Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/08/2009 G Issue 13482
الخميس 06 رمضان 1430   العدد  13482
ميثاق المهنة الإعلامي: نشر الفضيلة والتحذير من الرذيلة

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إشارة إلى ما تطرَّق إليه الأستاذ حمد القاضي في موضوع (هذا هو الحل لردع هذه القناة وأمثالها في قضية الشاب المجاهر بالمعصية) في العدد (13470)، أشكره على طرحه الجميل. لقد أصبحت الوسيلة الإعلامية أيا كان نوعها، وسيلة موصلة للرسالة، من خلال ما تحمله من توجُّه إعلامي ومبادئ وقيم، فصار العالم من خلالها شبيهاً بالقرية الصغيرة، وعلى هذا زادت المنافسة على استقطاب الجماهير، على ضوء ما يبث ويسطر من مقالات وبرامج تستهدف كل الفئات العمرية، وإن الأمانة والمسؤولية تقتضي تعزيز ميثاق المهنة، بدعم القيم والأخلاق بعيداً عن اللهو والفحش والتفحش، وتثبيت مسلَّمات العقيدة وثوابت الشريعة بدلاً من التشكيك فيها، وتعزيز الأمن الأخلاقي والاجتماعي والفكري بعيداً عن الإخلال فيه، مع تقوية الغيرة وإطفاء الغريزة، والمحافظة على اللباس الساتر، ونشر الأخلاق الفاضلة بعيدا عن ترويج من لا خلاق لهم { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور 19. الانحراف وإعلان الفاحشة، بحجة حرية الفكر والممارسة، عاقبته وخيمة؛ فمن سَنّ سُنّة سيئة فعليه وزرها ووزر مَن عمل بها، هذه الانحرافات تولد ضغوطا نفسية واجتماعية.. المأمول تعزيز العلاقات الطيبة بعيدا عن العلاقات المحرمة، وإن المحافظة هي الحضارة والتطور لا كشف ما يجب ستره، هذه السلوكيات المرفوضة، والإشغال عن القضايا المصيرية، يؤخران التنمية والبناء، والإعداد والتخطيط للمستقبل، وهما خرق لسفينة المجتمع والأمة، وترويج للفساد والمفاسد، والمركبة مسؤولية الجميع، وإذا كثر الصلاح وشاع فلا مكان لاضطراب الأخلاق، وإن احتمال الأذى من أجل سلامة أمن المجتمع الأخلاقي والاجتماعي مزية من مزايا تعاليم ديننا، ووضع الكف بالكف، وبذل المعروف، والمكاتبة والمراسلة، والتواصي والمناصحة، هذه من سبل العلاج والوقاية، والمحافظة على أمر الله واجتناب نهيه وملء الفراغ والدعاء بالعصمة، وصدق اللجوء مع إخلاص النية، والبُعد عن مواطن الشبه، وتقويم من لديه اعوجاج، والاستبدال بالنافع المفيد، والاستبدال بالحلال غنية عن الحرام، كل هذه داعمة للنجاة بإذن الله؛ فأمن الأخلاق والقيم يتحقق بالتكاتف والتعاون أمام الهجمات المتعددة على بلادنا وأخلاقنا، وقيمنا وديننا، وإن تعزيز البرامج التربوية والدعوية، والحفاظ والمحافظة على الطاعة والاستقامة، ومحاصرة الفاحشة، وكشف أوكارها، بهذا تكون الحياة هادئة مستقرة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام، والأمل معقود على مجلس الشورى والمراكز التربوية والمؤسسات التعليمية، في البحث عن الأسباب والعلاج، ومن تلطخ بشيء من المجاهرة أو الصد عن سبيل الله، والبحث عن اكتساب الشهرة على حساب الحكمة من وجوده في الحياة، ونشر الرذائل، وتعكير أمن الأخلاق والقيم، ومعاونة العدو فعليه التوبة والندم، والسمع والطاعة، واحترام النظام المستمد من الإسلام؛ فميثاق المهنة وأمانة العمل يستوجبان الصدق وترجمة هوية الانتماء الدينية والوطنية، وإن صوت العقل يناشد القائمين على تلك الوسائل أن يحافظوا على الهوية الإسلامية والقيم العربية الأصيلة.

سعود بن صالح السيف - الزلفي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد