Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/08/2009 G Issue 13477
السبت 01 رمضان 1430   العدد  13477
نهارات أخرى
الشجاعة في محاربة الإرهاب!
فاطمة العتيبي

 

(الشجاعة هي أم الفضائل؛ لأنه لو حُرم منها المرء فليس لديه ما يضمن تمسكه بأية فضيلة أخرى) صامويل جونسون.

** كلما انقض رجال الأمن الأشاوس على أوكار الإرهابيين تنفسنا الصعداء، وداهمتنا مشاعر المؤازرة والدعم والاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل أن يظل هذا الوطن نقياً من العبث الفكري والأمني..

لكننا وبعد أيام قليلة من أنباء الكر والفر الأمني على الإرهاب - نعود كمواطنين - إلى سابق عهدنا من التراخي في محاربة الإرهاب وقطع الطريق عليه في التمدد بين شبابنا..

نتساهل في جمع التبرعات ونتساهل في منح المتسولين والمتسولات الكثير من المال على الطرقات وبجانب المساجد والصيدليات، ونغدق بطمأنينة على بناء المساجد في السودان والبوسنة وندفع أموالنا إلى أشخاص نثق فيهم دون مبررات وحيثيات رسمية، فقط يكفي أن يطلق أحدنا لحيته ويقصر ثوبه ويأتي بصور وأشرطة فيديو لمبان خرسانية يصطف فيها الأطفال في هذا البلد أو ذاك، لنفرغ ما في جيوبنا دعماً لهذه المشروعات الخيرة، متناسين اننا بذلك قد ندعم بن لادن والظواهري وجماعتهم وقد نقوي وندعم أتباعهم في الداخل ليقتلونا بأموالنا.

إننا نحتاج إلى شجاعة حقيقية في التعاضد لوقف كل ما قد يقوي شوكة الإرهاب في الداخل والخارج، وليس من طريق لذلك سوى تقنين العمل الخيري وسعي الدولة لفرض رقابة صارمة على المتسولين الأفراد ومعاقبة حتى من يتعاطف معهم ويمد لهم العون مادياً، ويمكن أن يستعاض عن ذلك بأن يحمل كل منا في سيارته بعض الوجبات الغذائية المعلبة حتى لا يصد سائلاً، وحتى لا يكسر نفساً جائعة مع أن مشروعات تفطير الصائمين تملأ الشوارع.. إن ذلك وغيره وسائل شجاعة لتنقية العمل الخيري من الإرهاب وقطع المدد المالي عن هؤلاء المتربصين.

** تبقى الشجاعة الأكبر في محاربة الفكر الإرهابي والوقوف ضد تناميه، حيث إن اقتناء الأسلحة والانخراط في جماعات إرهابية هو مرحلة تطبيقية لأفكار ومعتقدات تبدأ صغيرة ثم تتطور لعمل إرهابي منظم.

وتلك تحتاج إلى وقفة أخرى.. كل عام والوطن ونحن في خير وأمان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد