Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
رياض الفكر
السفير الجديد
سلمان بن محمد العُمري

 

سعدت وأنا أقرأ وأسمع عن البرنامج الجديد (عون) الذي أطلقته وزارة الخارجية عن طريق معهد الدراسات الدبلوماسية للسفراء الجدد، وذلك بتنظيم حلقات نقاش، هذه الحلقات التي يحضرها العديد من مندوبي الجهات الحكومية، والخاصة، ذات العلاقة بأعمال السفارات، أو علاقات المملكة السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والثنائية الخاصة.

هذا البرنامج يأتي مع مجموعة من البرامج والإجراءات الجديدة التي أعقبت لقاء السفراء العام قبل عدة سنوات بولاة الأمر، وقادة البلاد - حفظهم الله - وسمو وزير الخارجية، واللقاءات الإقليمية للسفراء السعوديين في الخارج، وتوج أيضاً بأداء القسم للسفير السعودي حديثا أمام خادم الحرمين الشريفين، والاستماع لتوجيهاته قبل مباشرة العمل.

وأعود للبرنامج الجديد (عون)، وقد نفذ منه حتى الآن (32) برنامجاً، وينعقد ليوم واحد بحضور السفير الجديد والسفير السابق، وهذه أولى المكاسب، إلى جانب مندوبين عن وزارات الشؤون الإسلامية، والتخطيط، والمالية، والتجارة والصناعة، والتعليم العالي، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية، وغيرها من الجهات، ويتداول الجميع القضايا والأمور ذات العلاقة في البلد الذي سيمارس فيه السفير مهامه، وهذه الفكرة الإيجابية بدأنا نلمس ثمارها في أعمال السفراء الجدد، وبشهادات الجهات ذات العلاقة من مؤسسات وأجهزة حكومية، وحتى على مستوى الأفراد الذين يتعاملون مع السفارات أو يضطرون إليها في بعض القضايا والمشاكل الفردية أو العامة.

لقد أسست وزارة الخارجية معهد الدراسات الدبلوماسية منذ ما يقرب ثلاثين عاما، وكان الهدف منه تأهيل وإعداد الموظفين الجامعيين للعمل الدبلوماسي في الداخل والخارج، وأتى هذا المعهد ثماره على مدى ثلاثين عاما، ولكن هذا التأهيل بمفرده - كما رأى القائمون على المعهد - لا يكفي، فحلقة النقاش والبرنامج الجديد الذي أعده المعهد (عون) هو برنامج خاص يدخل في صميم المشاكل الخاصة، وليس القضايا العامة، وقد يندرج تحت مسمى التدريب على رأس العمل، وإن كان هو أكبر من ذلك، لأن مفهوم الحلقات يختلف عن مفهوم التدريب، وإن كان الجامع بينهما طرح المعلومات والاستفادة منها.

لقد كنا في السابق نسمع عن سفراء محددين بما تميزوا به من أمور شخصية، قبل أن تكون رسمية، وعملية بكرمهم وشهامتهم ووقوفهم مع المواطن السعودي في قضاياه ومشاكله، وعدم استغلاله، ونصرته وحمايته من الظلم، وكانوا قلة، لكننا دائماً ما نتذكرهم، ونترحم عليهم، ومنهم السفير الأنموذج (أبو سليمان) الشبيلي - رحمه الله - وغيره من السفراء القلة آنذاك، أما الآن - ولله الحمد - فالحال تغير، وأصبحت السفارة كما أراد لها ولاة الأمر - حفظهم الله - مظلة لجميع السعوديين وبلا استثناء، والسبب في ذلك يعود - بعد توفيق الله - إلى ما يصدر للسفراء من توجيهات وتوصيات بالمواطن السعودي، ولا سيما في هذا الوقت الذي يوجد فيه أكثر من ثمانين ألف طالب وطالبة في الخارج، خلاف أبنائهم المرافقين لهم، وزيادة عدد السياح السعوديين في الخارج، ومن يقيمون خارج الوطن في بعض البلدان بصفة دائمة، أو مؤقتة لظروف اقتصادية أو اجتماعية.

وهنا لا أنسى ما نص عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في لقائه قبل عدة سنوات بالسفراء قائلاً لهم: (إن المواطن السعودي هو أول اهتماماتنا وعلى رأسها ثم يأتي موضوع العلاقات الثنائية بعد ذلك).

ولكن قبل أن أختم هذه المقالة، أود أن أؤكد موضوعا لا يغيب عن أذهان السفراء، ولا القائمين على البرنامج في وزارة الخارجية، ولا في المعهد الدبلوماسي، ألا وهو أن المملكة العربية السعودية شرفها الله بأن يكون فيها منطلق الرسالة، وفيها قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، وهي الراعي الأول لشؤون المسلمين في العالم، والقائمة على خدمة الإسلام والمسلمين، ولديها أكبر مطبعة في العالم لطباعة القرآن الكريم وتوزيعه مجاناً، وبذلت للحرمين الشريفين، كما بذلت لبيوت الله في الداخل والخارج آلاف المليارات، ويحمل علمها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويقوم نظامها وحكمها على كتاب الله، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور.

أقول: إن هذا الموضوع يجب ألا يغيب عن الجميع، فالنظرة للسفير السعودي في الخارج هي نظرة إلى سفير يمثل الإسلام والمسلمين جميعاً، وهو البلد الإسلامي الأنموذج، فيجب أن يكون حضوره وتفاعله مع المسلمين على وفق نظام البلد، وخصوصياته في الطليعة، ولا يسبقنا إليه أحد من أهل المذاهب الباطلة التي تدعي كذباً رعايتها واهتمامها بالمسلمين، وهي التي تشق صفهم في كل حين، ويجب أن نفوت الفرص على أمثال هؤلاء لئلا يلحقوا الأضرار بإخواننا المسلمين في الخارج.. وكان الله في عون الجميع.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد