Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/08/2009 G Issue 13482
الخميس 06 رمضان 1430   العدد  13482
رهيب وأخواتها
علي الخزيم

 

تساهم إعلانات تسويقية لكثير من المنتجات في تشويه اللغة العربية بتغيير أو قلب معاني المفردات والأسماء، ويتلقاها الصغار والناشئة فيرددونها مسلّمين بصحتها على قدر استيعاب قدراتهم اللغوية غير المكتملة، ولا ذنب لهم وهم يضعون الثقة في الكبار القائمين على المؤسسات الإعلامية والصحفية ووكالات الدعاية والإعلان والتسويق ممن يفترض فيهم حرصهم على بقاء اللغة صحيحة نقيّة بقدر المستطاع والممكن.. غير أن الحاصل عكس هذا؛ فالتسابق واضح تجاه ابتداع كلمات أو وضعها في مكان خاطئ وسياق مختلف لجذب انتباه فئات من المستهلكين لمنتجاتهم كقولهم: البطاطس الرهيبة، والشوكلا الفتَّاكة، وهناك خلط من صنف آخر حينما ظهر على شاشة التلفاز ناقد رياضي يمتدح لاعباً بارزاً بأنه لاعب (مخضرم) وكررها مراراً في سياق المدح وإجادة فن اللعبة وقارنها بكلمة (ماهر) في حين أن لها مدلولاً آخر مختلفاً، وآخر يصف لاعباً بأنه أسطورة والأساطير لها معنى مختلف تماماً. ونسمع في احتفالات افتتاح بعض المشروعات خطباً تصف هذا المشروع وما قام به المسؤول عنه بأنه عمل (جبَّار) فتكون الكلمة قد استخدمت في غير موضعها ولغير غرضها اللغوي، وما زلت أسمع من يقول إنه يلتزم بالمواعيد بطريقة (بشعة) أراد أن يقول إنه دقيق في مواعيده، وهو بذلك غير بعيد عن من يقول: (ريثما أنك موافق إذن وقّع العقد)!! ومن يراقب أسماء المحلات التجارية والمطاعم ونحوها سوف يسجِّل جملة من الملاحظات التي تكفي لإجراء دراسات وتوصيات مهمة بهذا الشأن، أما التنفيذ فمشكوك فيه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد