Al Jazirah NewsPaper Monday  24/08/2009 G Issue 13479
الأثنين 03 رمضان 1430   العدد  13479
الرئة الثالثة
وقفات مع هذا وذاك!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

 

(1)

نريدُ ولا نريدُ

من الشباب:

* لا نريدُ شباباً يدمن العملَ إلى حد يجعله ينكر الراحةَ أو ينسَاها، فيظلمَ نفسَه، ويرغمَها الكَللُ على الملَلِ والبوار!

* ولا نريدُه يدمنُ الراحةَ، فيحرمَ نفسَه ما منحه الخالق، وما اكتسبه هو عبر السنين، ثم تحوّله البطالةُ الإرادية إلى ما يشبه بهيمة الأنعام.. لا بل قد يكونُ أضلَّ منها سبيلاً!

**

* نريدُه أن يعملَ.. ويشْقَى بعمله جداً وجودةً وأداء!

* نريدُه أن ينتجَ.. ويفرحَ بما أنتج عطاءً ومردوداً، ثم لينَلْ بعد ذلك من الراحة ما تمليه فطرةُ النفس.. وحاجةُ البدن!

**

* لسنا في حاجة إلى الاقتداء بالإنسان الغربي أو الشرقي، فنستوردَ منه أخلاقياتِ العمل وعاداتِه وضوابطَه! دينُنا الحنيف حافل بالقيم والضوابط والمثل الكريمة التي لو فعِّلت لكانت أقْومَ سبيلاً؛ لأنها تحضُّ على العمل، وتحبِّبُ فيه، وتدعُو إليه، والراسخُون في العلم والعمل يدركون أن هذا القول حقٌّ لا باطلٌ فيه!

**

(2)

عن (الرئة الثالثة) كرة أخرى:

* أحاول عبر (رئتي الثالثة) أن أتنفّسَ هواءً غيرَ ملوّثٍ ب(كربون) الهوى أو (غبار) اللغو الذي يشبه زَبَد البحر قبل أن يتفتَّت على صخر الحق والحقيقة! وأحاول في الوقت نفسه، أن أنْأى برئتي وقلمي عن (زفير) البحث عن الشهرة الذي تسمع له جعجعة ولا ترى طحناً! أقول هذا لا ادعاءً للفضيلة ولا تزكيةً للنفس، فالنّفسُ أمّارةٌ بالخطأ، لكنني أحترم ذكاءَ القارئ وعقلَه قَدْر احترامي لكلّ كلمةٍ يرسمُها قلمي على الورق، وبدون هذا أو ذاك، لستُ جديراً باحترام القارئ ولا وقته ولا حتى نقده!

**

* وأتذكر في هذا الصوب سؤالاً وجّه إليّ ذات مرةٍ عبر أحد اللقاءات الأدبية عن القصد بقولي: (أنني أتجنّبُ فيما أكتب (إشعالَ النيران) خلفي)، فقلت إنّ ما قصدتُّه هو التحذير لنفسي ألاّ تُفتَنَ بكتابات (ساخنة) هي أقرب إلى فرقعة صواريخ نارية مزيّفة تُحدِثُ دوياً بلا نُور ولا نار! وما أتمنّاه لقلمي هو أن (يُشْعلَ) في أصابعي قَبَساً من نور يُعطّرُ الحقيقةَ.. لا فتيلاً يُوقِدُ ناراً تُحْرقُ عطائي ولا تضيءُ!

**

(3)

القارئ.. وأنا:

* أعتز أن يربطني بالقارئ الكريم صراطُ ذو اتجاهين من التواصل عبر هذه الزاوية، وما تفرزُه بعضُ مُخْرجَاتها بين الحين والآخر عبر شبكة (الإنترنت) من ردود فعل متباينة الاتجاهات، بين مُشِيدٍ ببعض ما تطرحُه ونَاقدٍ للبعض الآخر، وكلُّ ما اطلعت عليه حتى الآن من تلك الردود والتعليقات يتّشحُ بشفافية خُلقيِّة جميلة إلاّ ما ندر، وهناك بالطبع (أغلبية صامتة) لا إلى أولئك ولا إلى هؤلاء، وإنْ كنتُ أنزعُ إلى تغليب كريم الظن بالقول إن (الصَّمتَ) قد يَعني القبولَ به، أو التأييد له، أو تعليق الاعتراض عليه، مع حَجْبِ التعبير عن ذلك لأسباب يقدّرُها كلُّ طرفٍ على حده!

**

* وهنا أود أن (أُفشيَ سراً) قد يثير عَجَبَ شريحة عريضة من القراء الكرام وهو أنني بدأت (مؤخَّراً جداً) أستعرض ردودَ الفعل على ما أكتب في هذه الزاوية، عبر (الشبكة العنكبوتية)، فيُبْهجني ما أقرأُ، سلباً كان أو إيجاباً، وأكادُ أجزمُ أن في أن بعض النقدِ لبعض مواقفي قدراً من الحق والحقيقة، وقد تكون ردّةُ فعل الاعتراضِ هذه ثمرةَ خَلَلٍ في فهم المقصود بما كَتبتُ، أُرجِّح أن يكونَ سَببُه في بعض الأحوال خَللاً في التعبير من جانبي، وليس قصوراً في فهم القارئ، وهذا أمر محْتَمل، ما دامت الغايةُ التي يَنْشدُها كلٌّ من الكاتبِ والقارئِ معاً هي تكوين فهم معرفيّ مفيدٍ للطرفين.

* ومهما يكن من أمرٍ، فإنّني أرحبُ بالقارئ الكريم متَصفِّحاً لما تنثره هذه الزاوية كل أسبوع، فإن راقَه شَيءٌ ممّا كتبتُ، ففضل من الله، وإنْ كان العكس، فاجْتهادٌ مني يحتمل الخطأ أو الصوابَ، وأرجو أن يكونَ لي في أيٍّ من الحاليْن نصيبٌ من الإحسان!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد