Al Jazirah NewsPaper Monday  07/09/2009 G Issue 13493
الأثنين 17 رمضان 1430   العدد  13493
حتى لا يخيم شبح الإحباط على نفوسهم
محمد إبراهيم فايع

 

كنا ومازلنا دائما نقول إن المعلم محور العملية التعليمية وأن الاعتناء به وتوفير الحوافز وفرص التدريب لبناء مهاراته من أولى أولويات وزارة التربية والتعليم بل وهذا ما يجب عليها لأن المعلم إذا ما أحسن إعداده وهيئت له الظروف الملائمة وأعطي مساحات من الإبداع سيعطي أكثر وسينتج أفضل.

قبل عقد من الزمان كان مديرو المدارس يعانون في البحث عن معلمين يرضون بتدريس الصف الأول من بين معلمي المدرسة للتعب الذي يلاقيه معلمو الصف الأول ولحاجة طلاب هذه المرحلة لمعلمين مهرة لديهم الحنو والصبر وإلمامهم بخصائص النمو النفسي ولديهم رغبة في إدخال أساليب مشوقة في تدريسهم تعتمد على الوسائل الحديثة البيئة الصفية الجاذبة والأساليب التي تستثير فكر التلاميذ وتستحث أسئلتهم ومداخلاتهم إلى غير ذلك ولأن القليل من لديه هذه المهارات فقد تعودنا على أن نجد معلمين ليس لديهم الرغبة في التطوير ولا يجيدون سوى فن الإلقاء والتلقين لأنه الأسلوب الأسهل والأسرع ولكنه الأسلوب الأفشل لأن التلقين يعني بكل بساطة تحويل عقل التلميذ إلى مجرد علبة تحش بكل الدروس والتلقين كأسلوب من أساليب التدريس بات عقيما ولم يعد صالحا لمرحلتنا الراهنة في ظل الانفجار المعرف وثورة المعلومات وأصبحت الحاجة إلى إيجاد أساليب وطرائق ووسائل تعتمد في مجملها على إعمال الفكر هذه الإستراتيجية في التغيير لابد أن يسبقها قناعات لدى المعلمين ويسايرها تدريب مستمر ويعقبها تقويم وتطوير فالتغيير مطلب ملح قوامه رغبة المعلم وقناعته به.

كانت الرغبة في إنهاء معاناة مديري المدارس في البحث عن معلمين بارزين لتدريس الصف الأول على وجه الخصوص والبحث عن معلمين لديهم سمات معينة وصفات محددة تؤهلهم لتدريس الصفوف الأولية وإعداد جيل من المعلمين يحملون كفاءات فنية تخصصية في تدريس الصفوف الأولية فجاءت (فكرة الحوافز) فكان وجودها حاجة تربوية تحمل الكثير من الأهداف التربوية التي تصب في مصلحة الميدان التربوي.

ما أتوقعه من جراء إلغاء الحوافز هو أن نلحظ عزوف بعض المعلمين عن التدريس في الصفوف الأولية وبخاصة الصف الأول وان نخسر ذلك الحماس الذي أوجد لنا معلمين أصبحوا شبه مختصين في تدريس هذه المرحلة وان يخيم شبح الإحباط على نفوسهم لأنهم أصبحوا متساوين من حيث تقدير التعب والشقاء مع معلمي المراحل الأخرى علما بأن من درس في الابتدائية بشكل عام والصفوف الأولية منها على وجه الدقة سيعلم بان هناك فرقا واضحا من حيث متطلبات المرحلة الأولية لمعلمين من فئة خاصة لأن التعامل مع طلابها وطريقة تعليمهم وبيئاتهم التعليمية والصفية تختلف كلية عن بقية المراحل الأخرى والشعور الأكبر بأن الحوافز سلبت منهم برغم أنها مقننة وتخضع في منحها أو عدم منحها لمعايير تكون بيد مدير المدرسة تقيس أداء كل معلم ويتم اعتمادها من المشرف التربوي.

إن فكرة إلغاء الحوافز عن معلمي الصفوف الأولية وبخاصة عن معلمي الصف الأول أرى أنها (غير صائبة) فعن قرب بحكم العمل مع المعلمين وإحساس بتأثير الحوافز عليهم كنت أشعر بحجم الرضا الوظيفي وهو ما كنا نفتقده عند بعض المعلمين قبل تطبيق الحوافز وشعرت برغبة كثير من المعلمين في تطبيق سلوكيات تدريسية متطورة حتى وصل ببعضهم إلى أن يقوم بمبادرات ذاتية في إيجاد الوسائل الحديثة وبناء بيئة صفية جاذبة وجلب الحوافز المادية لطلابه في حضور مناشط المشرفين التربويين بدافع الإلمام بالجديد وملاحقة متطلبات المرحلة. كما أن الحوافز أوجدت تنافساً بين المعلمين في البروز وأتاحت لمدير المدرسة فرص تقييم أعمال المعلمين والإشراف على جهودهم من خلال الاستمارة المعدة للحوافز وأوجدت ما يمكن أن نسميه بضوابط اختيار معلمي الصفوف الأولية وما أخشاه أن نعود من جديد إلى خانة المربع الأول خانة المعاناة في البحث عن معلمين يقبلون بتدريس الصفوف الأولية خاصة الصف الأول وان عثرنا عليهم فقد نفتقد إلى حماسهم الذي ألفناه أثناء تطبيق الحوافز وسنفتقد الكثير من الممارسات الايجابية التي وجدت بفضل الحوافز وما ترتب عليها كما ذكرت أعلاه.

وحتى نحافظ على المستوى الذي حققه كثير من معلمي الصفوف الأولية في مناطق المملكة في مواكبة النظريات التربوية الحديثة في تقديم المعلومة وتحويلها إلى مهارة ونظراً لما يواجهه معلمو المرحلة الأساسية من التعليم وبخاصة معلمي الصف الأول فأنا أقترح على مقام وزارة التربية والتعليم أن تبقي على عدد من الحوافز وتخص معلم الصف الأول بمميزات تشجعه على عمله ومن ذلك حافز الإجازة مع طلابهم الترشح للدورات التفكير في منح علاوة إضافية دعما لما يدفعونه من جيوبهم فرصة الأولوية عند النقل من المدرسة خفض النصاب فرص التدريب المجاني في مراكز الخبرة إلى غير ذلك وأنا اقترح ذلك على الوزارة بودي أن أنوه إلى أمر مهم وهو بأن الحوافز إذا وجدت فيجب أن تحقق أهدافها التي وجدت من أجلها وأهمها رفع مستوى العطاء عند المعلمين والتنافس في تقديم الأحسن فهي ورقة قوة بيد مديري المدارس لا يجب أن يُفرط بها الأمر الآخر أن تنجح الوزارة في البحث عن نموذج مثالي لحوافز تكون مشجعة ومقبولة تمنح لمعلمي الصفوف الأولية على الدوام.

- خميس مشيط



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد