Al Jazirah NewsPaper Friday  04/09/2009 G Issue 13490
الجمعة 14 رمضان 1430   العدد  13490
أسبوع بيع العواطف وشراء راحة البال
(ذهب العملات) الفرنك السويسري والدولار الأمريكي تشلان حركة الأسواق تزامناً مع شهر سبتمبر

 

نجوم الإسبوع المنصرم الفرنك السويسري والدولار الأمريكي لسببين الأول هو الانخفاض المتدرج لشهية المخاطرة، والفرنك السويسري الذي يطلق عليه اسم (ذهب العملات) عندما يحظى بسيولة ملفتة تكتفي بقية العملات الرئيسية بالفرجة، أما السبب الثاني قادم من أسواق النفط والتي لا زالت تعاني من حالة بيع كلما ارتفعت أسعارخاماتها فوق منطقة السبعين دولار.

ومعلوم أن أسواق السلع خصوصاً النفط والذهب أعطت أولى الإشارات لدخول مرحلة الانتعاش ومعظم تجار أسواق المال يحدق فيها كثيراً عندما يرغب بالاستثمار أو المضاربة، وتجار أسواق العملات الأجنبية على وجه الخصوص وفي ظل هذه المعطيات فضلوا شراء راحة البال وبدأوا ببيع عواطفهم والتخلي عنها وانقسموا إلى قسمين قسم منهم بدأ بعمليات جني الأرباح وإغلاق عقودهم مع شركات الوساطة والقسم الآخر يفكر بعمليات (الشورت) طمعاً منهم في المزيد من المتاجرة في الاتجاهات الهابطة إن حدثت.

الدولار الأمريكي

عكس الاتجاه المرتقب من هابط إلى صاعد للعملة الأمريكية يحدث ببطء على عكس مما مضى خلال الأزمة المالية حيث كان يحقق ارتدادات سريعة ومباغتة لكن هذه المرة مختلف عن ما كان معهوداً في السابق، وباختراقه مستوى 79 أمام سلة عملاته حينها سيكون اللون الأحمر الداكن طاغياً على معظم العملات الرئيسية.

وبخصوص أهم البيانات التي تم نشرها كان أبرزها من حيث الإيجابية الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني الذي حافظ على مستويات الانكماش مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة بنسبة 1% وأكثر المراقبين تشاؤما قد يكون سعيداً بعد هذه النتيجة، أما نصيب أسواق النفط من البيانات فقد أظهر تقرير وكالة الطاقة الأمريكية أن مخزون النفط انخفض بقيمة 0.4 مليون برميل مقارنة بارتفاع للأسبوع الماضي 0.2 مليون برميل وهذا يدعم استقرار أسواق النفط في بداية الأسبوع المقبل، وبشكل عام الأرقام لم تأت بما هو مخيف جداً ومفاجئ والتصحيح الحالي للأصول ذات العائد المرتفع منطقي وفقاً للغة الأرقام خصوصاً أنه يأتي مع بداية شهر سبتمبر الذي غالبا ما يكون تاريخيا يحتضن أحداثاً مؤلمة تخص الأمريكيين وخصوصاً المستثمرين منهم.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

تفعيل عمليات جني الأرباح متزامنة مع البدء بتنفيذ عمليات الشورت سبب فني رئيسي لسوك الزوج الغامض ولا يلامون على ذلك، إلا أن مستوى 1.41 يرجح كسره بسبب حشود الشموع السلبية وعليه تصبح المخاطرة عالية في الزوج وبحاجة لاستراحة حتى يحدد اتجاهه القادم بناء على الأساسيات والفنيات وخصوصاً أن منطقة اليورو تفتقد للأرقام المهمة.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

هذا الزوج سبق الجميع بسلبيته ولكن لا ننسى أنه كان من السباقين في الإيجابية وبعد وأد الاتجاه الصاعد والبالغ من العمر ستة أشهر كما هو موضح في الرسم البياني فإن مستوى 1.59 لا يزال مستهدف ويرجح تحول سلوك الزوج إلى المسار الجانبي للأسبوع القادم يدعم هذا الترجيح القناة الأفقية التي تنتظر التجار بين مستوى 1.65 و مستوى 1.59 والتي تم تشييدها من شهر مايو الماضي.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

وسع الزوج من نطاق تذبذبه في قناته الهابطة بكسر مستوى 93 ويستهدف على المدى القصير جدا مستوى 91.5، ويتأجل الحديث عن إتجاه صاعد جديد بسبب أن القناة الهابطة الحالية عرضها يشير إلى أن المسار الرئيسي الحالي هو الهبوط ويتسم بالموت البطئ للأسعار وهذا مبرر أيضا من الناحية الأساسية لأن الأنباء ليست مشجعة ما دامت أسعار البورصة اليابانية لم تصحح بالشكل المطلوب حتى الآن فهي لا زالت في بداية عملية التصحيح.

اليورو

منطقة اليورو كانت شحيحة في بياناتها الاقتصادية للأسبوع الماضي ولم يهتم المستثمرين إلا لأرقام البطالة والتي بلغت 9.5% في شهر يوليو مما سيحد من معدلات الإستهلاك في المدى القصير وبما أن بيانات البطالة تعطي مؤشر متأخر لا يحوز على رضى المضاربين لرسم توقعاتهم للأسعار وهذا ساعد على أن تكون العملة الموحدة أقل خسارة مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى لكن ليست ببعيدة عن المخاطرة العالية.

الجنيه الإسترليني

نبدأ بالأهم حيث أعلن عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والذي قلص انكماشه عند 0.7% مقارنة بالانكماش السابق عند 0.8% وهذا جيد لكن الأسواق سبقت هذه الأرقام لكن الملفت أن حجم الإنفاق الحكومي ارتفع من 0.8% إلى 0.2%، أما قطاع العقار كان له نصيب من الأرقام حيث ارتفع مؤشر (نيشن وايد) لأسعار المنازل في شهر أغسطس بنسبة 1.6% مقارنة بارتفاع سابق نسبته 1.3% أما ثقة المستهلك تبدو مستقرة وفقاً لمؤشر GFK لشهر أغسط س الذي تراجع 25 نقطة عند نفس مستويات القراءة السابقة مما يدل على أن مستوى الثقة لم يتغير إلا أن المستثمرين كانوا ينتظرون تحسن ملفت في مستوياتها.

وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي والذي يمثل 15% من الناتج المحلي الإجمالي فقد انكمش في شهر أغسطس إلى 49.7 مقارنة بالقراءة السابقة عند 50.2 وأخيرا قطاع الإنشاءات الذي أعلن عن نتيجة مؤشر مدراء المشتريات لشهر أغسطس قيمة أعلى عند 47.7 مقارنة بالقراءة السابقة عند 47 إلا أنه لا يزال منكمشا، وبنظرة شاملة تبدو البيانات تميل للسلبية بشكل أكبر من الإيجابية وهذا مبرر لخسائر العملة الملكية.

الين

حزمة من البيانات الهامة والسلبية أطاحت بالين أبرزها وصول معدل البطالة لشهر يوليو إلى 5.4% ولا يزال يبحث عن قاع أرقام البطالة، أما أسعار المنازل حديثة الإنشاء لشهر يوليو تنخفض إلى 32.1 والرقم السابق عند 32.4 مما يشير إلى هدوء قطاع الإسكان هناك ويوحي بتدني معدلات الإنفاق ويثير الخوف من جديد بشأن الإنكماش.

(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الإربعاء الساعة 10 مساء بتوقيت جرينتش)

وليد العبدالهادي
محلل أسواق المال


waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد