اطلعت على ما خطه الرسام المرزوق، في جريدة الجزيرة عدد 13468 الذي يظهر فيه أحد المتسوقين، يقول لصاحبه: (مع أن المواد الغذائية متوفرة بالأسواق بشكل كبير إلى الحين أسعارها طايرة.. أجل وين التنافس بين هذه الأسواق لكسب الزبائن؟) فيرد عليه قائلاً: (هم بينهم تنافس!! بس بينهم تنافس على من ينظف جيب المستهلك أول!!) نعم هذا صحيح، ما دام المتسوقون يتزاحمون بالمناكب، عند مداخل هذه الأسواق، وعند مكائن التسديد، وكأنها توزع بضائعها بالمجان. فلماذا إذن يتنافسون فيما بينهم؟ أن الذي يتحمل مسؤولية استمرار ارتفاع الأسعار، هذا المتسوق الذي لا يتقن سوى لغة التذمر والتشكي، وإلقاء التبعية على الآخرين فقط. أما التاجر فماذا يضيره هذا النقد والتشكي، وبضاعته مشتراة، وبالسعر الذي يريده. نحن في حاجة إلى إعادة النظر في ترتيب أولوياتنا فيما يتعلق بالمشتريات، فليس من المبالغة أن أكثر من 50% من المشتريات، هي من الكماليات. فمتى كان لدى المستهلك الوعي الصحيح باحتياجاته، فإن في إمكانه التكيف مع غلاء الأسعار، وإليكم هذا المثال: شخص اعتاد على شرب اللبن سبع مرات في الأسبوع، وحينما زيد في سعره خفضه لست مرات، هل يضره ذلك؟ وهل سيتأثر دخله كثيراً بمثل هذه الزيادة؟ وقس على ذلك بقية المشتريات. عندها ستجد التجار، وأصحاب المحلات الكبيرة، يتسابقون في خفض الأسعار ويتنافسون في العناية بجودة بضائعهم، وذلك لاستقطاب أكبر عددٍ من المتسوقين. وبغير ذلك ستظل الأسعار على حالها، بل هي للزيادة أقرب.