Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/09/2009 G Issue 13494
الثلاثاء 18 رمضان 1430   العدد  13494
تطابق أهداف واشنطن وتل أبيب

 

وإن اختلفا بالتكتيك إلا أنهما يتفقان في الهدف، فالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي يعملان بإلحاح لاختزال القضية الفلسطينية في موضوع فرعي هو إحدى الإفرازات السلبية لتأخر حل القضية الفلسطينية وتلكؤ المجتمع الدولي في فرض القرارات الدولية التي اتخذتها منظمة الأمم المتحدة على مدار أكثر من ستة عقود لحل هذه القضية التي ظلت وحدها دون حل رغم وضوح القرارات وتشخيص المعتدين، إلا أن دعم القوى الدولية وانحيازها لإسرائيل لم يؤخر الحل، بل عطله ودعم الظلم وغيب الحق.

والآن وبدلاً من التركيز على الموضوع الرئيس أساس حل القضية، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي تحاول إسرائيل ومنذ عام 1967م تغيير معالمها وخوض واقع استعماري يعطل الحلول المقبولة.. الآن وبدلاً من تتكاتف الجهود الدولية والوسطاء وتسهيل تحقيق تسوية السلمية بالتأكيد على معالجة العقبة الرئيسة وهو الاحتلال وينشغل الوسطاء بالاهتمام بموضوع فرعي وتحويله إلى موضوع رئيس وكأنه العقبة الأساسية وهو ما التقطته إسرائيل وساستها الذين عدوا الموضوع وكأنه القنطرة التي تعبر منها التسوية السلمية لما يسمونه بقضية الشرق الأوسط ولذلك فإنهم يعملون على انتزاع ثمن مقابل ما يزعمونه تنازلاً حيث يعتبرون وقف إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية التي تمنع الدولة المحتلة لأراضي الغير التصرف بها وقت الاحتلال ولكن الإسرائيليين وفي ظل تراخي وصمت المجتمع الدولي نشرت إسرائيل المستعمرات الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة وخاصة الأراضي الفلسطينية التي حولتها هذه المستعمرات إلى جيوب متناثرة قسمت الوطن الفلسطيني مما يجعل من إنشاء دولة فلسطينية عملية صعبة إن لم تكن مستحيلة وهذا ما تسعى إليه إسرائيل، وهو ما يحاول الوسطاء الدوليون وخاصة أمريكا وقفه طارحين فكرة وقف إنشاء المستعمرات لإتاحة الفرصة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

هذا الهدف الذي يسعى إليه الوسيط الأمريكي وجد فيه الجانب الإسرائيلي ضالته لانتزاع أوراق إضافية لتعزيز واقع الاحتلال وجعله أمراً واقعاً حيث يزعمون بأنهم يحتاجون لتوسع في إنشاء وتوسيع المستعمرات كإجراء مطلوب استجابة للتوسع الطبيعي..!! رغم أن أصحاب الأرض الفلسطينية مشردون وممنوعون من الإقامة على أرضهم..!! ولهذا فإنهم ولكي يوقفوا قضم الأرض الفلسطينية بنشر وإنشاء المستعمرات يطالبون بثمن من العرب طالبين التطبيع مع من تبقى من العرب... وهذا الطلب يجد مساندة من الوسيط الأمريكي الذي يعمل ممثليه ومن يرسلهم للكيان الصهيوني للعرب على تحقيق هذا المسعى الإسرائيلي رغم معارضة كل الدول العربية المطلوب منها تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي ورغم عدم جدية ومصداقية حكومة نتنياهو التي أجهضت الجولة القادمة لمبعوث الرئيس الأمريكي جورج ميتشل حيث أعلنت هذه الحكومة عزمها على إنشاء 500 مستعمرة جديدة تزعم أنها مبرمجة قبل مدة.

وهكذا ورغم تشبث الكيان الصهيوني بنهج التوسع في إنشاء المستوطنات إلا أن الوسيط الأمريكي يضغط هو الآخر لإجبار العرب على دفع ثمن التنازل عن ورقة مهمة.. ورقة التطبيع مقابل ورقة غير مؤكدة التنفيذ ووقف التوسع في إنشاء المستعمرات ليتطابق هدف واشنطن وتل أبيب حتى وأن اختلف التكتيك.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد