Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
إستراتيجية التفكير الإيجابي
نوال خلف الشمري

 

ليس هناك من شيء أكثر استثماراً من التنمية والتعلم والتطور الذاتي، تنمية الذات هي صلب الإصلاح في النفس أولاً والأسرة والمجتمع ثانياً، ثم العالم ثالثاً، أتعلمون لماذا؟؟ لأن الإنسان عندما يكون سعيداً وناجحاً وقوياً في نفسه، فإنه حتماً يكون مصدراً للسعادة في أسرته وعنصراً ناجحاً في مجتمعه، ومن ثم أساساً مؤثراً في العالم..

المقصود بالتفكير الإيجابي (التفكير بطريقة مفيدة مع النفس)، الإنسان كما تفيد الدراسات يتحدث مع نفسه يومياً في حدود (5000) كلمة، وتفيد الدراسات أيضاً أن (80%) منها تكون سلبية!! (تخويف، تشاؤم، قلق، تردد، حزن)، لذا نجد أن الإنسان (السلبي طبعاً) كلما كبر في السن كلما ازداد هماً وقلقاً، وذلك لأنه كل يوم يزداد سلبية أكثر.. هناك أربع طرق في التعامل مع الآخرين وفق رؤية (كافيه) ذكرها في كتابه (الأولى أولاً) هي:

الطريقة الأولى: طريقة (on - on)، بمعنى أنا أربح أنت تربح. هذا الشخص يفكر دائماً في نفسه والشخص الآخر معاً..

الطريقة الثانية: (on-zero)، بمعنى أنا أربح أنت تخسر.

هذا الشخص أناني همه نفسه ويفكر في ربحه.

الطريقة الثالثة: طريقة (zero - on)، بمعنى أنا أخسر أنت تربح. الطريقة الرابعة: طريقة (zero - zero)، بمعنى أنا أخسر أنت تخسر.

هذا الشخص أينما يذهب يخسر ويخسر الآخرين، وهذه أسوء طرق التعامل.

هذه الطرق التي ذكرها (كافيه) زاد عليها د. صلاح الراشد بعداً خامساً على ضوء العقيدة وتعاليم الدين سماه البعد الإستراتيجي طريقة (on - on - on)، بمعنى أنا أربح، أنت تربح، المجتمع يربح.

نعم هكذا يجب دائماً أن تفكر وستجد نفسك إنساناً مثمراً ناجحاً سعيداً..

..التفكير السلبي هي تلك الرسالة الرافضة للتقدم والإنجاز والعمل، بسبب اعتقادها بعدم أحقيتها أو أهليتها للتنفيذ، وفي هذه الحالة فإننا سنرى أن التفكير السلبي يمنح مستقبلاً سلبياً ويعطي صاحبه مشاعر سلبية، لذا نجد أن الإنسان السلبي: هو المتشائم من دنياه، المتكاسل عن العمل، المتواكل على الآخرين، المتألم من ماضيه، المتذمر من واقعه، المتشائم من مستقبله!!

توجد الرسائل السلبية في حياتنا بفعل الأسباب التالية:

- ضعف الثقة بالنفس والقدرات.

- التجارب غير الناجحة (المحبطة).

- عقد المقارنات مع الآخرين.

- الميل الفطري نحو النقد السلبي.

- المطالعات الإعلامية التي تظهر العجز والفشل.

السؤال الآن كيف نتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر علينا وتداهم عالمنا، والإجابة عن ذلك تكمن في الآتي:

- الإيمان الكامل والرضاء المطلق بقدر الله وحكمه.

- بناء الثقة العالية بالنفس.

- تسجيل الرسائل السلبية المسيطرة في ورقة صغيرة.

- اختيار الرفقاء بعناية ممن يعززون الجوانب الإيجابية.

- البعد عن متابعة الإعلام خاصة الإخباري.

- مطالعة سير الناجحين والعظماء.

- التدقيق والمراقبة للتفكير وإقصاء كل سلبي منها.

- الثناء بمن ينشرون الفكر الإيجابي ونقل أفكارهم.

الإنسان الإيجابي

هو ذلك السعيد المستفيد من ماضيه، المتحمس لحاضره والمتفائل بمستقبله. ومن جمعت فيه هذه الصفات فقد جمع صفات الناجحين.

الإيجابي نشيط يعقد الأمر ويشرع في العمل الإيجابي ويقلب المحنة إلى منحة، والسيئة إلى حسنة، والسقطة يعتبرها تجربة، والمرارة فائدة، والشر خيراً..

الإيجابي عنصر فعال أين ما وقع نفع وتجد الحياة تنحاز له وتميل إليه، ومن سنن الحياة أن تميل للإيجابي ميل الجاذبية للأرض وذلك لأسباب أن الله قدر الحياة وفق سنن كونية لا تتغير، ومن ضمن هذه السنن أن الذي يرى النتائج ويعمل لها يحصل عليها. والقاعدة المجربة في ذلك (من جد وجد ومن زرع حصد).

..من سنن الله سبحانه وتعالى أن يعطي من يحسن الظن به. والقاعدة في ذلك الحديث القدسي (أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء). فالإيجابية ثورة في الفرد نفسه وفي الأسرة وفي الجماعة، هي ثورة إذا حلت قادت وحركت لها الوسائل، هي أن تبني بدلاً من أن تهدم، أن تغير بدلاً من أن تلاحظ، أن تكون عندك قوة المعلومة بدلاً من قوة الأسلحة، الثورة الإيجابية أن تبدأ بالنفس قبل الساعد واليد. إن الأمم التي تبني نفوساً هي التي تقود العالم، بينما الأمم التي تبني جسوراً وشوارع ومباني وحديداً فهي التي تخدم الآخرين. وأسوء من هذه وتلك هي تلك الأمم التي لا تبني نفوساً ولا جماداً..

الفرق بين (الإنسان السلبي) وبين (الإنسان الإيجابي) هو أن:

الإيجابي يبحث عن الحلول... أما السلبي فيبحث عن الأعذار.

الإيجابي جزء من الحل... أما السلبي هو جزء من المشكلة.

الإيجابي لديه خطة وبرنامج... أما السلبي فلديه تبريرات.

يقول الإيجابي دعني أقوم بالعمل... أما السلبي فيقول هذا ليس عملي.

يقول الإيجابي يبدو الأمر صعباً ولكنه ممكن... أما السلبي فيقول ممكن ولكنه صعب للغاية.

الإيجابي يرى حلاً لكل مشكلة... أما السلبي يرى مشكلة في كل حل.

قواعد التفكير الإستراتيجي

- اكتشاف المواهب.

- تحسين التفكير.

- توسيع نطاق تفكيرك والخروج من الدوائر الضيقة.

- تعلم إستراتيجية رمي الأحمال والهموم أولاً بأول.

- العمل على بناء الثقة بالنفس.

- ابتعد عن أحلام اليقظة البعيدة جداً عن الواقع.

وبذلك تنتقل إلى عالم التفكير الإيجابي الذي بدوره سيفتح لك آفاقاً جديدة تؤدي بك إلى النجاح والتطور.

همسة

علمتني الحياة ألا استخدم كلمة اليأس أبداً مهما حاصرني اليأس، بل أعلن التحدي والوقوف في وجهه، فما دام لي رب رحيم وكريم فأنا بخير.



al.3ta@windowslive.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد