Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/08/2009 G Issue 13480
الثلاثاء 04 رمضان 1430   العدد  13480
أهكذا نستقبل الكرام؟!
السيد خضر

 

ها هو الشهر الكريم، والضيف الكريم يحل علينا، - لا حرمنا الله مجيئه على كثرة ذنوبنا وفيض خطايانا. حل رمضان - بإذن ربه على ديارنا يحمل بين أردانه عظيم الهدايا ونفيس العطايا؛ فهو شهر أخبرنا عن كرمه نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في حديث رواه البخاري (.. عن سعيد بن المسيَّب عن سلمان قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، من تقرَّب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن. من فطَّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار، وكان مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء. قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطَّر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. من خفَّف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار. واستكثِروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم؛ فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه. وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوذون به من النار. ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة..)

شهر رمضان جاء وهو يحمل لنا كل هذا الخير، أفلا يليق بنا ونحن نستقبله أن نستحي من الله الذي أرسله إلينا، بل وخصنا به نحن المسلمين كرماً منه تعالى وتفضلا إذ نستقبله وقد شحذت غالبية فضائياتنا همتها لتستقبل ضيفنا حاملا هداياه تستقبله باللهو الفارغ، والعري الفاضح، وخبيث النوايا بالتركيز كل ما يثير الشهوات ويهيج الغرائز، وتخص نشاطها برمضان وكأن الصوم لن يقبله المولى إلا إذا تابعنا هذا السيل الجارف من البرامج التي تستخف أول ما تستخف بديننا وشريعتنا، والمسلسلات التي تمثل كل ما هو قبيح بداعي التثقيف والتوعية، والذي انقلب على المجتمعات الإسلامية بأخبث ثمار: من نشر الرذيلة، وعموم الفساد بكل صوره وأشكاله.. والمتابع لأحوال البيوت يرى من آثار الفضائيات عجباً!! وإذا كان كل يوم يمر من عمر الإنسان يخاطبه حين يبزغ فجره (أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة..) فإن أيام رمضان كسائر أيام الله، بل من أفضل الأيام: ماذا سنقول لها وقد أضعناها أمام الفضائيات بما لا يفيد، ولم نغتنمها لنندم يوم لا يفيد الندم!!

فيا أهل الفضائيات: اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.



alsaid-55@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد