Al Jazirah NewsPaper Friday  04/09/2009 G Issue 13490
الجمعة 14 رمضان 1430   العدد  13490

الأشرعة
كان .. يا ما كان
ميسون أبوبكر

 

كان يا مكان.. من قريب الزمان.. كان الظلام دامسا في متاهات فكره، ودروب تفكيره، عقيم هو الحوار معه، الطريق إليه مسدودة، نوافذ عالمه بلا ضياء، لسانه يردد كالببغاء ما يلقن له، ثم لا يسمع إلا صوت الضلال داخله، ولا يرى إلا ما ترسم يداه من ألوان قاتمة، لحياة محكوم عليها بالموت.

العناكب السامة تعشش في سراديب ذاكرته وتفكيره.. والقوارض تأكل الأخضر واليابس ولا تذر شيئا، وخفافيش الظلام تحوم في سمائه بلا هوادة، لا يتقن إلا أنشودة الموت.. تسول له نفسه أن يتحول إلى قابض أرواح.. لا بأمر ربه بل بما تسول له أفكاره الشيطانية.

هذا الإرهابي صاحب الفكر الضال.. لا يتورع أن يكون إمّعة للغير.. وللحاقدين على وطن هو الأحلى والأنقى.. فتجرأ عليه وعلى أهله الآمنين بالإثم والعدوان.. والتخريب، عوضا من أن يزرع في أعماقه قلبا نابضا بالمحبة وبوطن منحه كرامته وحياته فإذا به يزرع في أحشائه قنبلة الموت.. لقد خان وغدر وقتل النفس التي حرم الله..

دخل مجلس الأمير.. ليزهق روحا طاهرا وأسدا من أسود الوطن، ومكر ولكن مكر الله أعظم فحالت إرادة الله وعظمته دون أن يتمكن من تنفيذ مخططه، فنجا الأمير.. سلمه الله وأزهق روح المعتدي الغاشم..

لم تنته الحكاية هنا.. انتهى المشهد بكل ما أثاره من استغراب واستنكار وذهول.. لكن بدأ مشوار جديد مع هذه الفئة الضالة حاملة الفكر الإرهابي حتى تنتهي من غيها ويخرجها الله من الظلمات إلى النور..

كلنا مسؤول عن دينه وأمته.. فإن رأينا منكرا فلنغيره.. وإن شهدنا فسادا فلنوقفه.. وإن سمعنا باطلا فلا نسكت عليه أبدا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.. كل في موقعه ووظيفته.

فلتبق زرقة السماء بلا حرائق.. ونقاء البحر بلا سموم.. والقلوب بيضاء بلا هموم، والأفكار ما شاء الله لها أن تكون.. والحياة حريٍّ بها أن تكون حياة.. والإنسان نفسا مقدسة.. وحرمة حرم الله الاعتداء عليها وديارنا ديار أمن وأمان..

هنا سأتوقف عن الكلام.. لكن روحي لن تتوقف عن الدعاء لله عز وجل أن ينعمنا بالأمن والاستقرار ويفشل مخططات الأعداء والدمى المتحركة بأيد قذرة تخالف شرع الله.

من آخر البحر

من روائع أحمد بن صالح الصالح:

وطني لحبك في العظام دبيب

وبك الأحبة والزمان يطيبُ

وقلوبنا بك لن تفارقَ نبضَها

وحنينُها..أبدا إليك عجيبُ

في مهبطِ الوحي ِ الهوى لا ينتهي

حبُّ الحجاز بأضلعي مكتوبُ

وحديث ُ أحبابي بنجدٍ ملهمي

وصباك يا نجدُ إلي حبيبُ

والساحلُ الشرقيُّ يسري في دمي

عشقًا..يكادُ القلب منه يذوبُ

وعسيرُ في لغتي صبًا وصبابة ٌ

ومليحةٌ عربية ٌ رعبوبُ

يا موطني في كلِّ شبر ٍ قصة ٌ

تحكي هواكَ فلستُ عنك َأتوبُ

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد