Al Jazirah NewsPaper Monday  24/08/2009 G Issue 13479
الأثنين 03 رمضان 1430   العدد  13479
عذاريب
كأن شيئاً لم يكن
عبد الله العجلان

 

يطلق المذيع التلفزيوني ابتسامة صفراء ساخرة حد الضحك قبل وأثناء حديثه عن مرض إنفلونزا الخنازير في فقرة من برنامجه وتتعلق بانتشار المرض في بعض الفرق السعودية, وكأنه يروي للمشاهدين نكتة أو موقفاً طريفاً أجبره على أن يظهر بصوته وصورته مستهزئاً أو مستخفاً بالمرض وبمن أُصيبوا به.. شفاهم الله وجميع مرضانا ورحم الله وغفر للمتوفى منهم.

ما بدر من المذيع يجسد بصورة أو أخرى نظرة الكثيرين لهذا الوباء الخطير, وطريقة التعامل معه وخصوصاً لدى بعض الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية، ففي الوقت الذي كانت فيه وزارة الصحة صريحة وشفافة وواضحة في تقاريرها وبياناتها وأرقامها المعلنة وتحذيراتها المستمرة، نجد أن مستوى الاهتمام في القطاعات المرتبطة بالتجمعات البشرية في المساجد والأسواق والمدارس والملاعب ما زال دون المستوى المطلوب، وتحديداً في جانب التوعية والوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة الكفيلة -بإذن الله- بعدم الإصابة به والحد من انتشاره..

على الصعيد الرياضي ها هي المباريات تُقام بحضور عشرات الآلاف من الجماهير دون أن تتخذ الرئاسة أي إجراءات توعوية أو تعليمات وقائية يتم اعتمادها والعمل بها داخل الملاعب والصالات.. حمى الله بلادنا وحفظ قادتها وشعبها من كل شر ومكروه.. وكل رمضان ووطن الخير بخير, تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال..

لا.. ولا!

اختلف مع الكثيرين المؤيدين للأمير عبد الرحمن بن مساعد في تغييره لأسلوبه السابق في التعامل مع أخطاء الحكام، وقولهم إن حديثه القوي ضد الحكم العمري في لقاء القادسية كان بمثابة الخطوة الاستباقية المهمة للدفاع عن حقوق فريقه الهلال، ومصدر اختلافي ليس لأن الحكم لم يرتكب أخطاء تستدعي إيضاحها والتنويه عنها من قبل الطرف المتضرر الهلال، وليس لأن الهلال لم يخسر الكثير بسبب أخطاء حكام وقرارات لجان، وإنما لأنني لا أريد لرئيس راقٍ بمكانته وأمير شاعر فذ بوعيه وثقافته وحضاريته أن يتخلى عن منهجه المثالي الرائع والقدوة المتبقي لنا في هذا الزمن المليء بالصراعات والأحقاد والإيذاءات والكراهية لمجرد مسايرة الآخرين في لغتهم وملاسناتهم الكلامية، وأن يكون حفظ حقوق ناديه عبر الممارسات القانونية والقنوات الرسمية.. وبعيداً عن الضجيج والتهييج الإعلامي كحال الكثير من المتأزمين في أنديتنا ووسطنا الرياضي عموماً..

في المقابل إذا كان رئيس القادسية عبد الله الهزاع مقتنعاً بما ذكره عن الحكم عبد الرحمن العمري وأنه جامل الهلال وظلم فريقه القادسية فهذه فضيحة بحقه كرئيس لناد عريق وكبير, وإذا كان يريد من خلاله الشهرة ولفت الأنظار واستخدام الهلال وسيلة للترويج عن نفسه وشتم الحكم لتبرير إخفاق فريقه فهو بذلك يكون قد سلك طريقاً شائكاً، واختار أسلوباً بكائياً سيدمر فريقه ويقتل أحلامه وطموحاته، بذات الطريقة التي تورطت بها أندية عديدة وما زالت تعاني من نتائجها العكسية المحبطة..

كنا نتمنى من الهزاع بعد أن أصبح القادسية في زحمة الأضواء أن يكون واقعياً منطقياً مقنعاً بدلاً من أن تتحول تصريحاته إلى سخط واستياء.. وتندر الجميع بما فيهم القدساويون أنفسهم، ثم لماذا انقلب فجأة وأمام الهلال تحديداً إلى شخص آخر حاد وعنيف في موقف كان فريقه هو المستفيد من أخطاء الحكم بإجماع المحللين الفنيين والنقاد المحايدين، في حين كان قبل ذلك مسالماً مستسلماً عاجزاً عن إيضاح ملابسات وخفايا وأرقام التنازل عن محمد السهلاوي، وصامتاً عن المطالبة بالمبالغ المستحقة رغم انقضاء المهلة المحددة لدفع الأقساط، وبالتالي لم يتمكن القادسية من الاستفادة منها قبل انتهاء فترة التسجيل الأولى للمحترفين؟!

أعود للتأكيد على أنه يحق لرئيس القادسية مثلما يحق لرئيس الهلال وغيره الدفاع عن حقوق أنديتهم والمحافظة على مكتسباتها ولكن بلغة لائقة وانتقادات صحيحة ومقنعة ومقبولة، وألا تكون انتقائية فتظهر فقط في مواقف محددة وأمام أندية بعينها حتى لا تفقد مصداقيتها وقيمتها ومعناها..

نزيف الاستثناء

عندما يكون هناك خلل في تطبيق الأنظمة سواء بالقرارات المتناقضة أو الاستثناءات غير المبررة، فمن الطبيعي أن تنشأ التجاوزات وتدب الفوضى ويسود الاحتقان ويكثر الجدل وتتعثر كل خطوات الارتقاء والتطوير، فتضعف بسببها المخرجات وتضيع معها الخطط والجهود والدراسات والتحركات وأيضاً المليارات..

الوضع يزداد سوءاً في المجال الرياضي، حيث الوضوح التام وكل ما يجري فيه يكون على المكشوف ويصعب إخفاؤه، وبالتالي تتأثر به وتتفاعل معه الملايين من الجماهير بصورة عفوية مباشرة، ولو نظرنا إلى القرارات التي اتخذت في قضايا متشابهة لوجدنا أن هنالك تناقضاً فاضحاً في المضامين وفي نوعية التطبيق بين ناد وآخر، الأمر الذي يولد الشحن الجماهيري ويمهد الطريق للمزيد من العنف والصدامات والتعصب، وانعكاس هذا على مستوى أداء الاتحادات واللجان والأندية والمنتخبات..

في الاستثناءات والتسهيلات التي يحظى بها دائماً نادي الاتحاد.. وأحياناً نادي النصر من قبل الأمانة ولجان الحكام والاحتراف والانضباط، أصبحت الجماهير تدرك حقيقة ما يدور، ولم تعد تنطلي عليها أكذوبة أن الهلال الفريق المدلل، بينما الواقع والوقائع أثبتت أنه الأكثر تضرراً حتى وهو يمثل المملكة خارجياً، ولنا في الاستثناء الأخير للاتحاد والسماح له بتسجيل لاعبيه على الرغم من وجود قضايا مالية لم تحل وكذلك عدم استكمال أوراق اللاعب التونسي أمين الشرميطي قبل انتهاء فترة التسجيل أكبر دليل على فرق المعاملة بين الأندية، وأننا أمام إشكالية تنظيمية مزعجة وخطيرة لا بد من الاعتراف بها ومناقشتها والعمل بجدية للخروج منها بقرار حازم يؤسس لمرحلة مقبلة ومنضبطة تكرس الالتزام وتمنح العدالة للجميع، وتنشر الوعي والاحترام..

***

- إذا كان اتحاد القوى بقيادة الأمير المحنك والخبير نواف بن محمد قد حقق فيما مضى إنجازات قارية ودولية مشرفة للوطن فهو اليوم مطالب بإعادة تنظيم وترتيب كافة أوراقه وخططه وبرامجه وأسلوب إدارته..

- نتمنى أن يكون المدرب بوسيرو استفاد واستوعب جيداً درس عمان الفضيحة..

- كل ما صدر من إدارة الدكتور خالد المرزوقي يؤكد تصريحاً وتلميحاً أن الاتحاد كان يُدار وفق أمزجة وقناعات فردية ومصالح شخصية..

- لماذا لا تحدد ألوان أطقم الفرق مسبقاً وفي وقت مبكر على كامل جدول وعموم مباريات الدوري كما يحدث في البطولات المجمعة..

- رئيس اللجنة ومثله رئيس النادي في إجازة خارج المملكة.. ومع هذا تأتي القرارات والبيانات بإمضائهم والتصريحات على ألسنتهم.. إنها الصلاحيات المفتوحة والسلطة المطلقة.. والإدارة باحترافية!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد