Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/08/2009 G Issue 13481
الاربعاء 05 رمضان 1430   العدد  13481

السرقة الحلال
د. عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

قال أبو الطيب المتنبي يهنئ سيف الدولة بعيد الفطر:

الصَّومُ والفِطْرُ والأعياد والعُصُرُ

منيرة بك حتى الشمس والقمرُ

تُرِي الأهلّة وجهاً عم نائلهُ

فما يُخصُّ به من دونها البشرُ

ما الدهر عندك إلا روضة أنفُ

يا من شمائله في دهره زهرُ

ما ينتهي لك في أيامه كرمٌ

فلا انتهى لك في أعوامه عمرُ

فإن حظك من تكرارها شرفٌ

وحظُّ غيرك منها الشيبُ والكِبرُ

يقول أبو الطيب: الصوم والفطر والأعياد والعصر ومعها الشمس والقمر منيرة وفرحة مسرورة بسيف الدولة؛ وحتى الأهلة أخذت من نور سيف الدولة الذي لم يخص بفضله الخلق وحدهم بل وصل الشمس والقمر؛ والزمان الذي فيه سيف الدولة هو روضة أنف - لم ترع - وأخلاقه زهرها؛ وأن لا ينتهي له في أيامه كرم وأن لا ينتهي له في أعوامه - زمانه - عمر أي لا ينقضي له أجل، كما أنه ينقضي له فيه كرم وفضل، وتكرار الأعوام على سيف الدولة يزيد شرفه وعلوه، كما يزداد غيره شيباً وهرماً. لقد قال أبو الطيب هذه الأبيات يهنئ بها صاحبه سيف الدولة بعيد الفطر قبل ألف عام.

وهذه الأبيات لو نظرنا إليها من ناحية زمانية لوجدناها تحدد لنا ماهية الزمن والذي هو عبارة عن تكرار لظواهر طبيعية مصحوبة بظواهر دينية اجتماعية معتمدة على عملية حسابية لظواهر طبيعية.

نقول مع اعتذارنا لأبي الطيب: سنأخذ أبياتك هذه ونطبقها على حالنا في المملكة ونحن في شهر الصوم لعام 1430هـ، فنجد أننا في بحبوحة من العيش وطمأنينة أمنية، وترقب لمستقبل زاهر، فهاهو ملكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز قد وضع خطواتنا في سبيل التقدم العلمي والمعرفة حيث عمت الجامعات العلمية كل مناطق المملكة والتي ستتوج ذلك بعد عيد الفطر بافتتاح أهم جامعة في المملكة هي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وإن نسينا فلن ننسى دور صاحب السمو الملكي ولي العهد سلمه الله في هذا المجال. والمعروف أن الدول لا يمكن أن تتطور علمياً وصناعياً واجتماعياً إلا بوجود الأمن والحفاظ عليه، وهذا ما يقوم به صاحب السمو الملكي النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أطال الله في عمره. إن صومنا وفطرنا وأعيادنا وزماننا منيرة بأفعال ولاة أمرنا أطال الله في أعمارهم وسلمهم من كل مكروه لتستمر مسيرة التقدم والاعتزاز بالوطن وبالنفس.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد