Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/08/2009 G Issue 13482
الخميس 06 رمضان 1430   العدد  13482
ما بعد العطسة جلسة!!
صالح الفالح

 

مع اتساع دائرة انتشار مرض إنفلونزا الخنازير وارتفاع عدد الحالات المصابة بالمرض ووجود وفيات نتيجة إصابتها به باتت تساور الكثير الشكوك وتغشاهم (الظنون) ويدب في نفوسهم الخوف وشيء من (الوسوسة) والقلق خصوصاً عندما تزورهم حالة إنفلونزا حتى ولو كانت عادية أو خفيفة بأنها بوادر إصابتهم بالمرض ما يجعلهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها وتنقلب حالهم رأساً على عقب بسبب الجهل وغياب المعلومة والثقافة بماهية المرض وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه، رغم أن وزارة الصحة قد كثفت من نشاطها التوعوي والإرشادي منذ دخوله المملكة.. واكتشاف حالات مصابة بالمرض حتى إن (بعضهم) عندما تداهمه حالة مفاجأة من الرشح والعطاس تجده لا يلتزم ولا يتقيد بالتعليمات الصادرة والمطلوبة من أجل صحته وسلامة غيره من المخالطين والمجالسين معه..!

ذات يوم وعندما كنت في إحدى الدوائر الحكومية (الخدمية) انتظر الانتهاء من فك أسر معاملتي بعد أن حجزتها وعطلتها (البيوقراطية) وإذا بأحد الأشخاص يدخل المكتب متأبطاً ملفه لإنهاء معاملته وكانت عطساته تسابق كلماته التي بالكاد تسمعها وأرنبة أنفه التي غدت مثل (الطماطم) وأصبحت كالإشارة الحمراء! وما أن أخذ مكانه ضمن المراجعين حتى توالت عطساته القوية تنشر الرذاذ وكأنه يوزع المرض بالمجان دون أن يضع كماماً على وجهه أو على الأقل (يتلطم) بشماغه لكنه لم يكترث بذلك ولم يبال بالجالسين حوله - ولم يعيرهم أدنى اهتمام! وعندما أحس بأن كل من حوله بات متضايقاً منه وأنه قد يحمل عدوى المرض وقد تنتقل لهم منه بادرهم بقوله: (اطمنكم يا شباب ترى ما بي مرض انفلونزا الخنازير بس شوية رشح وكحة..!) لتشتد بعد ذلك لديه عاصفة العطاس والكحة القوية مخرجا من جيبه (فتافيت) مناديل في محاولة منه إيقاف هذه العاصفة الهوجاء التي هبت (برذاذها) المتطاير على كل الحضور عندها لم يجد كل من في المكتب إلا (النحشة) والهروب بجلدهم وأنا معهم من هذا الشخص (المعدي) خشية أن تصيبهم منه نصبا وكأن لسان حالهم يقول: (ما بعد العود قعود) - عفواً (ما بعد العطسة جلسة!!) وما كل عطسة عطسة! (ودرهم وقاية خير من قنطار علاج..) وقانا الله وإياكم من كل الأمراض ما ظهر منها وما بطن وأدام على الجميع الصحة والعافية والسلامة الدائمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد