحبه من مشاكل الحياة اليومية.
فما بالكم أحبتي إذا كانت الزيارة لفئة يشعرون انهم دائماً في الظل (الصامت) ومنعزلون في مجتمع يعيشون في وسطه وتزداد أهمية الزيارة إذا كانت من قبل شخص مشهور ومحبوب لدى شريحة كثيرة من المجتمع سيكون وبلا شك لهذه الزيارة واقع الاثر في نفسية وشعور المتلقي.
ولكن احبتي الملاحظ في هذه الزيارات المباركة أنها تقتصر وبنسبة 90% على الفئة الغالية على قلوبنا التي ذكرتها (شفاهم الله جميعا) حيث إنني لم أشاهد أو حتى أقرأ عن زيارات مماثلة لمراكز وإصلاحيات لا تقل أهمية عن مراكز (ذوي الاحتياجات الخاصة) فهي كذلك تعيش في ظلمة وعزلة عن وسائل إعلامنا عطفا على عزلتها الحياتية مثل (دار المسنين) و(دار الرعاية الاجتماعية) و(مراكز غسيل الكلى) و(مستشفيات العزل ودار رعاية المكفوفين الذين ينفسون ويعيشون على اصواتنا) وغيرها من المراكز التي غفلها اعلامنا. ولا يفوتني هنا أن اركز بل وأضع علامات الاستفهام والخطوط الحمراء على (دار المسنين لانهم بالفعل أهم شريحة في مجتمعنا تحتاج إلى من يسلط الضوء عليهم لأنهم بركتنا في هذه الحياة وهم بحاجة إلى أي ضوء حتى لو كان خافتا يتسلل اليهم عبر نوافذهم التي لا ترى النور لانهم على مشارف العزلة الابدية عن دنيانا وقلوبهم يعتصرها الالم لما عانوه من عقوق ادت إلى تواجدهم في هذا المكان..؟؟
واود هنا أن اطرح سؤالا مهما أتمنى الإجابة عليه سريعا.. هل التقصير في الزيارات للمراكز التي ذكرت وغيرها من قبل نجومنا الاعزاء الذين لم يسلط الضوء عليهم ام أن الإدارات التي تدير بقية المراكز التي تحمل بين جدرانها المرضى والمحتاجين للكثير من الدعم المعنوي من المجتمعات التي يعيشون فيها لا يعرفون في فن الإدارة إلا الملابس والعطور وإصدار الأوامر فقط..؟!
في الحقيقة أود أن أشير هنا إلى أهمية دور خطباء المساجد في صلاة الجمعة في توجيه النصيحة للجميع للقيام بمثل هذه الزيارات المباركة والحث عليها وما لها من اجر وثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى حيث إن خطباءنا الفضلاء يطالهم العتب في تقصيرهم تجاه هذه القضية الحساسة.
هذه الزيارات اخواني لا تقتصر على المشاهير فقط بل أي فرد يعيش في مجتمعنا السعودي المعروف بشهامته ومده ليد العون للجميع يجب عليه أن يقوم بزيارات للمراكز والمستشفيات التي يقع فيها تحت وطأة الآهات إخوة لنا في الإسلام والإنسانية ناهيك عما سيصاحب هذه الزيارة من الاجر والثواب من عند الله سبحانه وتعالى.
عن ابي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق اخاك بوجه طلق) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلوب منسية.. هو ما أحببت أن اضعه عنوانا لهذه الاسطر لأن تلك القلوب اتاها في دنياها ما الله به عليم من الألم والأوجاع (نسأل الله لنا ولهم العافية) قلوب تعتصرها الاحزان وكل دقاتها تبكي على احوال من تسكنها..! قلوب منسية في مجتمع مشهود له -والحمد لله- بالتماسك والمحبة للجميع ولكن ضعف في إدارة وقصور في جهات إعلامية أدى إلى أن تكون تلك القلوب منسية وتعيش في حياة يملأها الوهم؟
ختاماً احبتي كل الفئات التي ذكرت هم آبناؤنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وكذلك اطفالنا واقاربنا ونحن مسؤولون عنهم يوم القيامة، والدول اعزها الله في ظل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سخر كل الامكانات لهم وبقي ان نساعد الدولة في دعمنا هذه الزيارات المتواضعة الثرية في واقعها النفسي والمعنوي عليهم لانهم باسم الحاجة لها فاعينهم تسترق النظر على باب غرفهم ليل نهار في انتظار الزائر الذي يخفف عنهم مصابهم الجسدي والنفسي قال الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث: (خير من الدنيا وما عليه سرور تدخلها إلى قلب مسلم).
bandr611@hotmail.com