Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
موعد.. تلدغه عقارب الساعة

 

شعر - عبدالله الرشود:

أنا ما أخلَفْتُ

ميعادَكِ

يا حُبّي الوحيدْ

إنَّنِي

أخلَفْتُ ميلادَ

حَياتي مِنْ جَديدْ

وأنا أعتذرُ الآن

وأدري.....

أنَّ عذري.....

تافهٌ

أقبحُ من عُذْرِ البليدْ

آه لو تَدرينَ

كم أعددتُ نَفْسي لِلِّقَاءْ

وتخيَّلتُ

حِواراتٍ وهَمساتٍ وضِحْكاً وبكاءْ

وحَديثاً

ودموعاً طاهراتٍ كدموعِ الأتقياءْ

وعتاباً

تخنقُ الفرحةُ عن أنفاسِهِ

مَجرى الهواءْ

وكتبتُ النصَّ مرَّاتٍ كثير

وتطرَّقتُ إلى حَتَّى التفاصيلِ الصَّغيرهْ

وتمرَّستُ على حُسنِ الأداءْ

ولعبتُ الدورَ

آلافاً من المرَّاتِ

حتى

ملَّتِ المرآةُ

مني

وأعدت النصَّ

حتى

صارت الصورةُ -لو أنسى-

تُتِمُّ النَصَّ عَنِّي

غير أنِّي

غير أنِّي حين دقَّتْ

ساعةُ الموعدِ أصبحتُ جَبانا

فَجأةً

أَحسَسْتُ بالرَّعشةِ تجتاحُ الكيَانا

صِرتُ كالمَجنونِ

في كلِّ زوايا البيتِ

أجري وأدورُ

أشتُمُ الشُبَّاكَ

والبابَ

وأبكي وأثورُ

في فُؤادي مِرجلٌ يَغْلي

وفي سَاقي فُتورُ

صرتُ أحتالُ على نَفْسي

وأُزْجي

عقربَ الساعةِ

للخلفِ

لكي أرجي الزَّمانا

***

فاغفِري لِي

واعذُريني

إنَّنِي أقربُ من ذنبي إليكِ

وابعثيني مرةً أُخرى

فرُوحي ارتُهِنَتْ بين يديكِ

أو فخلّيني إلى الموتِ كما اعتدتِ

فكم قد ماتَ

عُشَّاقٌ لديك




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد