Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/09/2009 G Issue 13487
الثلاثاء 11 رمضان 1430   العدد  13487
الشيخ القدوة علي الجميعة
عبدالله العجلان

 

كلما زادت وتيرة صراعات الصخب الفارغ في أندية عريقة وكبيرة باسمها وجماهيرها وبطولاتها، وبعد أن أصبحت العضوية الشرفية عند البعض في أيامنا هذه وسيلة للشهرة والظهور والانتشار بالضجيج والملاسنات والصدامات وتكريس الحقد والإيذاء والكراهية بالدسائس والمؤامرات، وبدلاً من أن تكون داعمة ومفيدة وإضافة مادية ومعنوية وأخلاقية تحولت إلى مصدر قلق وإزعاج ودمار وضررها على النادي أكثر من نفعها. أتذكر على الفور وأسترجع بإعجاب وأتأمل بفخر واعتزاز وارتياح مواقف وسيرة وعطاءات وإسهامات رئيس هيئة أعضاء الشرف في ناديي الطائي والجبلين الشيخ الفاضل علي بن محمد الجميعة للرياضة والأندية في منطقة حائل على مدى أكثر من عشرين عاماً بلا توقف وبهدوء لافت وسخاء مدهش وكرم حاتمي يفوق الوصف، وأجدني أمام شخصية نادرة في كمية وطريقة إنفاقها، وفي نبل مبادراتها ورقي تعاملها مع الجميع في مختلف الأحداث وأصعب الظروف وأشد الأزمات، والتي دائماً ما يكون فيها أبو فهد الرجل النقي العقلاني الحكيم المتسامح، المحب للخير الداعي للتكاتف والداعم للإبداع والمبدعين والمحفز للبذل والمثابرة والجد والاجتهاد.

أتحدث عن علي الجميعة شيخ الكرم والوقار والمحبة والتواضع والعطاء، وأذكره هنا بخير وإنصاف في هذا الوقت المليء بالمشاحنات والضغائن بين أبناء النادي الواحد؛ لأنه بتاريخه وشخصيته وثقافته وإنسانيته وأياديه البيضاء ومواقفه الخيرة الممتدة باتجاه الجميع، وشملت بطيبها ودعمها المساجد وجمعيات البر وتحفيظ القرآن وقطاعات الزراعة والاقتصاد والسياحة والاستثمار والتطوير والعلم والثقافة والمعرفة والرياضة والشباب يمثل لنا ولكل التيارات والأطياف والمجتمعات وللوطن عموماً نموذجاً للمواطن الصالح وللإنسان الفاعل المتفاعل مع هموم وقضايا مجتمعه، ولعضو الشرف المتحمس لأداء رسالة فعل الخير ونشر الوعي والاحترام داخل النادي وبين الأندية وبعضها وجماهيرها وكافة منسوبيها وصولاً إلى بيئة رياضية سعودية مثقفة وراقية ومتطورة في إعلامها ومكوناتها وممارساتها ومخرجاتها على مستوى الأندية والمنتخبات.

لا أقولها مجاملة له؛ فهو في غنى عنها، أو لمجرد إطراء يستحق أبلغ وأجمل منه بكثير، وإنما لأننا في أنديتنا ووسطنا الرياضي بحاجة إلى مثل الشيخ علي في أسلوبه ومنهجه وقيادته وفهمه لمعنى وقيمة عضوية الشرف ولرئاسة هيئتها، وفي عدم استخدامه لمنصبه ومكانته ودعمه بالملايين للطائي والجبلين في الترويج لنفسه وفرض قناعاته وآرائه على إدارات الناديين المتعاقبة, وفي ترفعه عن الدخول في سجالات كلامية ومهاترات إعلامية كتلك التي نراها اليوم تسعى إلى تحقيق أمجاد شخصية لا علاقة لها بحب النادي والوفاء له وللمجتمع الذي تنتمي إليه.. فباسم الرياضيين والمحبين المخلصين لوطن عز ونماء يزهو بعطاء ويتألق بشموخ نقول: شكراً أبا فهد، ورزقك الله الأجر والمثوبة والعفو والعافية، ودمت بخير وسلمت من كل شر، وكثر الله من أمثالك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد