Al Jazirah NewsPaper Friday  04/09/2009 G Issue 13490
الجمعة 14 رمضان 1430   العدد  13490
(العدو معثور)
علي أحمد المضواح

 

لا أحد يعرف الوطن كابن الوطن - وأهل مكة أدرى بشعابها - ولا أحد يعرف كرم الرجال كمن رأى نارهم موقدة تقري الضيف وتغيث المستغيث.. وتنير في ظلمة الليل من سرجها طرقات تدل السائرين..

ولا أحد يخاف على الوطن كابن الوطن وعاشق ثراه.. وحق لنا أن نخشى على من نحب.. فيطمئننا القائد..

حين يتحدث قلب خادم الحرمين الشريفين مطمئناً على قائد من قادة حربه ضد الإرهاب فهو يطمئن على وطن بأكمله ويطمئنه بأن (العدو معثور).. وأن يد الغدر جبانة.. تأتي الشجاع الذي تخشاه من مأمن.. وتخبئ خنجرها المسموم تحت خبث النوايا.. فخناجر الغادر تخشى سيف الشجاع.. ولن يخذل الشجاع كرم.

* * *

ها هي غدرة أخرى من غدرات الضلال.. وحماقة من حماقات من سلبت عقولهم ودس محلّها كل معاني التنكر والجحود تلج البيت من بابه.. لأنها تعلم أن وطناً كوطني عاش دهراً لا يغلق الأبواب.. ولأنها تعلم أن قائداً في قامة وهامة محمد بن نايف لا يتخفى وراء الأسوار هرباً من الموت.. فهو يعلم أن (بيت الشَّعر) لا باب له.. مشرع للغريب والقريب.. يكرم الكريم ويؤمن الخائف ويجير المستجير.. ولأنهم يعلمون أنهم في وطن مواطنوه سواء في احتساء قهوة شيوخهم اتخذوا من باب الكريم طريقاً علّ سيفه يغفو ويسكن غمده كي تتسلّل خناجرهم إلى مقتل.. لكن الله سلّم فأخطأت ارتعاشة الباطل هدفها.. وأردت الجاحد دحوراً وبواراً..

* * *

(خاطرت يا محمد).. قالها خادم الحرمين.. ثم أردفها مستفسراً بقوله في (بيتك الخاص؟) لأنه يعلم أن الكريم لا يقفل بابه فهكذا كان المؤسس وهكذا هم أبناؤه وأحفاده.. وسواعد الرجال الذين نذروا أنفسهم فداءً لوحدته وكيانه وقامت أركانه على طيب خصالهم ونبل طباعهم لم تكن غدرة من غدرات الجاحدين كهذا إلا إثبات فعل لقربهم من وطنهم وأبناء وطنهم وخادم الحرمين حين يخاطب محمداً يخاطب الوطن ويقول:

(إرادة الله فوق كل شيء والحمد لله إنك سالم وغانم ولا فيك أي شي..)

وحين يخاطبه قائلاً: (أي شي راح منك فهو لخدمة دينك وطنك) فهو يخاطب كل ابن من أبناء الوطن..

* * *

باب الكريم وإن أغرى فالحق حارس ويد الخائن مرتعشة..



almdwah@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد