إن معادلة الشيء بالشيء يأتي وفق الأسس والقواعد التي تبني عليها أي منظومة، والمعادلة بصفة عامة تأتي وفق ما يتقص المنشأة أو المنظومة وفي الآخر تقديمها للمنافس!
الإعلام حتى كتابة هذه المقالة لم يوفق بتقديم أي رؤية جديدة إلا القليل جداً، برامج متشابهة تختلف مسمياتها وتتوافق بأفكارها، نحن نفتقد ويفتقر إعلامنا إلى توجهات البرامج المفيدة والتي تستفيد منها الأسرة وتنعش رؤية الفرد بالمصلحة الذاتية والتي يبني عليها رؤيته وتكون محل الاهتمام بكيفية التعامل مع الجيل الحاضر والقادم من البرامج الحوارية والبرامج التي تكون لها صلة بالحراك اليومي ومتطلبات الحياة، البرامج الوثائقية من أهم البرامج الفكرية والتي تبث برامج بفقرات موثقة وحقيقية تُعطي للمشاهد الانطباع الحقيقي للتمعن والتفكير بأحداث مضت وأخرى لازالت بصداها متواجدة، تثقيف النفس بالاطلاع وتكريس المفهوم العقلاني بما ينقص الكثير لذلك، ونحن نشاهد الآن التنافس الموجود وبقوة بين القنوات الفضائية لعرضها بشهر رمضان المبارك، نشاهد الإعلانات والمانشيت في الصحف، وأيضاً الإعلانات بالقنوات الفضائية، كل هذه المقدمات لعرضها في الشهر المبارك، المشكلة ليست بكثرة البرامج أو المسلسلات، المشكلة تكمن ماذا يُعرض بالمسلسلات، يزعم القاص بوضع سيناريو ويكون حاصل بالمجتمع، روايات انبثقت أحداثها (خالف تعرف) لجذب المشاهد، وليس لها بالواقع أي صلة، أحداث درامية من سرقات وخمور وسحر وأمور مخلة والمشاهد يتمعن، ناهيكم عن وصل تلك الروايات بأحداث تكون واقعة بالمجتمع حسب إفادة المنتجين والروائيين!!!
ولا نعلم من أين أتى بتلك الأحداث ومجتمعنا بريء من تلك الخزعبلات التي تتمركز بمخيلة المنتجين، هل تعتقدون أن هناك من يعمل السحر للتفرقة بين الأب وأولاده من صنع الأم؟ هل تعتقدون أن هناك توافق عاطفي بين السائق والمرأة في المنزل؟ اسمحوا لي بأن تجاوزنا عن العرف المعتاد بمقالاتنا السابقة من مفردات غير مخلة للآداب ولكن ما نشاهده ونرى فتياتنا وأمهاتنا أمام تلك القنوات ولها تأثير ومردود بذلك ومن يخالف أو يكابر فهو ضحية لتلك المسلسلات.
التنافس يكون بوضع البرامج المفيدة بالشهر المبارك من مسابقات والبرامج الدينية والأحداث التاريخية والغزوات وتصويرها للمشاهد وهي تعكس مدى رؤية المنتجين لروحانية هذا الشهر المبارك بدلاً من عرض مسلسلات لا توافق التركيبة الاجتماعية من أعراف وتقاليد بعد صلاة التراويح من الحرمين الشريفين!
أي تنافس وأي إنتاج يتم ويبث تلك الروايات (الغازية للبيوت) والضحية نسائنا وأطفالنا!!
لا يخلو أي منزل إلا بوجود القنوات الفضائية وقليل جداً من نرى أن منزله يخلو من الأطباق الفضائية، أكثر من 200 قناة تبثها الأقمار الصناعية (العربية)، قنوات تعددت، ربحية، والتنافس بالمادة موجود منذ القدم، المنتجين سخروا وقتهم بالمسلسلات التي لا يستفيد منها المجتمع بأي شيء، ويؤسفني أن تلك الاجتهادات ليتم عرض المجهود في الشهر الفضيل.. نحن لا نعلم ماهية الفائدة بعرض تلك المسلسلات في شهر رمضان فقط؟
ولماذا شهر رمضان هو الشهر الوحيد التي تتم فيه المنافسة بين القنوات (كلٍ يقول الزين عندي!!)
الإعلام المرئي من أفضل الرسائل التي تكون مفيدة للمجتمع إذا وظفت برؤية مفيدة، برامج حوارية للشباب لا توجد، برامج أسرية لا نجدها في قاموس أصحاب القنوات، برامج لا نجد لها أي رؤية حقيقية، برامج غربية نشاهدها في منازلنا، نشاطها غربي وهنا نجد الغزو الفكري بعينه!
نحن نعيش بأجواء العالم بحلوه ومره، نشاهد ونتأسى بالأحداث والكوارث، نسعد برؤية الإنتاج المفيد وهو يحل علينا من الغرب، نرحب بكل ما يستفيد منه المجتمع فنحن جزء من العالم.
أما أن يستفيد المنتج أو الروائي بالأمور المادية والضحية مجتمعنا فهذا لا يرضيه الدين قبل كل شيء.
s.a.q1972@gmail.com