Al Jazirah NewsPaper Monday  07/09/2009 G Issue 13493
الأثنين 17 رمضان 1430   العدد  13493
قبل التقاعد.. بعضهم يبدأ بالعرج
جمعان محمد سعيد بخش

 

نِعَم الله علينا عديدة لا تحصى ولا تُعد على هذا البلد، بلد الرسالة والوحي، بلد الأمن والأمان والإسلام، حيث توفرت فيه أسباب المعيشة على الكبير والصغير وهي بركة الوظائف ورواتبها المغرية، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل قيادة وحكومة المملكة العربية السعودية - حفظها الله ورعاها وبارك الله فيها - لقد أسدت ووفرت الوظائف بأنواعها للشعب السعودي في كل مدينة ومحافظة وقرية من ضباط عسكريين وصف ضباط ومدنيين أصحاب المراتب الممتازة موظفين مستخدمين .. كيف لو حكم الله علينا بانقطاع هذه الوظائف التي هي ثمرة العلم والتعلم بعد إرادة المولى عز وجل .. ماذا سيكون مصيرنا إننا والله تحت ظل المولى ثم تحت ظل قيادتنا الرشيدة أعزها الله ونصرها بنصره والله ما كان أحدنا يجد قوت يومه لا أهله وأولاده الله لا يغير نعمه علينا ويجعلنا شاكرين لنعمه قابلها شكراً قولاً وعملاً، ومن أجل هذا كتبت ملاحظاتي عن بعض الموظفين العسكريين والمدنيين أنا لا أعمم الكل لأنّ الكثير فيهم الخير والمخافة من الله عز وجل، ولكن البعض القليل قد يؤثر على الكثير إذا لم نتدارك الأمر في ذلك الموضوع، وهو عندما يتلقى الموظف كبيراً أو صغيراً مدنياً أو ضابطاً عسكرياً نبأ إحالته على التقاعد النظامي بسبب كمال سنه القانونية وسيتم تقاعده اعتباراً من غرة رجب شهر 7 ويكون تبليغه من غرة محرم قبل التقاعد بستة أشهر، وذلك حرصاً من الدولة - حفظها الله - على الارتباط بتصفية حقوقه وإجازاته إن كان له رصيد إجازات وراتب تقاعده الشهري الذي ينزل من غرة رجب وبعد مغادرته العمل، وهذا كرم وتقدير من الدولة - حفظها الله - ملوك هذا الوطن، منذ أن قاد مسيرتها الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده - شفاه الله وإعاده إلى ارض الوطن سليماً معافى، أي دولة من الدول الأخرى يحصل شعبها هذه النعمة وفي مقدمتها نعمة الأمن في الأوطان ودين الإسلام ثم نعمة رغد العيش والكرم والتقدير من ولاة الأمر - حفظهم الله -، ولكن مع شديد الأسف والألم والحسرة قابل بعض الموظفين هذه النعمة بالنكران إذ ما ان يتبلغ الموظف بنبأ تقاعده من أول السنة انه سيتقاعد بعد ستة أشهر إلاّ وتقاعس عن الدوام ويبدأ في الغياب أسبوعياً وثلاثة أسابيع ولا يحضر لمرجعه إلا آخر الشهر ليتسلم راتبه، وإذا سأله أحد عن تخلفه يقول وبكل افتخار وإخلاص متقاعد وان كان ضابطا او صف ضابط عسكري فهو يحضر بالزي المدني لا يحضر رسمياً .. وتساؤلي هنا أمام المسؤولين والقراء الغيورين على نعم الله والمحافظين على أماناتهم في حق ولاة الأمر هل هذا هو شكر الله على نعمه التي أنعمها الله على هذا الوطن وعلى الموظفين عامة؟ .. هل هذا هو حفاظ على أمانتهم التي أوجبها الله عليهم اتجاه ولاة الأمر؟ .. لا والله إن هذا الأسلوب لا يقبله ولا يرضاه على نفسه رجل مسلم ينطق بالشهادة ويخاف عقاب المولى عز وجل بأن يمحق بركة رواتبه التي أخذها بدون حق ويحاسبه في ذلك اليوم المحشر العظيم .. علماً أن الدولة لم تتخل عنه بعد إنهاء خدماته ولا يزال اهتمامه به وتأمين معيشته وأسرته انها تصرف له راتباً شهرياً وهو نائم في بيته أو يتمشى داخل المملكة وخارجها وهكذا إلى أن يموت إنني أكرر وأقول أين توجد هذه النعمة في غير بلدنا ونقابلها بالجحود لا شكراً لله ولا ولاة الأمر لو كان شيئا من ذلك لا بقى الموظف المبلغ بتقاعده إلى نهاية السنة المالية والله إنني انا عندما بلغوني نهاية خدمتي النظامية لم أغادر ولا أتغيب يوماً واحداً حتى يوم الاثنين الموافق 30-6-1417هـ وودعت وظيفتي وزملائي في 1-7-1417هـ وذلك مخافة من الله وشكراً له على تلك النعمة وشكراً للدولة وحفاظاً على أمانتي تجاه ولي الأمر الحنون على أبناء الشعب، والله إنني لا أقول هذه مجاملة ومدحاً لنفسي يشهد الله على صدق نيتي وكلامي وهو خصمي يوم القيامة يوم المحشر العظيم إن كذبت، هذا وأخيراً أضع اقتراحي هنا لوزارة الخدمة المدنية وفروعها إدارات شؤون الموظفين في كل وزارة ودائرة حكومية عسكرياً ومدنياً ان لا يبلغوا الموظف بتاريخ تقاعده ومغادرة العمل إلا بعد منتصف جمادى الثانية ثم يبدأوا في تصفية حقوقه سرياً بدون علمه أو يأخذوا عليه التعهد بعدم مغادرة العمل الوظيفي حتى التاريخ المشار إليه وإذا حصل وتغيب بدون مرض أو أي عذر شرعي يحسم عليه اليوم بثلاثة أيام .. هذا رأيي من قلب مخلص لولي الأمر وبالله التوفيق.

- محافظة الخرج



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد