Al Jazirah NewsPaper Monday  24/08/2009 G Issue 13479
الأثنين 03 رمضان 1430   العدد  13479
طلاب السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود وتجربة ال «ut » تقنية ستغيِّر وجه العالم
د. فاطمة السلمي

 

كم نكون سعيدين ونحن نسمع بإبداع أو اختراع أو ابتكار في أي بقعة على وجه الأرض، ولكن سعادتنا تعظم وفرحتنا تكبر إذا كان هذا الإبداع أو الاختراع مصدره سعودي، وكان العالم أو المفكر سعودياً. ولكن ما هو حجم السعادة والفرحة ونحن نرى هذا الإبداع والتميّز مصدره شباباً سعوديين وطلبة يخطون أولى درجات السلم التعليمي الجامعي،

إنهم مجموعة من طلبة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود أبدعوا، بل تميّزوا في إصدار كتاب ال ut تقنية ستغيّر وجة العالم وهو الكتاب الأول من نوعه الذي ستضمه المكتبة العربية، حيث يشتمل على كل المعلومات الأساسية المتعلقة بتقنية ال ut والتي تعني اختصاراً لمصطلح ubiquitous technology أي التكنولوجيا في كل مكان بمعنى البحث في كيفية تطبيق التقنيات على مختلف جوانب حياة البشر سواء الحياة المنزلية والأعمال والطب والتعليم، إن ثورة ال ut آتية وفي جعبتها عجائب تخرج عن نطاق الحصر، فكما أذهلت السيارات والطائرات الأولى أجدادنا، وأدهشنا التلفزيون والفيديو لدى ظهورهما، ستقلب ثورة ال ut حياتنا رأساً على عقب.

إن أعظم ست قوى تكنولوجية على الساحة الآن: (الحاسوب، والبيولوجيا، والنانو، والبيئة، والثقافة، والفضاء) تكيّف نفسها وتتواءم لتحقق صيغة ائتلافية جديدة فيما بينها، تعرف باسم التقارب التكنولوجي convergence.

ليخرج علينا هذا التقارب بصيغة علمية جديدة اسمها: التكنولوجيا في كل مكان ubiquitous technology والمعروفة اختصاراً ب : ut

وسيحقق ذلك التقارب عائداً يفوق 40 تريليون دولار سنوياً، وستبرز ال ut من خلال الصناعات الجديدة، التي تتنامى في سرعة مذهلة، كسلاح أساسي جديد للمنافسة في القرن 21 . وسيظهر إلى الوجود جيل جديد من الجامعات والشركات والدول التي تمتلك تكنولوجيا ثاقبة تدعم بدورها أجنحة ال ut لتحقق نجاحاً فلكياً، بينما ستنام جامعات وشركات ودول أخرى مطمئنة لما بين أيديها الآن، وعندما تصحو ستجد أن العالم قد تغيّر من حولها.

إن تقنية ال ut تتحدانا على المستوى الشخصي، فستثير قضايا أخلاقية جديدة، وستغيّر من أساليب حياتنا اليومية، كما ستغيّر من الأسلوب الذي يتفاعل به أطفالنا مع الآخرين..... إنها بالفعل ثورة تطرق أبوابنا، ولن تدع أمامنا سوى خيارات تشترك كلها في صعوبة واحدة..... النظرة المستقبلية.

وفي كل مجال من هذه المجالات خصائص وتطورات إيجابية، لا سيما في المجال التعليمي، ولها القدرة على دفع المجتمع إلى مزيد من التقدم في ميادين التكنولوجيا ووسائطها الخيالية.

إذن تقنية ut تضم في طياتها كما ذكرت ست من التقنيات هي:

1- تقنية المعلومات IT

2- التقنية الحيوية أو التكنولوجيا الحيويةBT

3- تقنية النانو NT

4- التقنية البيئيةET.

5- التقنية الثقافيةCT

6- تقنية الفضاءST

أما التعرّف على هذه التقنيات فقد تم عرضها من قبل رواد ال UT وهم طلاب السنة التحضيرية الذين تجاوزا النطاق المحلي ليعتلوا المنابر الدولية، معلنين للجميع إبداع الطالب السعودي وتميّزه على المستوى المحلي والدولي..

وهم: محمد العبيلي - حسان القحطاني - عبد الرحمن الغامدي - عبد الملك الدوسري - حسام عالم - هشام غميجان - إبراهيم الجذلاني بدأ الطلاب شرحهم بعرض أحدهم تقنية UT واختتمها الطالب السابع بتقنية الفضاء ST وإن كان لفت انتباهي تقنية النانو NTوالتي تهدف إلى تحويل جميع ما يستعمل من أجهزة إلى أصغر ما يمكن، فبدلاً من استخدام حاسب حجمه كبير، يمكننا بفضل هذه التقنية أن نستخدم حاسباً ذا حجم صغير جداً.

فتقنية النانو وبكل بساطه ستمكننا من صنع أي شيء نتخيلة، وذلك عن طريق صف جزيئات المادة إلى جانب بعضها البعض بشكل دقيق وصغير جداً وبأقل كلفة ممكنة, فلنتخيل حواسيب خارقة الأداء يمكن وضعها على رؤوس الأقلام والدبابيس، ولنتخيّل أسطولاً من الروبورتات النانوية الطبية والتي يمكن لنا حقنها في الدم أو ابتلاعها لتعالج الجلطات الدموية والأورام والأمراض المستعصية.. وبصفة عامة كان عرض الطلبة رائعاً, شد أنظار الحضور الذين شدهم العرض المتميّز والرائع من قبل طلاب سعوديين لم تصل بعد أعمارهم إلى العشرين عاماً..

إن شدة إعجاب الحضور وتحمس من تأخر عن الحضور دفعهم إلى المطالبة بإعادة العرض، وهذا من النادر أن يحدث، بأن يطلب في مؤتمر إعادة عرض بحث أو ورقة عمل. ولكن تميّز عرض الطلاب دفع الجميع إلى طلب إعادته ونظراً لتنظيم فترة جلسات المؤتمر كم كنا فخورين كسعوديين ونحن نرى ونسمع كلمات الثناء والمديح تقدّم لأبنائنا طلبة السنة التحضيرية وكان الجميع على ثقة من أن ما وصل إليه أبناؤنا الطلاب من إبداع وتميّز لو أنه لم يقابل بالدعم المادي والمعنوي لمات في مهده. ولكن هناك أربعة عوامل داعمة لهؤلاء الطلاب:

الأول: الحراك التنموي الذي تمر به مملكتنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

الثاني: تشجيع ودعم معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان - الذي كان على تواصل مستمر هاتفياً مع رئيس الفريق د. أحمد الزهراني - فكان معاليه رغم أنه في إجازته السنوية إلا أنه تابع عرض أبنائه الطلاب لحظة بلحظة.

وكان سعيداً جداً بما حققه الطلبة من نجاح أذهل الجميع. كيف لا وهو الذي يسعى إلى دفع جامعته إلى مصاف الجامعات العالمية المتقدمة، مما جعلها بجدارة تحصل على المركز الأول محلياً وعربياً وإسلامياً وإفريقياً والمركز 197 على مستوى العالم..

الثالث: تشجيع ودعم عميد السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز العثمان الذي أولى الفريق البحثي اهتماماً كبيراً ومتابعة مستمرة.

الرابع: قفزة الدكتور أحمد بن عوضة الزهراني من تقنية المعلومات IT إلى تقنية UT وذلك خلال رحلته إلى اليابان، حيث استوحى فكرة ال UT وعرضها أمام طلابه مما أثار لديهم فضول البحث الذي تولّد عنه كتاب ال UT .

فهنيئاً لجامعتنا هذه الشخصيات الفاعلة التي أخلصت فأنتجت ومن إنتاجها أمثال هؤلاء الطلبة. ولكن من خلال هذه السطور أوجه تساؤلي للمسئولين في جامعتنا: نحن نعلم جميعاً أن أبناءنا الطلبة وجدوا من الدعم المادي والمعنوي ما جعلهم يصلون إلى هذا الإبداع والتميّز.

ولكن ماذا بعد هذا الإبداع والتميّز الذي لفت أنظار من في الداخل والخارج؟ وما هي نظرة أبنائنا الطلبة المستقبلية في هذا المجال؟ لا نريد إبداعاً وتميّزاً لا يكاد يلد حتى يموت في مهده، نريد رعاية دائمة واهتماماً كبيراً ودعماً متواصلاً حتى يكبر الصغير، وينضج الغض، وبذلك نحميهم من الذبول والتقاعس والتبلّد.

وطالما سواعد العثمان تقود جامعتنا، فالغرس بدأ يثمر، والآمال بدأت تتحقق وأكبر دليل على ذلك أن ما تم عرضه في هذه السطور ليس اجتهاداً مني، بل هو إبداع أبنائنا الطلبة وأنا دوري فقط نقل ما سمعت ورأيت ليس أكثر.

* جامعة الملك سعود - الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد