Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/08/2009 G Issue 13485
الأحد 09 رمضان 1430   العدد  13485
دلالة محاولة الغدر الإرهابي
محمد بن عيسى الكنعان

 

عبثوا في نصوص الدين فشوّهوا كل جميل، وأيقظوا شياطين الفتنة فأشغلوا كل الأمة، واسترخصوا الدماء فجلبوا لأوطانهم البلاء، إنهم (آفة خطيرة) و(فئة باغية) تتبنى منهج التكفير، وتمارس أسلوب التفجير، ولا تفرّق في شرورها بين عجز الكبير وضعف الصغير، لهذا تصدت لهم الأجهزة الأمنية السعودية بكل اقتدار وبسالة بقيادة الأمير الفذ محمد بن نايف،

وتحت إشراف رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز، فكانت ضربات الأمن الاستباقية، وملاحقاته الاجتثاثية، وعلاجاته الفكرية، فكان آخرها إلقاء القبض على القائمة الإرهابية الـ44 .

هذه الضربة الأمنية الموفّقة شتت تفكير هذا التنظيم الدموي وفضحت خططه، لأنها كشفت خفاياه الخطيرة في أدق نسيجه، بل أثبتت أنه فقد قوته التي صنعها إعلامه وقذارة عملياته أمام طوفان الأمن السعودي، الممسك بزمام المبادرة والمتحكم بخيوط المعركة، مع فتح باب التوبة والإقلاع عن الإرهاب لمن أراد من الفئة الضالة. هنا وجد الإرهابيون فرصتهم في الانتقام من الأمن السعودي، الذي طالما سقاهم كأس الاعتقال وجرّعهم مرارة الهزيمة، وذلك باستهداف شخص الأمير محمد بن نايف، الذي خبروه قوياً وسيفاً صارماً على رقابهم في معارك الإرهاب وإدارته الفذة والواعية لتقلّباتها، كما عُرف عنه حليماً في قبول التائبين وتأهيل النادمين والعفو عن من صلح وصدق منهم، لأنه يؤمن أنهم أبناء الوطن وأن ردهم للحق خير من دفعهم إلى الباطل.

غير أن أقدار الله ليست بيد الإرهابيين أو تحت رغبة تنظيم القاعدة، الذين حاولوا استغلال عادة صاحب السمو الأمير محمد بن نايف في استقبال مهنئيه بشهر رمضان المبارك، بتفجير انتحاري يستهدف الأمير عن طريق أحد المطلوبين الذي جاء برداء الحمل الوديع الذي يريد أن يسلِّم نفسه، إلا أن محاولتهم الغادرة فشلت - ولله الحمد - فحاق المكر السيئ بأهله، بأن وقع التفجير بشخص الإرهابي نفسه، وسلَّم الله الأمير محمد ليبقى سداً منيعاً في وجه الإرهاب، وعيناً ساهرةً لحماية الوطن من شرور تنظيم القاعدة، الذي وصل إلى أدنى درجات الإفلاس الفكري في ظل تساقط شعاراته الدينية، كما أن المحاولة الإرهابية الغادرة تعطي أكثر من دلالة حيال هذا الإرهاب الذي لم ينجلِ ظلامه بعد، أولها وجوب الحذر التام ممن يتصنَّعون التوبة والرغبة في العودة إلى الحياة الكريمة، فيستغلون الأبواب المفتوحة بالخير، والصدور المحبة للحق ب(أعمال الغدر والخيانة)، وثانيها أن الحوار مع الإرهابيين بشتى صوره لم يعد مجدياً، لأن الأحداث أثبتت أنهم يتعاملون بمبدأ الغاية تبرّر الوسيلة، خاصةً بعد فضيحة قوائمهم الإرهابية وغدرهم الآثم. وثالثها أن هذه المحاولة الفاشلة كشفت إلى أي مدى وصل عجز الإرهابيين وفشل تنظيمهم الذي أصبح مجرد (فتنة) تطل برأسها هنا وهناك، ندعو الله أن يُطفئ نارها بعد أن أشعلت الفرقة ووزعت القتل في كل أرجاء الأمة.



Kanaan999@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد