Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/09/2009 G Issue 13487
الثلاثاء 11 رمضان 1430   العدد  13487
الحبر الأخضر
الأمير محمد بن نايف الرجل والحدث 1-2
د. عثمان بن صالح العامر

 

شخصياً تشرفت باللقاء والسلام على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية عدة مرات، أولها كان في المدينة المنورة وبحضرة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي أخجلني كثيراً حين خصني بسلام متميز ومميز، وتعريف أكثر تميزاً، قابله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز بابتسامة ونظرة، ما زالت تلك الابتسامة المعبرة والنظرة الحانية ترتسم أمام ناظري مع أن هذا اللقاء لقاء عارض وسريع ومنذ زمن طويل، شخصياً كذلك أسعدني ما نُقل إلي من متابعة واهتمام وإعجاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بأعمال الملتقى التربوي الأول (مسؤوليتنا الوطنية تجاه الإرهاب) الذي أقامته الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة حائل حين كنت مديراً عاماً لها، وشرُف ذلك الملتقى التاريخي المهم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل ومشاركة علماء ربانيين ومتخصصين متميزين وباحثين معروفين في موضوع التطرف والإرهاب، ولا أدل على هذا الإعجاب من لدن سمو الأمير من بعثه - حفظه الله - خطاب إشادة وشكر شخصي ما زلت أحتفظ به وساماً على الصدر وتاجاً على الرأس، أما ثالثاً فلا أنسى أبداً وقفة سموه الكريم معي حين وقع علي حادث الخطف والاغتيال وإطلاق الرصاص، ويعلم الله أن لهذه الوقفة الأبوية الحانية أثرا لا أستطيع التعبير عنه، إذ تتقازم العبارات وتعجز الكلمات عن الوفاء لحضرة صاحب السمو الكريم مهما بلغت من الفصاحة والبيان، وما قدمه - وفقه الله - دين في رقبتي أقف عاجزاً عن تسديد جزء منه ولو يسير ولا أملك حياله إلا الدعاء الصادق من القلب المحب، بأن يحفظ الله سمو الأمير ويرعاه ويقيه شر كل من به شر (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أما فكرياً فصاحب السمو الملكي الأمير من مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وكلنا يعرف بعضا من معالم هذه المدرسة وخريطة اهتماماتها، ولعل مما يتميز به سمو الأمير محمد بن نايف المعرفة الواسعة والتخصص العلمي الدقيق والمهم وعمق النظرة وسعة الأفق والقدرة على النقد والتحليل الفكري الرصين، وإدارياً يعتمد - وفقه الله - على العمل المؤسسي الذي يرتكز على أسس علمية ويوظف التقنية الحديثة والمعارف المعاصرة في الجهاز الأمني بشكل متميز، واستقطب سمو الأمير - وفقه الله - مجموعة من العاملين في هذا الجهاز المهم جداً يملكون معرفة واسعة بالتيارات والأفكار والجماعات والاتجاهات العقدية الأيديولوجية، وهذا جعل التعامل مع ملف (الفئة الضالة) أكثر حرفية وأعمق دراية ومعرفة بالتقاطعات والتوافقات بين الأشخاص والأحداث في الداخل والخارج، أما عن أخلاق وسلوكيات سمو الأمير فالتواضع والحلم والأناة والتقدير والاحترام والكرم بعض صفاته وقد أسهب في الحديث عنها بعض من كتب عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الأيام القليلة الماضية، هذا عن الرجل أما الحدث الإرهابي المشين الذي وقع غدراً في بيت سموه - حفظه الله - مساء يوم الخميس الماضي وإرهاصاته ومعطياته ودلالاته فاترك الحديث عنه إلى يوم الخميس القادم وإلى اللقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد