Al Jazirah NewsPaper Friday  28/08/2009 G Issue 13483
الجمعة 07 رمضان 1430   العدد  13483
السلطة الرابعة
خبير شؤون الإدارة.. الحيزان يؤكد:
الأمريكي بيل جيتس كشف واقع الإداريين في الأندية الرياضية

 

إعداد : سامي اليوسف

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.

قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم

« عبدالرحمن الحيزان» فماذا قال..

* تحدثت في لقاء نشر في (الجزيرة) عن الأوضاع الإدارية بالأندية والاتحادات.. فهل نحن بالفعل نعاني من أزمة إدارة في المنظومة الرياضية، سواء في الأندية أو الاتحادات أو اللجان العاملة؟

- ليس عيباً أن نعترف بأننا نعاني عجزاً في الكفاءات الإدارية المتخصصة في كثير من المجالات المختلفة فيما يخص الرياضة، ولغياب الاستراتيجية الإدارية التي تهدف إلى إظهار التميز كوسيلة محققة للأهداف المستقبلية للأندية أو الاتحادات أو حتى اللجان المختلفة، وتكمن الخاصية الرئيسية الأولى للتميز الإداري في النظرة بعيدة المدى بعقلية متفتحة تملك القدرة الإبداعية والتخصص الدقيق والفلسفة التطويرية المتكيفة مع توجهات المستقبل واستشرافه بكل شجاعة ورؤى ناضجة، لكن واقع العمل الإداري في معظم الأندية والاتحادات ولجانها أصبح يحتاج الآن إلى إعادة تقييم وحسن استقراء وتجديد دماء لبعض المنتمين إلى المؤسسات الرياضية التي نشاهد فيها بعض الأسماء القديمة، وهي غير قادرة على مجاراة متطلبات التطور التحديث، ولا يمكنها قراءة واقع العمل الرياضي في خضم عصر العولمة الرياضية واقتصاديات المعرفة؛ وبالتالي لا بد من التغيير الإداري.

ولعل الأسطورة الاقتصادية الأمريكية بيل جيتس الذي أقال نفسه بعد النجاحات المتواصلة لمجموعة (مايكروسوفت) وهي في القمة وترجل عن سلم الشهرة أراد أن يكشف واقع معظم إدارات الأندية السعودية في ظل وجود مَن يتشبثون بأهداب المنصب ويعشقون كرسي الرئاسة وهم يقودون أنديتهم إلى الهاوية والانكسار غير قادرين على صنع النجاح، ومع ذلك منهم مَن تحنط على موقعه، هكذا كشفهم الأسطورة الاقتصادية؛ لأن التغيير ضرورة حتمية في أدبيات الإدارة المعاصرة، وهناك مقولة تتكرر: (تغيّر وإلا توقّع الفناء)!!

* في مؤلفك الجديد الذي صدر مؤخراً بعنوان (عصف الأفكار) تطرقت إلى غياب الاستراتيجية الإدارية الرياضية في قطاع رعاية الشباب.. فماذا تعني؟

- إن الاستراتيجية الإدارية هي العمل الأساسي في المؤسسة الرياضية وهي التي تمكنها من تحديد رؤية واتجاه وأهداف ورسالة الشباب؛ فالنجاح والتميز هما جوهر ولب الاستراتيجية والتفكير الاستراتيجي في أي نشاط رياضي؛ لذلك لا يمكن أن تستشرف المستقبل الرياضي دون عمل استراتيجية تقود المؤسسة الرياضية إلى عملية مستمرة لتنظيم وتنفيذ القرارات وتوفير المعلومات اللازمة وتنظيم الموارد والجهود الكفيلة بتنفيذ القرارات وتقييم النتائج بواسطة نظام معلومات متكامل وفعال.

* كتبت مقالة رياضية بعنوان (الرياضة والتفكير الاستراتيجي) وطالبت أضلاع المنظومة الرياضية (الأندية والاتحادات والقيادة الرياضية) بالأخذ بالتفكير الاستراتيجي كمنهج علمي.. فإلى أي مدى ترى تطبيق ما ترمي إليه؟

- التفكير الاستراتيجي كعملية منهجية هو الإتيان بأفكار إبداعية وابتكارية جديدة ومتميزه ترتكز على (ماذا نعمل؟) بدلاً من تركيزنا كإداريين على (كيف نعمل؟)؛ لأن أكثر ما يقع فيه الإداريون من أخطاء هو تركيزهم على ما يعرفونه نتيجة خبرتهم ومعرفتهم الطويلة؛ مما يؤدي بهم إلى الانتقال إلى الكيفية في أي عمل إداري؛ لأنهم تعودوا عليه أكثر من تعودهم على الابتكار والإبداع في العملية الإدارية، والتفكير الاستراتيجي لا شك يساعد في صياغة الاستراتيجية وصناعة العمل الخلاب عن طريق الرؤيا والبصيرة التي تكونت للمسؤول الأول من نوابه ووكلائه ومديري القطاعات ورؤساء الأندية والاتحادات؛ لذلك أتمنى الأخذ بهذا التفكير الاستراتيجي في المنظومة الرياضية.

* في إصدارك العلمي (عصف الأفكار) الذي يتحدث عن عصر العولمة واقتصاديات المعرفة والخصخصة وثقافة التغيير أشدت بالنجم الجماهيري الدولي السابق سامي الجابر وذكرت أنه مثال للشجاعة الرياضية.. فعلامَ بنيت رؤيتك حول النجم الشهير؟

- ثقافة التغيير في المنهج الإداري تتطلب - يا سامي اليوسف وليس الجابر - قيادة إدارية استراتيجية قادرة على استشراف المستقبل بكل شجاعة وثقة؛ لذلك اخترت النجم الكبير سامي الجابر لأنه يعد نبراساً للتغيير الذي يتطلب الشجاعة، وهذه الشجاعة اكتسبها من خلال خبرته والظروف والمعاناة والتجارب المتمخضة عن مشاركاته العالمية والعربية، سواء مع ناديه أو منتحب بلاده، وثقته بنفسه، إلى جانب تواضعه وثقافته الرياضية والعامة، فضلاً عن إجادته ثلاث لغات. وأعتقد أن إعطاءه وغيره من المتميزين الفرصة ليكون رئيساً وقائداً استراتيجياً لمجموعة عمل لوضع الاستراتيجية الإدارية الرياضية يعد خطوة إيجابية لرعاية الشباب.

* في التحقيق العلمي الذي نشرته (الجزيرة) حول غياب البحث العلمي عن منظومتنا الرياضية تطرقتم من ضمن الآراء المشاركة في الاستطلاع إلى أنه لا يمكن معالجة المشكلات الرياضية وتشخيصها إلا في قالب البحث العلمي كهدف استراتيجي.. فإلى متى نعتمد على الخبرة السلبية في معالجة القضايا الرياضية؟

- التفكير الاستراتيجي علم وفن رفيع يتحلى به القادة الاستراتيجيون، وهذا التفكير لا يعتمد بشكل مطلق على معايير الذكاء بل على مدى ما يستطيع العقل استغلاله من قدرات وإمكانات وطاقات كامنة واستثمارها في قوالب البحوث العلمية؛ لتعطي نتائج عملية مثمرة تنعكس على الواقع، سواء كان رياضياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً. إن البحث العلمي يعد من الجوانب المهمة التي تقود المنظومة الرياضية للتطوير والنهوض والارتقاء بأسلوب العمل بما يتماشى مع العولمة الرياضية؛ فمن بوابة البحث العلمي نستطيع معرفة المشكلات الرياضية وتشخيصها والكشف عن الأسقام؛ ومن ثم تحديد العلاج الناجع.

* تحدثت في إحدى مقالاتك عن أزمة الإدارة في الأندية السعودية وأنها تحتاج إلى عملية إصلاح مالي وإداري وطالبت بتطبيق آليات حوكمة الشركات كوسيلة لمكافحة الفساد في كثير من الأندية الرياضية..!

- العمل في الأندية السعودية يفتقر بشدة إلى روح العمل الجماعي؛ فالإدارة في جهودها تعني تنظيم نشاط بشري جماعي هادف، وتتسم بالخصائص الأربع، وهي: التنظيمية، الإنسانية، الاجتماعية، والهادفية. وأزمة الإدارة في الأندية تتمثل قبل كل شيء في الجهل التام بمبادئ ومفاهيم وصياغة الأهداف والاتفاق على الغايات والرسالة التي يسعون إلى تحقيقها. إن عملية الإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي لا يمكن أن تتفاعل كمنظومة عملية مع وجود الفساد، ويمكن مكافحة الفساد من خلال آليات حكومة الشركات؛ فآلية حوكمة الشركات تقضي على المثالب التي منها إساءة استعمال السلطة والواسطة والمحسوبية وحتى ممارسات اغتيال الشخصية، ولا إصلاح مع الفساد.

* يقول الإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريم: ما أخشاه على الإعلام الرياضي هو تيار التسول الرياضي وإرهاصاته في الأوساط الرياضية.. فما تعليقك؟!

- إذا كان مصدر هذا القول الجوهري رجلاً صاحب قامة إعلامية سامقة كالدكتور بدر كريم؛ فبالتأكيد أنه جاء بالقول المبين؛ فالتسول بدأ منذ أن دخل رجال العقار والمال بوابة الرياضة بلياقة فكرية ضعيفة بحثاً عن الإعلام وبهرجته حتى من النافذه!! التسول آفة اجتماعية يجب القضاء عليها قبل أن تستشري في الجسد الإعلامي الرياضي السعودي، وعندها قد ندلف في صراع بحثاً عن العلاج الناجع مثلما نبحث عن علاج أزمة إنفلونزا الخنازير!

* هل تؤيد تخصيص مدرجات نسائية في الملاعب والميادين الرياضية كما هو حاصل في الملاعب الأوروبية؟

- الإخوة الذين طالبوا بالمدرج النسائي كنت أتمنى لو طالبوا بدراسة العنف الأسري الذي يتجسد داخل العديد من الأسر؛ إذ نقرأ بين الفينة والأخرى أن هذا الأب قتل ابنته بسبب خروجها عن بعض العادات، وأن زوجاً أشبع زوجته ضرباً، وآخر طلق زوجته لأسباب مختلفة تنضوي تحت مظلة العنف الأسري، والجميع يدرك خطورة ذلك لو تحقق، والغريب أن الكثير يدرك تماماً أن معظم الجماهير من الرجال خرجوا عن النص في ظل غياب الوعي والثقافة السلوكية، فكيف إذا كان هناك عنصر نسائي؟! الأكيد أن الشق سيكون أكبر من الرقعة.

* ماذا تقول لهؤلاء:

** الأمير عبدالرحمن بن مساعد:

نموذج للمسؤول الهادئ المتزن الواعي الذي يملك عقلية إدارية ناضجة ورؤية علمية رصينة، يقود هلاله إلى معركة تطويرية في مختلف الأنشطة، وكم نحتاج إلى مثل هذه النماذج الإدارية الراقية في الوسط الرياضي.

** الشيخ عبدالرحمن بن سعيد:

على الرغم الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى من ثلة لا تدرك أبعاد ما كتبوا عن الرمز الكبير، يظل شيخ الرياضيين قامة عملاقة يشهد لها التاريخ والجغرافيا والإحصاء بدورها الريادي الأحادي، وهذا يكفي!

** الدكتور صالح بن ناصر:

من الكفاءات الإدارية المرصعة بالخبرة والعلم والبصيرة، وأبو أحمد بالفعل مدرسة قيادية خدمت قطاع الشباب والرياضة منذ عقود من الزمن.

** خلف ملفي:

أبو أحمد الصديق الذي يأسرك بأدبه وتواضعه وحسن تعامله غادر الصحيفة الدولية وترك نجاحه المتميز ومهنيته العالية يتحدث عنها الكثيرون.

** لجنة الانضباط:

إذا أردنا عملاً أكثر انضباطاً في أروقة هذه اللجنة فما عليها إلا الإسراع في تطبيق عناصر التميز وأهمهما التفرغ والتخصص العلمي الدقيق وعنده سنشاهد حضوراً قوياً للقانون الرياضي والنظام المنضبط في ساحة المنافسة والمناكفة!

** اللجنة الفنية:

تحتاج إلى تطوير وتنظيم من حيث الاستعانة بالخبراء الذين يملكون الفكر والخبرة والعلم والثقافة مثل الدكتور عبدالرزاق أبو داوود والدكتور صلاح السقاء وغيرهما من الكفاءات الإدارية المؤهلة فنياً وعملياً وعلمياً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد