Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/08/2009 G Issue 13481
الاربعاء 05 رمضان 1430   العدد  13481
لغة الأرقام تتكلم
بقلم: خالد المالك

 

عودنا عبدالله بن عبدالعزيز على أن يتعامل مع مواطنيه بلغة الأرقام، بعيداً عن الكلام المعسول الذي لا يستند إلى منجز حقيقي تراه العين ويستفيد منه الإنسان، وبخاصة حين يخلو من المصداقية ومن التطبيق الملموس.

وعودنا - أبو متعب - على الوضوح والصدق والشفافية وممارسة أقصى ما ينبغي أن يبذل من جهد لتحقيق آمال مواطنيه بالسرعة الممكنة والكفاءة العالية، وحيثما كانت هناك حاجة لمشروع يلبي حاجة المواطنين.

وعودنا أيضاً على ترجمة قناعاته ورؤاه في بناء مجتمع متحضر ودولة عصرية ومواطن قادر على العطاء والمشاركة الفاعلة في إقامة المشروعات العملاقة التي توفر الخير للوطن مع ما يحتاج إليه المواطن ضمن سياسة حكيمة تنسجم مع ما عرف عنه من حب وعاطفة نحو مواطنيه.

***

مناسبة هذا الكلام عن خادم الحرمين الشريفين ما فاجأ به مواطنيه حين أصدر قراره التاريخي بإنشاء أربع جامعات جديدة لتنضم إلى ما يزيد على عشرين جامعة أنشئ ما يزيد على اثنتي عشرة منها خلال فترة حكمه.

وحين أقول إن لغة الأرقام تتكلم، فأنا حينئذٍ أتكلم عن إنجازات هائلة ومشروعات عملاقة أراها أمام ناظري وقد تبناها وأمر بها الملك برؤيته وحكمته وسداد رأيه وحرصه على أن يكون وطنه ومواطنوه على النحو الذي رسمه في ذهنه منذ مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية.

فكانت الجامعات الأربع الجديدة التي سوف تمتد على خريطة الوطن على شكل مشاعل خير ونماء، وفي تفاعل جميل ووفاء غير مسبوق بين القيادة والشعب.

***

كانت هدية عبدالله بن عبدالعزيز لشعبه أكبر وأهم من أن تختصرها أو تختزلها كلمات خجولة مني، وهي في عمقها ودلالاتها ومعانيها وتأثيرها إنما تمثل منعطفاً تاريخياً جديراً بكل منا بتأمله والتوقف عنده وسبر أغوار فائدته وجدواه على مسيرة التعليم في بلادنا.

والجامعات الأربع الجديدة في الخرج والمجمعة وشقراء والدمام، إذ تضاف إلى ما سبقها، فقد جاءت وكأنها حلم جميل، وكأننا أمام شيء من خيال، إذ إن التخطيط لها ودراسة إمكانية إنشائها كانت مفاجأة سارة لم تتسرب أي أخبار مسبقة عنها.

وهكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز من تسبق أعماله وأفعاله أقواله في كل حين، ومن إذا قال فعل، حيث لا يتردد في أخذ القرار المناسب الذي يلبي آمال مواطنيه ومتطلباتهم.

***

كنت - بالمناسبة - مساء أمس في حوار هاتفي عابر مع مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، تحدثنا طويلاً عن هذا المنجز التعليمي الجديد، قال الدكتور العثمان إن التاريخ سوف يسجل لولي الأمر هذا الإنجاز التنموي الشامل لصالح المواطن البسيط في قطاع التعليم العالي.

وزاد الدكتور العثمان: خلال خمس سنوات يمكن إيجاز ما تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بلغة الأرقام هكذا: جامعة كل ثلاثة أشهر، وخمس كليات كل شهر، وثمانمائة مبتعث كل شهر، ورفع عدد المحافظات والمراكز التي يخدمها التعليم العالي من 15 محافظة ومركزاً إلى أكثر 86 محافظة ومركزاً.

وهكذا لم تبق لنا لغة الأرقام ما يمكن أن نقوله عن هذا الحدث التعليمي المهم، فهي أصدق من أي كلام، وأقرب إلى الإقناع من أي محاولة أو مشاركة أخرى، وهي الأبقى والأصح عند من يرغب في وضع اليد على موقع الإنسان ومعرفة دوره الذي يطمئن إليه ويعتمد عليه في خدمة الوطن والمواطنين.

* * *

والجامعة الأم - جامعة الملك سعود - ظلت حاضنة للتعليم العالي، ترسم الخطط وتتبنى الأفكار، وتتعاطى مع أفكار وزارة التعليم العالي بأسلوب منفتح وتناغم في الرؤية وحرص على أن يمتد التعليم ما بعد التعليم العام ليشمل كل مدن المملكة وقراها.

وفي إعلان جامعة الملك سعود بعد صدور الموافقة السامية على الجامعات الأربع جاء تفسيرها لهذا الحدث المهم سريعاً وواضحاً، بأن إنشاء الجامعات سوف يوفر فرص القبول النوعي لأبناء الوطن وبناته في هذه الجامعات من جهة وتوفير فرص وظيفية لأبناء المحافظات والمراكز وبناتها للحد من الهجرة إلى المدن الرئيسية من جهة أخرى، والأهم أن جامعة الملك سعود ترى أننا في هذه الخطوة، إنما نحد من تضخمها في مقرها الرئيس وتخفيف عدد الطلاب وعدد الكليات بشكل يتفق مع معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي والريادة البحثية.

وقد كلف الاستعداد لتجهيز مبان لهذه الجامعات ما يربو على أربعة مليارات من الريالات، وقع عقودها وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ما يعني أن جامعة الملك سعود أنشأت وأعادت هيكلة 54 كلية جامعية مرتبطة بمتطلبات سوق العمل في أكثر من عشرين محافظة ومركزاً بمنطقة الرياض، وهذا عمل وإنجاز وحدث فوق التصور، لكنه - غير ذلك - في عهد عبدالله بن عبدالعزيز.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد